هل رضخت واشنطن للحقيقة أم استسلمت لموسكو؟

ما أن لاحت في الأفق بوادر حلٍّ للتسوية السياسية للأزمة السورية برعاية دولية جادّة، حتى بدأت صحف أميركية ومنها «واشنطن بوست»، ترشق الإدارة الأميركية بالانتقادات، ومنها أنّ البيت الأبيض استسلم لموسكو. بينما ذهبت صحف روسية إلى مقاربة الأمر من ناحية موضوعية بحتة.

في هذا الصدد، تطرّقت صحيفة «كمسمولسكايا برافدا» الروسية إلى قرار مجلس الأمن الدولي في شأن التسوية السياسية للأزمة السورية، مشيرة إلى تأجيل الحديث عن مصير الرئيس بشار الأسد إلى ما بعد الانتصار على الإرهاب. وقالت إنّ مجلس الأمن الدولي وافق بالإجماع على مشروع قرار في شأن تسوية الأزمة السورية. وهذه هي المرة الأولى منذ بداية هذه الأزمة يتم فيها تقارب مواقف روسيا والغرب ودول المنطقة، إذ تم تقريب هذه المواقف خلال لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو مؤخراً، ثم خلال لقائهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضافت: يلاحَظ أن قرار مجلس الأمن لم يتضمن أيّ إشارة إلى استقالة الرئيس السوري بشار الأسد فوراً كما كان يطالب الغرب سابقاً. فالقرار يؤكد أن الشعب السوري هو الذي يحدّد مستقبل بلاده. وقد كانت روسيا تصرّ دائماً على هذه الصيغة.

من ناحيتها، انتقدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية على موقعها الإلكتروني، تراجع الإدارة الأميركية عن موقفها في شأن تغيير النظام في سورية ورحيل الرئيس بشار الأسد، وذلك في أعقاب اللقاء الذي أجري في الكرملين بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الخامس عشر من كانون الأول الجاري. وتعليقاً على تصريحات كيري التي عكست اتفاق رؤية كل من الولايات المتحدة وروسيا تجاه سورية في الوقت الراهن، قالت الصحيفة إن «البيت الأبيض يستسلم لروسيا».

«غارديان»: دعوى قضائية ضدّ حمد بن جاسم

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً عن دعوى قضائية رفعها بريطاني من أصل قطري، اسمه فواز العطية، ضدّ رئيس الحكومة السابق، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، يتّهمه فيها بسجنه 15 شهراً وتعذيبه.

ويتهم حمد بن جاسم أيضاً بإدارة فندق 5 نجوم في لندن، وإبرام صفقات بمئات الملاييين من الجنهيات، بينما يزعم أنه يتمتع بالحصانة وفق اتفاقية فيينا، التي تمنع ممارسة النشاطات التجارية.

ويقول العطية إن حمد بن جاسم مسجل في سفارة قطر في لندن بأنه وزير مستشار. ووصف المحامون المكلفون بالدفاع عن حمد بن جاسم، الاتهامات بأنها تلفيق، ومبالغة، وينفون علاقة موكلهم بسجن العطية، الذي تم على يد السلطات القطرية، على حدّ تعبيرهم. كما ينفي المحامون أي نشاط تجاري لرئيس الحكومة القطري السابق في لندن.

ويتنازع في هذه القضية رجلان تربطهما علاقة بالعائلة الحاكمة في قطر، وكانا معاً في الحكومة، إذ كان حمد بن جاسم وزيراً للخارجية، بينما كان العطية متحدثاً بِاسم الحكومة في التسعينات.

«كمسمولسكايا برافدا»: مجلس الأمن الدولي يقرّر القضاء على الإرهاب أولاً

تطرّقت صحيفة «كمسمولسكايا برافدا» إلى قرار مجلس الأمن الدولي في شأن التسوية السياسية للأزمة السورية، مشيرة إلى تأجيل الحديث عن مصير الرئيس بشار الأسد إلى ما بعد الانتصار على الإرهاب.

وجاء في المقال: وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع قرار في شأن تسوية الأزمة السورية. وهذه هي المرة الأولى منذ بداية هذه الأزمة يتم فيها تقارب مواقف روسيا والغرب ودول المنطقة، إذ تم تقريب هذه المواقف خلال لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو مؤخراً، ثم خلال لقائهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويستنتج من قرار مجلس الأمن الدولي ما يلي:

ـ تتم عملية التسوية في سورية ضمن إطار اتفاقَي جنيف وفينا، إذ أشار سيرغي لافروف إلى أن هذا هو الشكل الوحيد الذي يوحّد جميع اللاعبين المؤثرين.

ـ ينظّم مجلس الأمن الدولي لقاءات بين دمشق و«المعارضة» في كانون الثاني 2016.

ـ بعد مضيّ نصف سنة، تُشكّل حكومة انتقالية في سورية وبعدها بسنة يُنتخَب رئيس للدولة.

ـ يعلن في سورية عن وقف لإطلاق النار يشمل جميع الأطراف باستثناء «داعش» و«جبهة النصرة» وبعض المجموعات الأخرى التي سيعلن عنها لاحقاً وفق القائمة التي ستضعها المملكة الأردنية.

بعد قرار مجلس الأمن الدولي أعلن جون كيري: لا يمكن السماح لـ«داعش» بالسيطرة على سورية. أي أنه من أولوياتنا محاربة المجموعة الإرهابية وإنهاء الحرب وإعادة الشرعية إلى الحكومة السورية.

يلاحظ أن قرار مجلس الأمن لم يتضمن أيّ إشارة إلى استقالة الرئيس السوري بشار الأسد فوراً كما كان يطالب الغرب سابقاً. فالقرار يؤكد أن الشعب السوري هو الذي يحدّد مستقبل بلاده. وقد كانت روسيا تصرّ دائماً على هذه الصيغة. ويؤكد سيرغي لافروف من جانبه على أن فرض شروط مسبقة لمحاربة الإرهاب أمر مرفوض، وقال: يجب أن تبقى سورية دولة موحدة علمانية متعدّدة الطوائف والقوميات ومريحة وآمنة لجميع سكانها.

طبعاً، إن اتخاذ هذا القرار حلّ وسط. فالولايات المتحدة، على سبيل المثال، لا ترى إمكانية بقاء الأسد في السلطة. وقد عبّر المتحدث الرسمي بِاسم الخارجية الأميركية جون كيربي عن شكره لموسكو لدورها في تسوية الأزمة، وقال: كانت روسيا طرفاً مهماً ومفيداً في عملية التسوية التي تهمّ المجتمع الدولي بأسره، لذلك نحن ممتنون لها.

أما المتحدّثة بِاسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فقالت: لقد رأينا أنّ الجانبين قد ساهما بصورة كبيرة في وضع صيغة مشروع قرار مجلس الأمن الدولي. وأنا أعتقد أنّ المؤشر الرئيس، بغضّ النظر عن الاختلاف في وجهات النظر وعن أن لكلّ دولة مصالحها الوطنية في مختلف المجالات، أننا يمكننا أن نتفق.

«واشنطن بوست»: أميركا تستسلم لروسيا في سورية

انتقدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في افتتاحيتها الجمعة الماضي على موقعها الإلكتروني، تراجع الإدارة الأميركية عن موقفها في شأن تغيير النظام في سورية ورحيل الرئيس بشار الأسد، وذلك في أعقاب اللقاء الذي أجري في الكرملين بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الخامس عشر من كانون الأول الجاري.

وتعليقاً على تصريحات كيري التي عكست اتفاق رؤية كل من الولايات المتحدة وروسيا تجاه سورية في الوقت الراهن، قالت الصحيفة إن «البيت الأبيض يستسلم لروسيا».

وأشارت الصحيفة إلى أن الطائرات الروسية لا تزال تواصل عملياتها اليومية في سورية لقصف القوات المدعومة من الغرب. وأن موسكو تزداد إصراراً على بقاء الأسد في منصبه إلى أجل غير مسمّى. وفي الوقت نفسه، تحاول موسكو استبعاد جماعات ما يسمى بـ«المعارضة» من مفاوضات السلام المقترحة بقولها أنهم إرهابيون.

وتقول «واشنطن بوست»: «على رغم ذلك، أصرّ وزير الخارجية جون كيري، في أعقاب اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تأكيد اتفاق رؤية إدارة أوباما وبوتين تجاه سورية. ومن سوء الحظ أن يبدو الأمر على هذا النحو بشكل متزايد، وليس لأن بوتين قد قام بتغيير موقفه في حقيقة الأمر».

وتضيف الصحيفة: طوال أربع سنوات، كان الرئيس باراك أوباما يطالب برحيل بشار الأسد، ولكن في حماستها للتصالح مع الرئيس بوتين، بدأت إدارة أوباما تتراجع ببطء عن هذا الموقف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى