الميدان… الكلمة الفصل والسيف الذي سيقصم ظهر تحالفاتهم
جمال رابعة
بعد دعوة المملكة الوهابية لتشكيل تحالف إسلامي ضمّ أربعاً وثلاثين دولة، بعلمها أو بدون علمها، بعد شراء ذمم العديد من قادتها وضمن سياسة يطبقها آل سعود لتأمين الحلفاء من قادة الغرب الأطلسي. والعالم خرج علينا مفتي المملكة الوهابية بفتوى تقول إنّ التحالف الإسلامي الذي شكلته السعودية مؤخراً لمحاربة الإرهاب، دعا إليه الله .
وكما نقلت صحيفة سبق السعودية وحسب الفتوى إن اجتماع الدول الإسلامية تحت مظلة التحالف أمر مطلوب شرعاً يهدف قمع المفسدين وردّ عدوانهم وظلمهم .
والواقع هذا هو دور قادة الفكر الوهابي منذ تأسيس هذه المملكة الوهابية، وحسب الاتفاق بين المؤسسة الدينية الوهابية والمؤسسة السياسية لآل سعود منذ التأسيس وتحت الرعاية البريطانية بداية ومن ثم أميركا لاحقاً.
وفي السياق ذاته ومع الانسجام مع هذه الفتوى. جاءت تصريحات آل سعود بقولهم: إن هذا التحالف ليس موجهاً ضدّ داعش فقط وإنما ضدّ أيّ منظمات أو جماعات إرهابية. وأضافت أنه لا يمكن توجيه ضربات ضدّ الإرهاب في كلّ من سورية والعراق، إلا بموافقة الأمم المتحدة والشرعية في هذين البلدين.
أتى الغطاء السياسي لهذا التحالف من واشنطن، تجلى ذلك بالتعليق الأميركي الروسي مفاده:
– إنّ هذا التحالف يتماشى مع التوجيهات الدولية لمحاربة داعش، وأنه يجب توسيع التحالف السني في محاربة «داعش».
من خلال ما تقدّم، إنّ هذا التحالف وكما اعتقد، ليس إرادة سعودية ولا كما قال مفتي الموبقات من آل الشيخ إنّ هذا التحالف دعا إليه الله، بل إنه جاء بأمر وإرادة واشنطن من أجل المزيد من التشرذم والطوأفة والاقتتال بين المسلمين وتعميق الخلاف وتجذيره مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية خدمة للوهابية التكفيرية بارتباط وثيق مع مشاريع الصهيو – أميركية في المنطقة.
هنا لا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة في الوقت الذي أعلنت فيه المملكة الوهابية عن تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب، أكد الاستبدادي والمتغطرس أردوغان على الأهمية الكبرى في تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، وأردف أنّ العالم سيربح من وراء هذا التطبيع.
التراجع التركي الأردوغاني في إعادة العلاقات مع الكيان الصهيوني والتخلي عن شرط رفع الحصار عن غزة، لعودة العلاقات بين الطرفين، يعكس فشل السياسات التي اتبعها أردوغان في سورية والعراق، فلا منطقة آمنة لعصاباته في سورية كما أراد، وانسحب رغم أنفه من العراق في الموصل، ولا استجابة من حلف الناتو لطموحاته وحماقاته بعد إسقاط السوخوي.
إنّ هذا التحرك العثماني والوهابي لآل سعود يؤكد بالدليل القاطع، وهذا ليس بجديد، أن هناك سيناريو تآمرياً جديداً يشارك فيه الكيان الصهيوني والعديد من الدول اشترى آل سعود ذممها بالمال بهدف الإبقاء على حال الاشتعال والاستنزاف والدموية في الساحة العربية خدمة لسياسات صهيو – أميركية.
وفي السياق ذاته صرّح مصدر روسي أن مسؤولاً كردياً بارزاً بحث سراً في تركيا ودولة خليجية لا تخرج عن آل سعود .
مسألة الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، وبحسب المصدر بأن مباركة الدولتين لخطوة الاستفتاء خلال العام 2016 مرهونة بدعم كردي لقيام إقليم سني في العراق، وإن تدخل القوات التركية في شمال العراق جاء نتيجة صفقة بين مسؤول كردي وواشنطن تضمن فكرة الاستقلال.
هذا يقودنا للتذكير بخريطة روبن رايت والتي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في العام 2013. كنت قد كتبتها في مقال سابق من هذا العام، والتي ظهرت فيها الأهداف الأميركية بتقسيم العراق، وإلى إنشاء كردستان، ودولة سنية الخلافة الحالية ودور هذه الدولة قطع خط الاتصال الذي يصل بين إيران وسورية ولبنان ومن جهة أخرى فلسطين.
وهذا ما ترجمه وقاله عاموس يدلين: إنّ الإبداع الإسرائيلي يجب أن يؤكد على إعادة تقسيم سورية إلى فدراليات عرقية وأثنية وطائفية.
ختاماً يحاول آل سعود التقرّب وإرضاء الغرب، بسبب الضغوط النفسية التي مورست على الطبقات السياسية القريبة بفعل الإرهاب، وارتداده على على المجتمعات الغربية باعتبارهم مصدراً للفكر الإرهابي الوهابي وداعمين وممولين لكل من يعتنق هذا الفكر الإقصائي الإجرامي، ومحاولة منهم لامتصاص هذه الانتقادات الغربية، علماً أنّ الوقائع والدلائل والمعلومات والمؤشرات كافة تؤكد أنّ آل سعود الداعم الأول للإرهاب في العالم عسكرياً وايديولوجياً، وإنهم الخطر الحقيقي ليس على المنطقة العربية والعالم بل على الحضارة الإنسانية كلها.
ويبقى الميدان السوري والعراقي هو الفيصل، والجيشان العربي السوري والعراقي وبدعم الحلفاء من روسيا وإيران والمقاومة اللبنانية سيتكفلان بالقضاء على هذه الدولة الوهمية التي صنعت في المطابخ الخلفية لأصحاب القرار في واشنطن والغرب الأطلسي.
عضو مجلس الشعب السوري