غدر «إسرائيلي» بعد التركي وكلمة نصرالله الفصل

بعد أن حاول العدو «الاسرائيلي» مراراً اغتيال سمير القنطار، تمكن من ذلك أخيراً من خلال قصف مبنى سكنيّ في مدينة جرمانا السورية، فتخلّص من خصم عنيد، واعتبر قادته وإعلامه «أنّ الخبر جيد، وأنّ العالم سيكون أفضل من دون سمير القنطار»…

وزارة الخارجية الاميركية من جهتها كانت قد صنّفت سمير القنطار إرهابياً، وكان رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق مناحيم بيغن قد قال عنه يوماً «اننا نفكر بانتقام لم يخترعه الشيطان».

على ايّ حال يبدو أنّ الكيان الصهيوني يتوجه نحو انتقام لم يختره حزب الله يوماً للردّ على الحساب الطويل الذي كبر منذ اغتيال القائد الشهيد عماد مغنية والشهيد حسان اللقيس والشهيد جهاد عماد مغنية واليوم سمير القنطار، ويبدو أنّ «اسرائيل» غير قادرة على توقع ردّ فعل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وماهية الردّ الذي سيكون وكيف سيكون؟ والأخبار من شمال الكيان الصهيوني تتحدّث عن تجهيز ملاجئ وتوقع للأسوأ.

الأكيد أنّ «إسرائيل» لم تحسب حساباً لأيّ تنسيق او مواجهة ممكن ان تندلع بتشعّبات الأزمة السورية والتساؤلات تتوجه مباشرة نحو الخطوة «الاسرائيلية» بوجود أنظمة الدفاعات الروسية «أس 400»، فلماذا لم تسطع روسيا ان تتصدّى لأيّ صاروخ موجه؟ الجواب ربما أوضح من فكرة تملّص أو إهمال أو تنسيق يصبّ في مصلحة خرق السيادة السورية، فالكيان الصهيوني لم يستطع صدّ صواريخ المقاومة على الرغم من منظومة «القبة الحديدية»، وها هي السعودية اليوم غير قادرة على صدّ الصواريخ الحوثية الباليستية في اليمن، وأشهرها توشكا ما يشكل تأكيداً على انّ هذا الخرق وارد فكيف إذا جاء من جهة العدو «الاسرائيلي» الذي أصلاً لم يعترف بأنه نفذ عملية الاغتيال؟

فرضية التخوين ليست مجدية إلا من جهة «الإسرائيليين» الذين قدّموا نموذجاً جديداً من الغدر الى روسيا مخترقين التنسيق المفترض تماماً كما فعلت تركيا وروسيا التي لم تدل بايّ شيء بدورها تعرف انّ اتفاقاً تمّ منذ أيام بين تركيا و»إسرائيل» على تعويض الغاز الذي منعته موسكو عنها جراء العقوبات التي بدأت بتطبيقها، والحديث اليوم بين فرضيات يتعلق ببعد استخباري وأمني كبير يبدو أنّ تركيا ساهمت في تقديم معلومات عبر عملائها على الأرض كأولى نتائج هذا التنسيق السريع والاتفاق مع تل ابيب.

الردّ الأكيد آت من المقاومة، والمأزق «الإسرائيلي» أمام تراكم مؤشرات مسار التسويات، يضعان الأمور هذه المرة، بالتسابق مع الحرب البادرة المفتوحة على حزب الله التي تتشارك فيها مع «إسرائيل» كلّ من أميركا والسعودية، وفي ظلّ تسريع التفاهم التركي ـ «الإسرائيلي»، أمام فرضية تصاعد السخونة بردّ وردّ على الردّ، تصل فيه المنطقة إلى حافة الحرب، أملاً باستدراج التدخّلات والضغوط الدولية لشمول جبهات المواجهة مع «إسرائيل» بمسار التسويات، ما يشجّع «إسرائيل» ويُغريها بخوض المغامرة، بينما القلق «الإسرائيلي» من انفلات الأمور من تحت السيطرة، يدفعها إلى التريث والارتباك والقلق من طبيعة ردّ المقاومة وكيفية التعامل معه.

الكلمة الفصل عند سيد المقاومة السيّد حسن نصرالله…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى