طوبى للشهداء وطوبى لسمير البطولة
نوال الأحمر
طوبى لنضال عميد الأسرى من الجليل إلى دمشق التي عاد منها بالنصر مستشهداً… ويا لها من وصية خطها بدمه الطاهر شهيداً على طريق النصر العربي السوري أن أكملوا المسيرة والدرب والعين على الجليل وإلى فلسطين!… ويا لها من شهادة وأمانة بين يدي سادة السادات والأسد ابن الأسد دماء آخر الشهداء … القنطار ورفاقه بعد العماد والجهاد إلى السماء…
ولكن: من اغتال سمير القنطار فعلاً؟ ومن أغاظه تحرير عميد الأسرى يوماً؟ ومن أخافه نضال الشهيد مذ كان أسيراً وبعد التحرير؟ مع أنّ المناضل سمير القنطار كان منذ لحظة أسره مشروع شهيد مع وقف التنفيذ… وحتى لحظة استشهاده كان بالتفصيل مشروع شهيد… لكنّ زمان ومكان عملية الاغتيال وقع عليّ كالصاعقة، والقلب يبكيه قبل العين، وإلى جنان الخلد مودعاً… وتعازينا القلبية الصامتة… والحساب تراكم وكبر ولن يقفل ما دام صادق الوعد والعهد أسداً عربياً في زمن التصحّر… ومع أنني أبارك لكم وأغبط المناضل وعميد الأسرى سمير القنطار بالشهادة على ترابٍ طاهر، وفي سبيل قضية أطهر آمن بها قبل الأسر وغداته وحتى الشهادة، لكنني لست أدري لماذا انتابني شعورٌ غريب مليء بالمرارة والغضب وخيبة الأمل لأنني لم أصدِّق وأستوعب أنه لا تزال لـ«إسرائيل» عيون بيننا حتى الساعة! عيون ترى أدق التفاصيل وفي كلّ مكان من بيوتنا… وأنّ لـ«إسرائيل» أيضاً بيننا آذان تسمع ببراعة الخلد… وأنّ لـ«إسرائيل» آيادٍ سوداء بيننا وجواسيس تنجح في الوشاية بكلّ فجور، ونجحت أيضاً في قصف وتدمير كلّ منصّات الرادارات السورية ومنصّات الدفاع الجوي كي تطلق يد «إسرائيل» وأذنابها… فتسرح وتمرح وتستبيح أرضنا وسماءنا وتغتال خيرة مناضلينا وأهلنا بدمٍ بارد يرقى إلى مستوى جرائم حرب ضدّ الإنسانية… الرحمة للشهيد وباقي الشهداء في جرمانا وغيرها… المجد والخلود لدماء الشهداء أينما استشهدوا… والعار كلّ العار للعملاء…