الأمم المتحدة: رافضو اللاجئين السوريين هم حلفاء «داعش»
قالت الأمم المتحدة إن الذين يرفضون اللاجئين السوريين هم أفضل حلفاء لتنظيم «داعش» الإرهابي والمتطرفين الآخرين.
وانتقد رئيس مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اقتراح دونالد ترامب الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية لحظر دخول المسلمين الأجانب إلى الولايات المتحدة.
وقال غوتيريس في هجوم لاذع على ترامب وبعض قادة الولايات الأميركية والزعماء الأوروبيين، «أولئك الذين يرفضون اللاجئين السوريين وخصوصاً إذا كانوا مسلمين هم أفضل حلفاء للدعاية والتجنيد للجماعات المتطرفة».
وأضاف المسؤول الأممي: «لا يجب أن ننسى أنه، رغم الحديث الذي نسمعه هذه الأيام، فإن اللاجئين هم أول ضحايا هذا الإرهاب وليسوا مصدره. لا يمكن أن نلقي عليهم اللوم في التهديد الذي يخاطرون بحياتهم للفرار منه».
وتابع: «نعم، بالطبع هناك إرهابيون يحاولون التسلل من خلال تحركات اللاجئين. ولكن هذا الاحتمال قائم بالنسبة لجميع التجمعات، والتشدد الذي ينمو في الداخل هو التهديد الأكبر إلى حد بعيد كما بينت جميع الحوادث التي وقعت في الآونة الأخيرة».
وقال غوتيريس الذي سيتنحى من منصبه نهاية العام، إن مسحاً أجرته الأمم المتحدة شمل 1200 سوري فروا إلى أوروبا أظهر أن 86 في المئة منهم حصلوا على تعليم ثانوي ونصفهم تقريباً التحق بالجامعة، مشيراً إلى أن «سورية تعاني نزيفاً حاداً من هجرة العقول». وأضاف: «يمكن فقط تخيل العواقب الكارثية لمثل هذا النزوح على مستقبل إعمار سورية بعد انتهاء الحرب».
وفي السياق، قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة أمس إن عدد اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا براً وبحراً إلى الاتحاد الأوروبي تجاوز المليون هذا العام بينما توفي أو فقد 3600 آخرون.
وقالت المنظمتان في بيان مشترك إن 50 في المئة من المهاجرين سوريون فروا من الحرب و20 في المئة من أفغانستان وسبعة في المئة من العراق، مشيرة إلى أنه من بين العدد الإجمالي البالغ 1005504 أشخاص وصلوا إلى اليونان وبلغاريا وإيطاليا واسبانيا ومالطا وقبرص بحلول 21 كانون الأول جاء أغلبهم وعددهم 816752 شخصاً إلى اليونان بحراً.
وقال وليام لايسي سوينغ مدير المنظمة الدولية للهجرة في بيان: «نعلم أن الهجرة أمر حتمي. إنها ضرورية ومرغوبة لكن لا يكفي حصر عدد من وصلوا -أو نحو 4000 أبلغ عن فقدهم أو غرقهم بهذا العام. ينبغي علينا أيضاً التحرك. علينا أن نجعل الهجرة مشروعة وآمنة للجميع سواء للمهاجرين أنفسهم أو للبلدان التي ستصبح أوطانهم الجديدة».
وتستعد مفوضية اللاجئين لاستمرار عدد المهاجرين بنفس المعدل في العام المقبل لكن جويل ميلمان المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة أشار إلى أنه يستحيل توقع أعداد القادمين في المستقبل، وقال: «يكمن الكثير في التوازن وفي تسوية الحرب السورية واتجاه التحركات الجارية التي تجرى دراستها لتنظيم حماية الحدود الأوروبية»، مضيفاً: «لم نكن نتوقع أبداً أن يصل الرقم إلى هذا المستوى. نأمل فقط أن يحظى الناس بمعاملة كريمة».
وكانت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قالت قبل أيام إن المستوى القياسي للهجرة إلى أوروبا يعكس مستوى قياسياً للاضطراب في أنحاء العالم إذ وصلت أعداد اللاجئين والنازحين 60 مليوناً.
الى ذلك، قالت الداخلية الألمانية إن حالات ترحيل اللاجئين بلغت 18363 حالة على مستوى ألمانيا منذ بداية 2015 حتى نهاية تشرين الثاني الماضي، مشيرة إلى أن السنة الماضية شهدت ترحيل 10884 حالة.
وسجلت ألمانيا ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حالات ترحيل طالبي اللجوء كما جاء في تقرير لوزارة الداخلية الألمانية، وترجع هذه الزيادة إلى التدفق الكبير للاجئين، حيث زاد عدد المسجلين منهم هذا العام عن مليون لاجئ.
وبحسب المعلومات، رحلت ولاية بافاريا منذ مطلع كانون الثاني حتى نهاية تشرين الثاني 3643 طالب لجوء إلى وطنهم بعد أن رفضت السلطات طلبات لجوئهم، بارتفاع تزايد لثلاثة أضعاف، حيث رحلت العام الماضي 1007 لاجئ.
أما في في ولاية هيسن فقد تضاعفت حالات الترحيل ثلاث مرات من 829 حالة عام 2014 إلى 2306 حالات حتى نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، كما زادت حالات الترحيل في ولاية بادن فورتمبرغ بواقع الضعف لترتفع من 1080 حالة في عام 2014 إلى 2140 حالة حتى نهاية تشرين الثاني 2015.
من جهتها، قالت هنغاريا المهددة بالتعرض لعقوبات من النمسا على خلفية رفضها استقبال لاجئين في إطار برنامج حصص الاتحاد الأوروبي، إن فيينا تخلط بين «التضامن والغباء» في هذه القضية.
وأفاد وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو في تصريحات لوكالة الأنباء الهنغارية، بأن «المستشار النمساوي فيرنر فايمان لا يدرك الفارق بين التضامن والغباء»، مضيفاً أن «التضامن يتمثل في مساعدة الناس الذين هم في خطر في بلادهم وخلال عودتهم إلى وطنهم بعد نهاية النزاع. أما الغباء فهو السماح لمئات آلاف الأشخاص وربما ملايين، بالقدوم إلى أوروبا من دون مراقبة، فيما يرى الجميع، الأوروبيون كما المهاجرون، اليوم أنه لا يمكنهم الحصول على ما يأملون فيه».
وكان المستشار النمساوي اعتبر أن الدول التي تقاوم مبدأ الحصص، الذي صادق عليه الاتحاد الأوروبي والتي تتلقى أموالاً تفوق مساهمتها في الميزانية، يمكن أن تتعرض إلى تعديل في هذه المعادلة المالية إذا استمرت في رفض استقبال اللاجئين على أراضيها.
وكان سيارتو العضو في الحكومة الهنغارية المحافظة بقيادة فيكتور أوربان، اتهم المستشار النمساوي بترويج «أكاذيب بشأن هنغاريا» و»محاولة استقدام مزيد من المهاجرين إلى أوروبا عبر الابتزاز وتوزيعهم وفق نظام الحصص الإجبارية».
وفي إطار عملية توزيع 160 ألف لاجئ على دول الاتحاد الأوروبي، يتعين على هنغاريا وسلوفاكيا استقبال حوالى 2300 شخص. لكن تطبيق هذه الخطة الأوروبية يواجه صعوبات ويتقدم ببطء شديد.
من جهته هدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير السبت الماضي، هذه الدول الرافضة للحصص الأوروبية بعقوبات قانونية تستهدف خصوصاً هنغاريا وسلوفاكيا اللتين رفعتا شكوى لدى محكمة العدل الأوروبية ضد نظام الحصص لتوزيع اللاجئين بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الذي اعتمد في أيلول الماضي.
في سياق متصل، قال نائب مستشار النمسا راينولد ميترلينر من حزب الشعب المحافظ المشارك في الحكومة الائتلافية، إن بلاده لا تستطيع استقبال أكثر من 100 ألف مهاجر في العام.
ونقل عن مستشار النمسا فيرنر فايمان المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتبنى موقفا أكثر تعاطفاً في هذه المسألة مقارنة بالمحافظين قوله السبت الماضي، إن على النمسا أن تسرع في ترحيل المهاجرين الذين لا يحق لهم طلب اللجوء.