لافروف: لن نوزع الإرهابيين بين صالحين وغير صالحين
وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع قرار يتضمّن خريطة طريق للحل في سورية. وأهم ما ورد في نص المشروع تشديد القرار الروسي ـ الأميركي على المحافظة على سيادة الجمهورية العربية السورية. وعلى أن الشعب السوري هو مَن يحدد مستقبل سورية، كما يدعو إلى آلية دولية لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية، ولإجراء محادثات سلام بشأن في البلاد أوائل شهر كانون الثاني.
وكان المشروع طالب بوقف أي هجمات ضد المدنيين في سورية بشكل فوري، ويدعو لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية.
ولفت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال جلسة لمجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار يدعم خطة طريق دولية للسلام في سورية إلى أننا «نرحّب بالمبادرة الدولية لدعم سورية والأمم المتحدة مستعدة للقيام بمراقبة وقف إطلاق النار في سورية وإطلاق محادثات بين السوريين».
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في كلمة له في جلسة مجلس الأمن، أنّها دقت الساعة لوقف القتال في سورية والانتقال إلى حكومة جديدة، مشيراً إلى أن هذه المرة الأولى التي نتمكّن فيها من الاجتماع والتفاهم حول الأزمة السورية.
وأوضح كيري أن نصف السوريين قد هجروا، وخمسهم لاجئون، مشدداً على ضرورة وضع حد لسفك الدماء في سورية.
ولفت إلى أن «الرئيس الأميركي باراك أوباما أرسى أهدافاً أساسية، أولها دعم أصدقائنا للحفاظ على الاستقرار، حيث لا تخرج الحرب من الحدود السورية منعاً لمضاعفة التوتر في المنطقة»، معتبراً أن الشعب السوري عانى ما يكفي، ويجب على الجميع أن يُبرهن مسؤوليته العميقة للخروج من الأزمة السورية.
من جهته، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن «اجتماع المجموعة الدولية يؤكد التزام الدول بعملية فيينا، ولا شك في أن القرار الذي اعتُمد للتوّ يثبت اتفاق شهر تشرين الثاني 2015 والذي دفع باتجاه تنفيذ إعلان جنيف»، موضحاً أن «هذه الاتفاقات هي منصة واحدة لحل الازمة السورية».
ولفت لافروف إلى ان «اعلان فيينا هو ضمان اطار لتسوية عادلة خلال محادثات بين الدولة السورية والمعارضة السورية»، مؤكداً ان «الحوار الذي يقوده السوريون هو الذي ينهي المعاناة الكبيرة للشعب السوري، إذ إن سوريا يجب ان تبقى موحدة ومسالمة، والشعب السوري وحده هو الذي يمكن ان يحدد مستقبله»، مؤكداً ان «القرار الأممي يؤكد ضرورة دعم من يعمل على هزيمة الإرهاب بسوريا».
وشدد على أننا «توحّدنا جميعاً لكي نقول ان الارهابيين لا مكان لهم في هذه المحادثات، واعتماد هذا القرار في مجلس الأمن أرسى جبهة للتصدي للإرهاب، والتصدي للإرهاب يجب ان يكون حقيقيا في سوريا او اي مكان آخر»، مشيراً إلى انه «من غير المعقول ان نوزع الارهابيين بين صالحين وغير صالحين، ومن المهم ان نشهد اليوم تأكيداً لضرورة احترام سيادة سوريا».
وفي السياق، اعتبر وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن أن قرار مجلس الأمن الدولي حول سورية يكرس اتفاقاً واسع النطاق على المستوى الدولي.
وفي كلمته في جلسة مجلس الأمن، شدد على أن مستقبل سورية يحدده الشعب السوري فقط.
وبدوره أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الوضع طارئ للغاية في سورية، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 500 ألف شخص سقطوا، وأكثر من مليوني لاجئ هجروا من سورية.
وفي كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن، أوضح فابيوس أنه «يجب أن نحل هذه الأزمة في سورية»، لافتاً إلى أنه يجب فرض وقف لإطلاق النار تحت راية المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
وأشار وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند إلى أنه «علينا أن نُقرّ جميعنا بفشلنا في سورية»، لافتاً إلى أن «مئات آلاف من السوريين قتلوا والملايين هجروا. وهذه كارثة إنسانية».
وفي كلمة له خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، أشار إلى أنه «من النادر جداً أن نشهد إجماعاً في مسألة تؤثر على إحلال السلام في العالم»، معتبراً أن تنظيم «داعش» الإرهابي يشكل تهديداً لسوريا والمنطقة.