موزاييك

أكثري من آلامك يا مريم

هيرودوس لم يمت بعد

ما زال يقف قاتلاً على أبواب خلاصنا

يُعِدُّ الصوت الصارخ في البرّية

في طبق من فضة

كلما لاحت سالومي بخصرها.

أعيدي آلامك يا مريم

سالومي ما زالت هنا

ترقص ثملة بدم القتيل بين شفتيها

ومن يرتشف دم الأطفال يغرق في حيض عهرها.

اصرخي أكثر

هاتي ميلاداً لا يُعبّدُ الطريق إلى الصليب

هاتي مسيحاً لا يأتي ماشياً فوق بحيرة من الدموع.

فاضت بنا النبوءة

وفضنا عن تفاصيلها

تكرّرنا بألف اسخريوطي

وبعنا أنفسنا برنين الفضة

وصَلبنا وصُلبنا.

تألّمي…

فأولاد الثكالى كُثرٌ تحت التراب

وهيرودوس ما زال هنا

ويهوذا ما زال هنا

وسالومي ما زالت هنا

تطلب رأس هذا الوطن!

كراسيا العوض

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى