تطبيق اتّفاقات مينسك يدخل مرحلة الحسم
أكّد تقرير قدّمه مركز الظروف السياسية في موسكو خلال طاولة مستديرة مكرّسة لنتائج تطبيق اتفاقات مينسك السلمية الخاصة بجنوب شرق أوكرانيا، أنّ تسوية الأزمة ستدخل العام المُقبل مرحلة الحسم.
وحضر الطاولة المستديرة التي عُقدت في مقرّ وكالة «تاس» الروسية أمس، مفاوضا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المُعلَنتين من جانب واحد في جنوب شرقي أوكرانيا دينيس بوشيلين وفياتشيسلاف دينيغو، ورئيس مركز الظروف السياسية ألكسي تشيسناكوف.
وأكّد دينيغو أنّ تطبيق الاتفاق الخاص بالوقف الكامل لإطلاق النار مرهون بسير عملية التسوية السياسية. وأعاد إلى الأذهان أنّ الأطراف سبق أن اتّفقت على وقت إطلاق النار أكثر من مرة، لتتجدّد بعد ذلك المعارك بسبب انعدام أي تقدّم على مسار التسوية السياسي.
ودعا دينيغو إلى مراجعة القواعد السياسية لتسوية الأزمة، محذّراً أنّه من دون مثل هذه المراجعة لا يمكن الحفاظ على استقرار الوضع، ولا مفرّ من استئناف الصدامات على خط التّماس بين الجيش الأوكراني والقوات التابعة لدونيتسك ولوغانسك.
بدوره قال بوشيلين، إنّ قيادة دونيتسك ولوغانسك راضية بشكل عام عن الآليات التي استحدثتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في المنطقة من أجل الرقابة على سحب أسلحة الطرفين من خط التّماس، داعياً إلى نشر مزيد من المراقبين الدوليين في المنطقة العازلة من أجل الحيلولة دون تجدّد عمليات القصف المتبادلة.
يُذكر أنّ التوقيع على اتفاقات مينسك جاء يوم 12 شباط عام 2015 بعد مفاوضات استمرت لساعات عديدة بين زعماء روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في العاصمة البيلاروسية، من أجل إيجاد حل للنزاع المسلّح المستمر منذ نيسان العام 2014.
وجاءت اتّفاقات مينسك العام 2015 في محاولة لإنعاش اتّفاق سلمي أوّلي توصّل إليه طرفا النزاع في أيلول العام 2014، إلّا أنّ وقف إطلاق النار انهار بعد مرور أسابيع فقط على خلفية رفض كييف إطلاق أيّة عملية سياسية فعلية.
وأشار الخبراء خلال الطاولة المستديرة إلى أنّ المرحلة الأولى من التسوية نجحت في بلورة الأطر الأساسية للعملية، والشروع في توفير الظروف الأساسية للعملية السياسية. وخلال المرحلة الثانية تمّ استكمال تشكيل الآليات الكفيلة بإطلاق الحوار السياسي المتكامل.
واعتبر الخبراء أنّ الظروف في شرق أوكرانيا تغيّرت جذرياً خلال الفترة الماضية بعد التوصّل إلى وقف إطلاق النار المستقر وسحب معظم الأسلحة الثقيلة، وتوقّعوا بدء مرحلة جديدة نوعياً في تطبيق اتّفاقات مينسك بدءاً من كانون الثاني، قد تؤدّي إلى تسوية النزاع نهائياً أو تجميده. وحذّر الخبراء أيضاً من أنّ خطر تطوّر الأزمة في سيناريو كارثي يؤدّي إلى تجدّد المعارك كاملة النطاق، مازال قائماً، مشيرين في هذا الخصوص إلى تنامي التوتر عالمياً، بما في ذلك حول أوكرانيا ومناطقها الجنوبية الشرقية المتأزّمة.
وحسب السيناريو الأكثر واقعية، حسب تخمينات الخبراء، ستشهد التطورات في شرق أوكرانيا تباطؤاً، لتستغرق عملية التسوية 3-5 سنوات، علماً بأنّ دونيتسك ولوغانسك مازالتا تؤكّدان استعدادهما لإعادة التكامل مع باقي الأراضي الأوكرانية، على الرغم ممّا تعمله كييف من أجل عرقلة أو تزييف العملية السياسية الفعلية.