دمشق تعلن استعدادها لـ«جنيف» و«داعش» يبدأ بإخلاء اليرموك
أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم استعداد دمشق للمشاركة في المحادثات حول سورية التي يفترض أن تجرى في نهاية كانون الثاني برعاية الأمم المتحدة في جنيف، وقال إن «سورية مستعدّة للمشاركة في الحوار بين السوريين في جنيف بدون تدخل أجنبي»، معبراً عن أمله في أن تساعد في تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأضاف الوزير السوري في ختام زيارته للصين أمس ولقائه بنظيره الصيني وانغ يي «وفدنا سيكون جاهزاً ما إن نتلقى لائحة وفد المعارضة. نأمل أن يساعدنا هذا الحوار في تشكيل حكومة وحدة وطنية».
وعلق المعلم من بكين على القرار الأممي 2254 وقال «لأنه قرار لمجلس الأمن، من واجب الدول كافة تنفيذه ونحن مستعدون لتنفيذه طالما يتم احترام حق الشعب السوري في تقرير مستقبله»، مضيفاً أن حكومة الوحدة الوطنية «ستشكل لجنة دستورية لبلورة دستور وقانون انتخابي جديدين، بحيث يمكن تنظيم الانتخابات التشريعية في مهلة 18 شهراً».
كما دعا الوزير السوري بكين ومجلس الأمن الدولي إلى زيادة الجهود لقطع تمويل الإرهاب من الخارج وتزويد الإرهابيين بالأسلحة وتهريب الإرهابيين إلى أراضي سورية.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الصيني أن أهم نتائج مباحثاته مع المعلم تتمثل في الاتفاق على ثلاثة مبادئ يجب التمسك بها في تسوية الأزمة السورية، مشيراً إلى أن هذه المبادئ تتضمن أولاً، يجب الالتزام بالتسوية السياسية للأزمة، وثانياً، الشعب السوري هو الذي يقرّر بنفسه مصير سورية، وثالثاً، أن تلعب الأمم المتحدة دوراً رائداً للتوسط بين أطراف النزاع.
وقال وانغ يي إن الحكومة السورية أكدت استعدادها لوقف إطلاق النار في بعض المناطق من أجل تحريك عملية السلام مع المعارضة، وكشف أن الصين ستخصص لحكومة سورية 6.2 مليون دولار كمساعدات إنسانية.
جاء ذلك في وقت رحبت وزارة الخارجية الروسية بالمبادرة الصينية الخاصة بإجراء مشاورات بين الحكومة السورية والمعارضة، معربة عن أملها في أن المشاورات في الصين ستساعد في البدء بعملية المفاوضات.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا أمس، إن موسكو تدعو إلى أن تتوصل مختلف جماعات المعارضة السورية إلى اتفاق بشأن مواقف موحدة وتحديد ممثليها للمفاوضات مع الحكومة السورية، مؤكدة ضرورة أخذ نتائج لقاءات المعارضة السورية في موسكو والرياض والقاهرة وأستانة وغيرها من المدن في الاعتبار.
وأشارت إلى أن المبادرة الصينية تتفق مع مهمة إطلاق عملية المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة بهدف تسوية الأزمة السورية سياسيا، وفقا لبيان جنيف لعام 2012 وبيانَي فيينا للعام الحالي، مضيفة أن هذه المبادرة قد تصبح عنصرا مهما في تحقيق هذه المهمة.
من جهة أخرى وصفت زاخاروفا تقرير منظمة العفو الدولية الذي تحدث عن سقوط قتلى بين المدنيين نتيجة الغارات الروسية في سورية، بأنه تقرير مسيّس ومنحاز يحتوي على معطيات مزورة واردة من مصادر مجهولة.
وأكدت أن موسكو تقدم المعلومات الكاملة حول عمليتها الجوية في سورية وتطلب من جميع شركائها تزويدها بالمعلومات بأي شكل من الأشكال في حال وقوع أي أخطاء، إلا أن الجانب الروسي لم يتلق أي ردود بهذا الشأن.
وقالت زاخاروفا إن روسيا تتخذ إجراءات لقطع الطريق على تهريب النفط من قبل الإرهابيين وتأمل في التعاون بنشاط مع دول أخرى لتحقيق هذا الهدف، مشيرة إلى أن تسريبات صحافية أخيرة في النرويج تؤكد ما أعلنت موسكو عنه حول قيام «داعش» بتهريب النفط إلى تركيا.
في غضون ذلك، أكد ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ونائب وزير الخارجية الروسية، أنه في حال التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، فإن ذلك لن يؤدي إلى إنهاء العملية العسكرية الروسية ضد «داعش» في سورية، وقال «وقف إطلاق النار يعني بين الأطراف السورية في الصراع الداخلي. إنه لا يعني على الإطلاق وقف المعركة ضد «داعش» وغيرها من الجماعات الإرهابية»، مضيفاً «بل على العكس، فإن وقف إطلاق النار يجب أن يزيد من فعالية المعركة».
إلى ذلك، أعلن أمس عن إبرام اتفاق برعاية الأمم المتحدة ومواكبة الصليب الأحمر الدولي لإخراج مجموعات مسلحة بينها من «داعش» و»جبهة النصرة» من مناطق الحجر الأسود والقدم ومخيم اليرموك بريف دمشق الجنوبي إلى مناطق الرقة ومدينة مارع بريف حلب الشمالي.
وكان المسلحون بدأوا قبل يومين بإزالة السواتر الترابية وفتح الطرقات بين الحجر الأسود ومنطقتي القدم وسبينة جنوب دمشق، حيث تعتبر عملية الإخلاء الأكبر منذ بدء المصالحات في سورية.
ووفق الاتفاق سيتوجه المسلحون وعائلاتهم والبالغ عددهم 5000 إلى الرقة من الحجر الأسود مع سلاحهم الفردي، وسيتم تدمير السلاح المتوسط والثقيل، وستتم تسوية أوضاع كل المسلحين الذين رفضوا الخروج بعد تسليم سلاحهم.
وسيتبع إدخال المساعدات إلى المخيم والحجر الأسود والقدم والتضامن بعد عملية الإخلاء، كما سيبدأ تطبيق اتفاق كفريا ــ الفوعة ــ الزبداني بإجراءات متزامنة يوم الاثنين المقبل.