نادر: تميّز بثقافته القومية الواسعة وتواضعه الكبير وصلابة الموقف

شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي بمأتم حزبي مهيب في كنيسة مار يوحنا في عشقوت ـ كسروان، الرفيق المناضل فرنسيس رزق، وشارك فيه وفد من قيادة الحزب ضمّ ناموس مجلس العمد نزيه روحانا، عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية، عضو المجلس الأعلى منفذ عام المتن الجنوبي عاطف بزي، عضو المكتب السياسي جودت بطرس، منفذ عام كسروان ربيع واكيم وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام الضاحية الشرقية أنطون يزبك، وعدد من أعضاء المجلس القومي والمسؤولين، وجمع من القوميين والمواطنين.

ترأس الصلاة الأب بول الفيطروني ممثلاً مطران كسروان المطران بولس روحانا، وألقى عظة تحدّث فيها عن الراحل ومزاياه.

كلمة مركز الحزب

وألقى مدير الدائرة الإذاعية كمال نادر كلمة مركز الحزب وقال فيها: نجتمع اليوم في كسروان لوداع رفيق عزيز علينا تميّز بالتواضع وبالنفس الكبيرة في آنٍ معاً، وكان مثقفاً بالعقيدة وبالمعرفة العامة التي تعطيه قوة المنطق والإقناع، وهو آمن بمبادئ الحزب التي تجمع كلّ أبناء الوطن وتنقذهم من التشرذم في الهويات القاتلة وفي الطائفية والعرقية والتعصّب الممزّق للمجتمع والباعث للحروب الأهلية.

أضاف نادر: الرفيق فرنسيس رزق لم يرَ تناقضاً بين مارونيته وبين انتمائه إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، لأنّ سورية هي موطن القديس مارون الناسك قرب حلب، وهي موطن البطريرك الماروني الأول يوحنا مارون، القادم من مدينة «ساروم» والتي تعرف اليوم باسم «السرمانية» وهي واقعة في الريف الشمالي على مجرى نهر العاصي قرب جسر الشغور والاسكندرون وانطاكيا، وسيظهر اسمها في الأخبار قريباً اذ إنّ المعارك ضدّ الإرهاب قد وصلت اليها لتحريرها…

وتابع نادر: لقد آمن رفيقنا فرنسيس بالمبادئ الإصلاحية للحزب، وهي المبادئ القادرة على إصلاح النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والقضائي في لبنان وكلّ الدول والكيانات، ونحن نفتخر بأنّ هذه المبادئ قد تبنّتها تيارات وطنية وشخصياتٌ سياسية، وانّ العلمانية التي دعا اليها الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ أكثر من ثمانين عاماً صارت مطلباً لشرائح واسعة في بلادنا، بعدما رأى الناس مساوئ الطائفية وشرورها.

وأشار نادر إلى أنّ الفساد المستشري في لبنان بات مخزياً، خصوصاً في ظلّ عجز السياسيين عن الاتفاق على أيّ أمر، بما في ذلك استخراج النفط والغاز وانتخاب رئيس للجمهورية وموضوع النفايات، ناهيكم عن الهدر والسرقات ولا من يستحي ولا من يحاسب.

وتحدّث نادر عن الأخطار والتحدّيات التي تواجه بلادنا وقال: إننا نعيش وسط الشرور والأخطار، وقد انتشر الإرهاب في بلادنا واقتلع الناس من بيوتهم وجاء بشذاذ ومجرمين من ثمانين دولة وأكثر ليحتلوا القرى والبيوت ويقتلوا أهلها ويشرّدونهم.

أضاف: نحن نقاتل في سورية دفاعاً عن الحضارة والناس وعن الوطن وعن الحرية بكلّ أشكالها، وأنّ الجيش السوري، والحزب السوري القومي الاجتماعي وسائر القوى الحليفة، قد شكلوا بقتالهم وبطولاتهم السدّ المنيع في وجه الإرهاب، وساندتنا دولٌ أخرى صديقة بكلّ صدق وإخلاص، ولولا ذلك السدّ لكان الإرهاب وصل الى كسروان والمتن وبيروت والبقاع وكلّ لبنان، وانتم تتذكرون كيف كانت الأوضاع في طرابلس وصيدا والبقاع وبعض المناطق قبل سنة من اليوم.

وأخيرا قدّم نادر التعازي باسم رئيس الحزب النائب أسعد حردان والقيادة المركزية، وتوجه بالشكر الى المطران بولس روحانا راعي ابرشية كسروان والى قوى الأمن الداخلي والجيش والأجهزة الساهرة على أمن البلد.

بعد ذلك، حملت ثلة من القوميين النعش ملفوفاً بعلم الزوبعة على الأكفّ، يتقدّمه اكليل ورد باسم منفذية كسروان، وأدّى القوميون الاجتماعيون تحية الوداع للرفيق الراحل، قبل أن يوراى جثمانه الثرى في مدافن العائلة.

نبذة

يُذكر أنّ الرفيق فرنسيس رزق، من مواليد عشقوت ـ كسروان 1957، انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1975، وتميّزت مسيرته الحزبية بالالتزام والثبات والمناقبية القومية الاجتماعية. واتسمت شخصيته بالصلابة في مواجهة الضغوط التي مورست ضدّه من قبل قوى طائفية انعزالية.

تعرّض للخطف مرات عدة على أيدي القوى الانعزالية، وجرى تعذبيه أثناء الخطف بصورة وحشية، إلا أنّ إرادته لم تلن وبقي صلباً وشامخاً… وفي تسعينيات القرن الماضي ونتيجة التحريض على الحزب والقوميين تعرّض لمحاولة قتل نجا منها بأعجوبة، إلا أنها تركت آثاراً سلبياً على صحته فظلّ يعاني منها حتى وفاته.

والرفيق المناضل فرنسيس رزق الذي آمن بقضية تساوي وجوده، نظم قبل وفاته وكالة بمنزله لصالح حزبه، الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يحفظ كرامة ونضاله أبنائه. البقاء للأمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى