المانشافت إلى نصف نهائي كأس العالم 2014 في بلاد السحرة
حسن الخنسا
افتتح أمس الدور ربع النهائي بلقاءٍ جمع بين المنتخب الألماني ونظيره الفرنسي بحضور 74240 متفرج غصت بهم مدرجات استاد ماراكانا العريق في ريو دي جينيرو. واستطاع الألمان أن يتخطوا عقبة الديوك الفرنسية بهدفٍ نظيف جاء في وقت مبكر من الشوط الأول، ليحجز المانشافت أول بطاقات التأهل إلى المربع الذهبي في كأس العالم 2014 بنسخته البرازيلية.
سجل هدف المباراة الوحيد المدافع ماتياس هوملز في الدقيقة 12 بضربة رأس مميزة من تمريرة عرضية لزميله توني كروس.
اتسمت المباراة بالأداء التكتيكي والابتعاد عن اللمحات الهجومية، في ظل لجوء منتخب ألمانيا للدفاع المنظم وغياب الهجمات الخطيرة عن صفوف فرنسا. وبدا واضحاً منذ البداية أن الألمان يرغبون بإحراز هدفٍ مبكر، بعكس منافسيهم الفرنسيين الذين انكفئوا في وسط ملعبهم بغية إغلاق المساحات وتقليص حجم التهديد، معتمدين على المرتدات، وكان لهم التهديد الأول حينما مرر غريزمان الكرة نحو فالبوينا على الطرف الأيسر، وعكس الكرة عرضية إلى كريم بنزيمة الذي قابلها بسرعة لتمر بجانب القائم.
بعدها حاول لاعبو المانشافت تسريع الإيقاع وفتح اللعب على الأطراف وأحسنوا ذلك، إذ كانت لهم اليد العليا في الدقائق التالية، ومن أولى الفرص السانحة عكس توني كروس كرة مباشرة داخل منطقة الجزاء ارتقى لها ماتس هاملز وحولها داخل شباك لوريس حارس الديوك ليضع المنتخب الألماني في المقدمة وسط غفلة دفاعية لا تغتفر لمدافعي فرنسا.
بعدها توالت المحاولات الألمانية في محاولة لاستغلال حالة الارتباك في صفوف الفرنسيين فحاول مولر وكلوزه اختراق منطقة الجزاء وهو ما أوجب على فاران وساخوا وحتى إيفرا وديبوشي التعامل معها. حاول الفرنسيون الخروج للهجوم بعد منتصف الشوط وتعذب بوغبا وماتويدي في صنع اللعب، وكان الخيار الأفضل إرسال الكرات الطويلة. مرر كاباي كرة طويلة خلف الدفاع وانطلق خلفها غريزمان ليعكسها داخل الجزاء أمام فالبوينا فسددها على المرمى، ليبعدها نوير في المرة الأولى أمام بنزيمة الذي حاول تسديدها في المرة الثانية لتضرب قدم هاملز وتعلو المرمى لحساب الركنية. ثم تكرر المشهد في اللحظات الأخيرة، فأرسل بوغبا تمريرة طويلة نحو بنزيمة الذي اخترق عرضياً وسدد كرة سهلة سيطر عليها نوير.
إيقاع الهجمات الفرنسية أصبح أسرع مع الثلث الثاني من عمر المباراة ولكن علامة الاستفهام تمثلت في ابتعاد كريم بنزيما مهاجم الديوك عن مستواه الرائع خلال المونديال، فظهر بدون أنياب وبطيئاً وغير مفيد للديوك على المستوى الهجومي.
الشوط الأول انتهى بتقدم المانشافت وسط أداءٍ ليس على المستوى المتوقع بالنسبة لطموحات المتابعين، إلا أن ألمانيا حققت ما أرادت في هذا الشوط بضربة رأس من هوملز.
اختلف الحال في الشوط الثاني، إذ سرعان ما تبدلت الرغبات، فبادر الديوك للهجوم دون تأخير، نشط ماتويدي وإيفرا في الجهة اليسرى وحاول فالبوينا التحرك مع غريزمان لدعم بنزيمة، تعددت مشاهد الوصول لكن دون تهديد، حتى تقدم فاران ليتلقى الكرة العرضية التي عكسها كاباي ويسددها برأسه لكن نوير كان لها بالمرصاد.
الحالة الهجومية الألمانية ظلت معتمدة على المرتدات نحو مولر وكروس وكلوزه، لكن الطلعات المتفرقة لم تجد مكاناً لإقلاق راحة الحارس الفرنسي باستثناء كرتين من مولر مرت بجانب القائم، ثم سيطر الحارس على تسديدة أرضية من البديل شورلي.
ظلت المحاولات الفرنسية قائمة وكاد ماتويدي أن يصيب مرمى نوير لكن الحارس أنقذ الموقف، ثم ارتدت الكرة من وجه هاملز لتمر بجانب مرماه لحسن حظه. وفي ظل الاندفاع الفرنسي، سنحت المرتدة التي ينتظرها المانشافت ليمرر مولر نحو أوزيل، ويتوغل الأخير ليعكس الكرة عرضية تمر عن قدم مولر وتصل إلى شورليه الذي سددها دون مضايقة لكن لوريس أنقذ الموقف بقدمه.
وقدمت ألمانيا درساً في التمركز الدفاعي والسيطرة على منطقة وسط الملعب، وأحبط المانشافت خطورة منتخب فرنسا التي ظهرت في المباريات الماضية.
ومرت الدقائق الأخيرة وسط محاولات فرنسية غير ناجحة لتدارك النتيجة حتى التسديدة التي أطلقها بنزيمة من مسافة قريبة وأبطلها نوير، لتعلن الصافرة النهائية فوز ألمانيا وتأهلها إلى نصف النهائي في مواجهة الفائز من لقاء كولومبيا والبرازيل.