ولد الشيخ: نريد وقفاً للنار أكثر فاعلية

أظهر مسار محادثات السلام اليمنية في سويسرا بوضوح أن الطرفين لم يعد بمقدورهما مواصلة الحرب، لكن العدوان الذي تقوده السعودية يحتاج إلى أي انتصار وهمي قبل أن يتم الاتفاق على الحل السياسي.

وبشهادة كثيرين، برع أنصار الله في استخدام ورقة المعتقلين والوضع في تعز في مواجهة المطالب الحكومية، من دون أن تتقدم المحادثات خطوة واحدة، لأن هدفهم هو وقف الغارات التي يشنها التحالف، والتي ألحقت أضراراً كبيرة بالقطاعين المدني والعسكري في اليمن ورفع الحصارين البحري والجوي.

وعلى الرغم من الضغوط التي مارستها الدول الراعية للتسوية والاتصالات التي أجراها المبعوث الدولي على مدى شهرين من الزمن، فإن النتائج التي خرجت بها المحادثات كانت متواضعة جداً ولا يمكن الركون إليها في تحقيق سلام قريب في اليمن. فالاتفاق على تشكيل لجنة للتهدئة ومحاولات تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار لا يعني أن هذا الأمر ممكن التحقيق، فاللجنة ستحتاج إلى وقت لتشكيلها ووقت إضافي لكي تبدأ عملها. علماً بأنه ليكون بمقدورها الانتشار في جبهات القتال كافة للتثبت من عدم وجود خروق للهدنة.

وفي السياق، أكد المبعوث الأممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، خلال تقديم تقريره عن مفاوضات سويسرا لمجلس الأمن، أن العديد من الانتهاكات للهدنة في البلاد حصلت خلال المفاوضات في سويسرا. مشيراً الى أنه يريد التوصل الى وقف لإطلاق نار يكون أكثر فاعلية.

وقال إن مفاوضات السلام بين الأطراف اليمنية ما زالت في بدايتها، وأضاف أن هناك أزمة ثقة عميقة بين الأطراف اليمنية.

وأوضح ولد الشيخ: «أن المحادثات كشفت عن انقسامات كبيرة بين الاطراف اليمنية. وأشار الى أن لجنة تثبيت وقف النار ستواصل عملها بدعم أممي وتسعى إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار».

كما حذر ولد الشيخ من أن الجماعات الإرهابية تتمدد بشكل خطير في اليمن، منوهاً أيضاً الى تفاقم الوضع الإنساني.

من جهته، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد: «لقد أصبحت ظروف الحياة في اليمن صعبة للغاية». وذكر بن رعد أن 80 في المئة من سكان اليمن يعتمدون على بعض المساعدات الإنسانية.

وكان مجلس الأمن قد اجتمع أمس لمناقشة الأوضاع اليمنية من جوانبها السياسية والإنسانية كافة ومسألة حقوق الإنسان.

في وقت كثف فيه التحالف العدواني السعودي غاراته على مناطق صعدة وصنعاء ومأرب والجوف، إضافة إلى ذباب جنوباً القريبة من باب المندب. في حين يعاني الملايين من سكان المدن جراء تدمير البنى التحتية والخدمية، وتعذر وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع.

في هذا الوقت كانت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية، تدك محيط مدينة الخوبة في جيزان، جنوب غربي السعودية، بأكثر من 70 صاروخاً وقذيفة مدفعية.

ونقلت «سبأ نت» عن مصدر عسكري في جيزان قوله، إن وحدات الإسناد الصاروخية والمدفعية للجيش اليمني واللجان الشعبية قصفت محيط الخوبة، بأكثر من 70 صاروخاً وقذيفة مدفعية .

وأشار المصدر العسكري إلى أن هذه العمليات تأتي ضمن الخطوة الأولى للخيارات الاستراتيجية التي أعلنها الجيش اليمني لصد العدوان السعودي وردعه. لافتاً إلى أن الإصابات والأهداف كانت دقيقة.

وكانت قوة الإسناد الصاروخية للجيش واللجان الشعبية أطلقت صاروخاً بالستياً من نوع قاهر 1 على شركة آرامكو في مدينة جيزان السعودية.

وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن شرف غالب لقمان لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن الصاروخ البالستي أصاب هدفه بدقة.

وأكد أن هذه العملية تأتي ضمن تنفيذ المرحلة الأولى من الخيارات الاستراتيجية للهجوم، ورداً على اختراقات تحالف العدوان لوقف إطلاق النار التي دعت إليه الامم المتحدة مؤخراً.

يذكر أن القاهر1 هو صاروخ روسي معدل محلياً يصل مداه إلى 300 كيلومتر، يعمل على مرحلتين بالوقود الصلب والسائل ويبلغ طوله 11 متراً ووزنه 2 طن ، ويزن رأسه التفجيري 200 كجم، ويبلغ عدد الشظايا المتناثرة لحظة وصول الصاروخ هدفه 8000 شظية.

وكانت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية قصفت أول من أمس الاثنين، مطار جيزان الإقليمي في السعودية بصاروخ قاهر-1، وأكدت مصادر يمنية أن الصاروخ حقق إصابات مباشرة في المطار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى