نصرالله: «إسرائيل» اغتالت القنطار ومن حقّنا الردّ في أي مكان وزمان وبالطريقة المناسبة
أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ العدو «الإسرائيلي» هو الذي نفّذ عملية الاغتيال «الصاخبة» التي طاولت القيادي الشهيد سمير القنطار ومقاومين سوريين آخرين، متوعّداً «إسرائيل» بالردّ، مذكّراً بموقفه إثر الغارة الصهيونية على القنيطرة في سورية. وشدّد على أنّ راية فلسطين والمقاومة لن تسقط لو قُتل من قُتل وأُسر من أُسر وستظل من جيل إلى جيل.
وأكّد السيد نصرالله أنّ العقوبات الأميركية على حزب الله لا تقدّم ولا تؤخّر ولا تأثير لها، معتبراً أنّ الاتهامات للحزب «ظالمة وكاذبة، ولسنا معنيّين بتقديم أدلّتنا على البراءة»، وطالب الدولة بحماية مواطنيها.
وقال السيد نصرالله في كلمة له عبر قناة «المنار» مساء أمس خصّصها للحديث عن آخر المستجدات السياسية والأمنية، ولا سيّما موضوع اغتيال الشهيد القنطار، «سمير القنطار واحد منّا، وقد قتله الإسرائيلي، ومن حقّنا أن نردّ على ذلك في أي مكان وأي زمان وبالطريقة التي نريدها، ونحن في حزب الله سنمارس هذا الحق بعون الله والجميع عليه أن يعمل على هذا الأساس».
وأوضح السيد نصرالله، أنّ «العدو «الإسرائيلي» استهدف شقّة يسكن فيها الأخ سمير القنطار وآخرين بالطائرات الحربية، ما أدّى إلى استشهاده»، مشدّداً على أنّ «لا شكّ لدينا أنّ العدو «الإسرائيلي» هو الذي نفّذ عملية الاغتيال من خلال عملية عسكرية صاخبة، ولسنا أمام عملية أمنية مُبهمة تحتاج إلى تحقيق وبحث عن الخطوط».
وأشار إلى أنّ «من يقتل رجلاً بمستوى سمير القنطار هو يقدّم خدمة عظيمة لإسرائيل»، لكن التهديد «الإسرائيلي» للشهيد القنطار كان قائماً منذ اليوم الأول لإطلاق سراحه قبل أن يكون هناك أي حديث عن مقاومة شعبية في الجولان».
ونبّه السيد نصرالله إلى أنّ «محاولات بعض وسائل الإعلام القول إنّ جهات في الجماعات المسلحة هي التي قامت بعملية الاغتيال هو غير صحيح، وهم يدينون بذلك أصلاً الجماعات المسلحة بأنّهم يعملون لمصلحة إسرائيل».
وأكّد السيد نصرالله، أنّ «الإسرائيلي كان يقول إنّه لن يترك سمير القنطار، والشهيد كان يعيش في قلب التهديد الذي كان قائماً من اليوم الأول».
أول لقاء مع القنطار
وكشف السيد نصرالله أنّه عندما التقى بسمير القنطار بعد تحريره، وقال :»سألني ماذا لدينا وماذا يمكن أن أعمل وقد عرضت عليه خيارات عدّة منها الجانب العسكري، وهو كان يقول إنّه خرج من فلسطين ليعود إليها، وقال إنّه جاهز لأي عملية عسكرية وليقاتل داخل فلسطين ويستشهد، وأنّه شرف لي أن أكون مقاوماً ومقاتلاً في المقاومة».
وأشار السيد نصرالله إلى أنّ القنطار «كان عاشقاً لقضيته ومستعداً للتضحية، ولا يتخايل العدو «الإسرائيلي» أنّه باغتيال سمير القنطار والقادة أمثال سمير، يمنعنا من التضحية وأن تتخلّى الأمة والأجيال عن فلسطين ومقاومة العدو»، لافتاً إلى أنّ همّ سمير القنطار كان دائماً فلسطين، وما يعانيه الشعب الفلسطيني.
وكرّر السيد نصرالله «المعادلة» التي أطلقها عند اغتيال عناصر الحزب في القنيطرة السورية بغارة صهيونية، إذ شدّد على أنّه «عندما تعتدي «إسرائيل» على أي كادر من كوادر المقاومة أينما كان وكيفما كان وفي أي وقت كان، من حق المقاومة أن تردّ على اغتياله في المكان والزمان وبالطريقة المناسبة»، مشيراً إلى أنّ «أي كادر من كوادر حزب الله يُقتل سنحمّل المسؤولية لـ«إسرائيل» وسنتعبر أنّه من حقّنا أن نردّ في أي مكان أو زمان وبالطريقة المناسبة»، ومؤكداً أنّه «اليوم أقول للعدو والصديق، الشهيد سمير القنطار واحد منّا وقد قتله «الإسرائيلي» يقيناً، ومن حقّنا أن نردّ على اغتياله في أي مكان وأي زمان وبالطريقة المناسبة».
العقوبات الأميركية
وعلّق السيد نصرالله على العقوبات والاتهامات الأميركية على حزب الله، مؤكّداً أنّه لا تقدّم ولا تؤخّر ولا تأثير لها. واعتبر أنّ «هذه اتهامات ظالمة وكاذبة ولسنا معنيّين بتقديم أدلّتنا على البراءة، وتعوّدنا على إطلاق الاتهامات بحقّنا من دون أدلّة»، مشيراً إلى أنّ «هذا اتهام سياسي هدفه تشويه صورة حزب الله أمام شعوب العالم والمنطقة، وهم أنفقوا ملايين الدولارات لإيجاد الحاجز بين الشباب اللبناني وحزب الله، وهذا ما أقرّ به السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان».
وأضاف :»الدليل على زيف اتّهامات أميركا أنّه قبل أيام قدّمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها حول الملف النووي الإيراني واعتبرته سلمياً ومدنياً ولا يوجد أي شائبة، وقالوا إنّه منذ الـ2009 لا يوجد إشارة عسكرية على الملف النووي الإيراني، وقدّموا التقرير إلى مجلس الحكام، وصدّق على مضمون التقرير بالإجماع، وكان من الممكن شنّ حرب على إيران بتُهمة صناعة أسلحة نووية».
وتطرّق السيد نصرالله إلى موضوع إجراءات المصارف اللبنانية والدولية، وأكّد «أنّنا لا نملك ودائع في مصارف العالم والمصارف اللبنانية لا سابقاً ولا حالياً، وليس لدينا أموال نودعها في البنوك»، لافتاً إلى «أنّنا نُنفق المال على مقاومتنا وعوائل شهدائنا وجرحانا، وليس لدينا أعمال استثمارية ولسنا شركاء مع شركات أو تجار»، وإذ أكّد «أنّنا في حزب الله، لا نريد من أحد أن يحمينا فنحن نعرف كيف نحمي أنفسنا»، وطالب «الدولة والحكومة اللبنانية بتحمّل المسؤولية بحماية المواطنين اللبنانيين والتجّار والمطلوب أن يكون هناك رجال للمدافعة عن المواطنين المتّهمين، وتحويل الملف على القضاء اللبناني لبتّه»، محذّراً من الانصياع للإرادة الأميركية.
وبما يخص العقوبات على بعض وسائل الإعلام، رأى السيد نصرالله أنّ «أميركا تتّهم وتحاكم غيابياً وتعاقب وممنوع فتح الفم وإيصال الصوت إلى أي مكان في العالم، وقد تصل الأمور إلى أنّ أي وسيلة تسمح لأي أحد في حزب الله أن يشرح أو يوضّح أن تُعاقَب»، معتبراً أنّ «كل حركات المقاومة مستهدفة، والسبب الحقيقي هو «إسرائيل» ومواجهة المشروع الصهيوني الأميركي، والمقصود بهذا الموضوع مشروع المقـاومة ونبضها وإرادتها».
وأكّد السيد نصرالله «أنّنا سنبحث عن كل الوسائل لنسمع صوت كل الرافضين الثائرين بوجه المشروع «الإسرائيلي» الأميركي، لكن الأهم هو أنّنا كيف ننظر إلى هذا الأمر»، معتبراً أنّ «انشغال الإدارة الأميركية بحزب الله يجعلنا نقتنع بأننا في المكان الصحيح والجبهة الصحيحة والمحور الصحيح، وهذه الإجراءات هي اعتراف بنا وبأنّ تأثيرنا ليس بسيطاً، بل اعتراف بأنّ حزب الله يلعب دوراً كبيراً في لبنان والمنطقة في مواجهة مشاريع الهيمنة على منطقتنا»، مشدّداً على «أنّنا لن نستسلم ولن نتراجع أو نخضع»، مضيفاً «لا مصادرة لوسائل إعلامنا ولا قتلنا سيغيّر شيئاً، بل ستنتهي إلى هزيمتهم وانتصارنا، وهذا لن يزيدنا إلّا قوة وسيزيد من عزمنا على مواصلة هذا الطريق».
إدانة مجزرة نيجيريا
وفي شأن آخر، أدان السيد نصر الله «المجزرة المروّعة التي وقعت قبل أيام في نيجيريا، التي ذهب ضحيتها المئات واعتقل المئات إلى جانب الشيخ إبراهيم الزكزكي»، شاجباً «السكوت الدولي عن المجزرة المروّعة في نيجيريا التي تُعاني من الطاعون الأحمر المسمى «بوكو حرام».
وتوجّه السيد نصر الله بالتبريك لجميع المسيحيين والمسلمين بذكرى ولادة السيد المسيح، ولجميع المسلمين بالتبريك بذكرى ولادة الرسول محمد.
وقدّم السيد نصر الله التعازي بوفاة الشيخ محمد خاتون الذي وقف مع المقاومة منذ بداياتها.