حرب التحرير القومية قبيل اللحظة الصفر..
هاني الحلبي
ارتقى عميد المحرَّرين المقاوم سمير القنطار شهيداً، بغارة «إسرائيلية» غادرة في حي الحمصي في مدينة جرمانا السورية المقاومة، التي قدّمت خلال سنوات الدفاع المقدّس عن ترابها وأهلها أكثر من 1300 شهيد وما زالت تقدّم يومياً ولم يتمّ اختراق خطوط دفاعها رغم القصف شبه اليومي منذ سنوات، فارتفعت أسماء شهدائها على لوحات رخامية في شوارعها وتقاطعات طرقها بعض وفاء لهم.
تضمّخ تراب جرمانا بدم طاهر مكثف وشفاف يعمّده من مدينة سورية أصيلة حقيقية جامعة لحوالى مليون وثلاثمئة الف مواطن سوري، من المحافظات السورية كافة في ائتلاف حب وألفة إلى مدينة مشرقية سورية، بعد احتضانها العراقيين سنوات عشراً والفلسطينيين على مدخلها الغربي عقوداً من الزمان.. لم يكفِ مجدَ عطائها ألقاً حتى توّجها دمُ سمير القنطار معراجاً إلى السماء من حي الحمصي، فالقدس يخطّ جلجلة التحرير القومي القريب.
أتكون مجزرة جرمانا الجديدة ناقوس التحرير المقبل، بدء زلازل التحرير من الجولان، فينطلق الردّ الحاسم على الجليل الذي التزمه سيد المقاومة في خطابه الأخير، نقلاً حرفياً عن خطابه منذ سنة؟
لماذا الجولان، الآن؟
فالجولان، قبيل خطط «إسرائيلية» أميركية قريبة، ترفدها أنشطة عسكرية «عربية – إسلامية» تحت غطاء ما يُسمى «حلف إسلامي ضدّ الإرهاب»، يتجه فيه العدو إلى تكريس احتلاله للجولان بربطه بشكل محكم مع إعادة تشكيل لواء عسكري يتولى «الدفاع الصاروخي عن جبهة الجولان ومزارع شبعا»، مع إعادة تأهيل للمناطق الحدودية ليسهل كشف التسلل والهجوم عبرها إن كان أي تقدم من فوق الأرض وليس عبر أنفاق! وذكرت مصادر عدة واسعة الاطلاع أنّ العدو يُعدّ لخطط تنقيب عن النفط والغاز في الجولان الذي تحتوي أرضه على ثروة غنية بالمواد الخام، وإعلان تلزيم استخراجها لشركات دولية، ولا يمكن أن تنجح خططه مع احتمال قيام مقاومة ناشطة بدأت نُذُرها بالتبشير القريب.
وما أعدّه الشهيد القنطار في الجولان، ورفاقه من قادة المقاومة الوطنية في الجولان، مماثل لما أعدّه الشهيد القائد الحاج عماد مغنية في جنوب لبنان، بحيث كانت عملية الاغتيال المشؤومة في جرمانا محاولة لتعطيل تلك الخطط التي أخذت طريقها إلى التنفيذ منذ سنوات وقاربت أكلها الإثمار! فغياب القائد المقاوم سمير القنطار جسداً والقائد المقاوم فرحان شعلان لا يعطّل تلك الخطط التي تمأسست وتخطّت مرحلة أن يتحكم بها غياب قائد فرد او اكثر، أو حضوره!
وتمسّ الحاجة لردع الأنشطة التجسّسية والأمنية والعسكرية الصهيونية والإرهابية في جنوب سورية، وبخاصة في محيط دمشق الجنوبي.
وينبغي التركيز على اعتبار الجولان أولوية استراتيجية للردّ، أولاً لموقعه الجغرافي ولخطورة السيطرة عليه من قوة معادية أو إرهابية تضع جنوب دمشق تحت التهديد باستمرار، وكذلك لتحرير شريط فصل القوات وحتى المنطقة المحتلة من أي وجود إرهابي، ولاستعادة الشريحة البشرية الوطنية الدرزية إلى المقاومة في لبنان وفلسطين وسورية. وهذه الاستعادة ضرورة وربح وازن للمقاومة وإنقاذ لأهلنا في مناطق 48 الفلسطينية من التهجير القريب، في ما لو نجحت خطط العدو في إعلان دولة يهودية صرفة وتطبيقها فالمواجهة قريبة واستئخارها، إن استكمل الإعداد التقني والميداني لها، لم يعد حكيماً، فنحن نزداد تفككاً بالفتن بينما يزداد العدو تأليلاً وتحصّناً!
ويجب تأكيد أنّ الجبهة الجنوبية في سورية ليست خاصرة رخوة خلال الحرب على سورية ولا بعدها، وكذلك لم تكن قبلها، رغم استطالة فترة وقف إطلاق النار بين سورية والعدو، حتى غدا وقف النار هذا «تهمة» ليست دقيقة للدولة السورية!
وأيّ ردّ من لبنان على اغتيال الشهيد القنطار، يضع لبنان ومن اللحظة الأولى عرضة لخطر الحرب والدمار بعد هدوء تسع سنوات، بينما الاعتداء حصل في سورية وينبغي نسف خطط العدو التي استقرّت عقوداً في الجولان، أنها قاربت السقوط إن لم يكن ممكناً إسقاطها في معركة طويلة حالياً!
أما أن يردّ العدو «الإسرائيلي» في لبنان على ردّ المقاومة في الجولان على استشهاد القنطار، فذاك ربح سياسي مضاعف، يوحّد الجبهة الداخلية اللبنانية ويؤكد لعميان السياسة الرسمية في لبنان من أبواق أميركا وأعوانها العرب أنّ «جارتهم» الجنوبية «إسرائيل»، واعجباه، هي المعتدي!
وإطلاق الردّ من الجولان تأكيد على وحدة الجبهات المقاومة، من الناقورة إلى اليرموك، حتى يأتي وقت ليس ببعيد فتمتدّ جبهاتنا إلى العقبة الأردنية فسيناء المصادرة بالإرهاب حالياً.
حرب التحرير القومية دقت ساعتها، فشكراً لدمك يا سمير يقرع نواقيس العودة من مآذن الوحدة في دمشق وبيروت!
ناشر موقع حرمون
www.haramoon.org gmail.com