أنقرة تعلن سحب قواتها وبغداد تشكك وتتوعَّد تركيا
حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من أن بلاده ستتخذ خطوات تباعاً إذا لم تسحب أنقرة جنودها من شمال البلاد.
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه وزارةُ الدفاع العراقية أن المساحةَ التي يسيطر عليها داعش تقلصت بشكلٍ كبير.
وأكد العبادي أن انخفاض أسعار النفط سيؤثر في محاربة جماعة «داعش» الارهابية، مشيراً الى أن الحكومة العراقية قلصت الإنفاق الحكومي الى أقصى الدرجات.
وقال العبادي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء «شينخوا» الصينية: «إننا نخوض حرباً ضد داعش، وموازنتنا انخفضت بنسبة 30 في المئة عما كانت عليه قبل الحرب»، مبيناً أننا «نأمل أن لا يؤثر انخفاض أسعار النفط على محاربة داعش، لكن بالتأكيد سيؤثر». وأضاف أن «جزءاً من زيارتنا للصين هي من أجل الحفاظ على قدرتنا على محاربة داعش».
وعن فاعلية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في محاربة «داعش»، قال العبادي إن «التحالف الدولي قدم مساعدات للعراق ووقف معه ولكن ليس بمستوى الطموح»، لافتاً الى «أننا كنا نأمل بمزيد من الدعم، وكنا نأمل دعماً سريعاً ومباشراً، لكن الدعم كان بطيئاً ولم يكن بالمستوى المطلوب».
وكان العبادي أكد أول من أمس أن حكومة بغداد لن تسمح ببقاء القوات التركية في العراق، متوعداً باتخاذ إجراءات إذا لم تسحب أنقرة جنودها.
وحذر العبادي، مما سماها بمحاولات جهات تعمل بـ«أجندات معروفة لإثارة الفتن» في العراق، مجدداً تأكيده أن حكومته لن تسمح ببقاء القوات التركية على الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يساند العراق أمام انتهاك تركيا لسيادة أراضيه.
وأرجع العبادي رفض أنقرة سحب تلك القوات إلى «خشية مسؤوليها» من الإقدام على ذلك لـ«دواع داخلية».
وكانت تركيا نشرت قبل أسبوعين المئات من الجنود والدبابات في محيط بلدة بعشيقة بالقرب من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، ما أثار غضب الحكومة العراقية.
وتقدم العراق بشكوى رسمية ضد تركيا أمام مجلس الأمن الدولي بدعوى انتهاك أحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، حيث وصفت بغداد نشر تلك القوات على أراضيها «بالعمل العدائي»، داعية أنقرة إلى سحب قواتها فوراً.
وكان انسحب قسم من القوات التركية المنتشرة هذا الأسبوع في معسكر بعشيقة قرب الموصل شمال العراق، بعد أن طلبت الحكومة العراقية من مجلس الأمن الدولي التحرك ضد ما تصفه بغداد «انتهاكاً للسيادة العراقية».
وكانت وزارة الخارجية التركية أعلنت حصول «سوء تفاهم» بين أنقرة وبغداد بشأن تحريك قوة عسكرية تركية إلى معسكر تدريبي لقوات البيشمركة شمال العراق.
وجاء في بيان صدر عن الوزارة أن تركيا: «تؤكد تمسكها بمبادئ وحدة أراضي العراق وسيادته وتعترف بحصول سوء تفاهم مؤخراً مع الحكومة العراقية بشأن نقل قوات الدفاع بغية دعم برنامج تدريب القوات العراقية المناهضة لداعش».
وذكر البيان أن تركيا إذ تأخذ بعين الاعتبار قلق الجانب العراقي واستجابة لمتطلبات محاربة داعش ستستمر في سحب قواتها التي أصبحت سبباً لسوء التفاهم الحالي، من محافظة الموصل.
وتضمن البيان استعداد أنقرة للتعاون مع بغداد بهدف مزيد من تنسيق جهودهما المشتركة لتحقيق الانتصار وهزيمة داعش، مؤكداً تمسك تركيا بتعميق التعاون مع التحالف الدولي المناهض لداعش.
ويذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان قد اتصل الجمعة الماضي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان ودعاه إلى اتخاذ هذه الخطوة من أجل تخفيض التوتر بين البلدين الجارين.
من جهة أخرى، كشف مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية العراقية عن رفض وزير الخارجية إبراهيم الجعفري لقاء نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في نيويورك بوساطة أميركية.
ونقلت قناة «السومرية نيوز» العراقية عن المصدر قوله إن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري رفض لقاء نظيره التركي في نيويورك بوساطة أميركية إلا بعد أن تعلن أنقرة انسحابها من الأراضي العراقية.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن الجعفري رفض عرضاً من تركيا بإعادة الانتشار لقواتها وأصر على التزامها بالانسحاب الكامل.
وكان الجعفري قد اعتبر في وقت سابق السبت أن دخول قوات تركية إلى محافظة نينوى شمال العراق من دون موافقة بغداد انتهاك خطير للسيادة العراقية، داعياً مجلس الأمن إلى استصدار قرار يتضمن إدانة «الاحتلال التركي» ومطالبة أنقرة بسحب قواتها من العراق فوراً».
إلى ذلك دعا الجيش العراقي في بيان أمس سكان مدينة الرمادي إلى مغادرتها خلال 72 ساعة.
ونقل التلفزيون العراقي عن بيان عسكري أن طائرات تابعة للجيش العراقي أسقطت منشورات على مدينة الرمادي الواقعة غرب البلاد والخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، تطلب فيها السكان مغادرة المدينة.
ويسيطر تنظيم «داعش» منذ أشهر عديدة، على محافظة الأنبار، ذات الغالبية السنية غرب العراق، والتي تشكل مساحتها نحو ثلث مساحة البلاد.