دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
في ليلة كان المطر يغسل شوارع المدينة، وأمام إحدى الواجهات الساطعة بأضواء عيد الميلاد وهداياه، رأيت طفلة ترنو إلى لُعبٍ، فكتبت لها هذه القصيدة التي أهديها اليوم إلى كلّ الصغار المشرّدين، الجائعين، أينما كانوا:
بعينيها سؤالاتٌ:
يسوعُ الطفلُ هل يأتي؟
وإنْ جاءَ
فهل يرنو إلى صغرى؟
إلى مَن عاشتِ البرْدَ
واسماً دون عنوانِ؟
بقربِ كوخنا قصرٌ
يمزّق عتمةَ الليلِ
يمزّقني
يفتّتني
يمرجحني على حبلٍ من الشكّ
ويرميني بدائرةٍ من الحقدِ
لماذا الشكُّ والحقدُ
بقلبِ الطفلةِ الصغرى؟
لماذا الشكُّ والحقدُ؟
لأنّ الطفلَ لا يولدْ
بكوخٍ دون جدرانِ
ولا يأتي لأطفالٍ
لباسُهُمُ من التبنِ
طعامُهُمُ من العفْنِ
يسوع الطفلُ لا يأبهْ
لأمثالي
فَلِمْ آبهْ
لميلاده؟
وسارت طفلةُ الدربِ
على الدربِ
على وحلٍ من العيدِ
على صوتِ المزاريبِ
بعينيها سؤالاتٌ:
يسوعُ الطفلُ هل يأتي؟
ولم تأبهْ
لأنّ العيدَ قد مات
بعينيها
بكوخٍ فيه أطفالٌ
يموتون من البردِ.