عملية إنزال أميركية – كردية قرب كركوك
تواصل القوات العراقية مدعومة بفصائل مسلحة تتحالف معها، تواصل توغلها في مدينة الرمادي لاستعادتها من قبضة تنظيم داعش. العمليات التي أطلقت لتؤتي أكلها في أيام، أخذت الآن مساراً أطول في ما يبدو، إذ تحدث قادة الميدان عن بطء فرضه تفخيخ التنظيم لمسارات تقدم الجيش العراقي.
ويوم نتحدث عن الرمادي ينقسم قراء المشهد العراقي بين اثنين، أولهما يجد في الجيش العراقي والحشد الشعبي مخلّصيْن يسعى التحالف الدولي ضدهما، ويغذي داعش على حسابهما، أما الثاني فيجد العلة في بناء وتركيب الجيش العراقي نفسه، والحشد الشعبي، قبل الحديث حتى عن أدوار الحلفاء.
إلى ذلك، أعلن متحدث أمني عراقي فرار جميع مسلحي تنظيم «داعش» من المجمع الحكومي وسط الرمادي، بعد تطويقه من قبل القوات الأمنية العراقية.
وكانت خلية الإعلام الحربي قالت في بيان أمس، إن وحدات من جهاز مكافحة الإرهاب العراقي طوقت المجمع الحكومي، بعد أيام من تقدمها داخل الرمادي.
وذكرت الخلية أن الوحدات بدأت بتطهير الأبنية المفخخة والعبوات الناسفة من الطرقات المحبطة، التي زرعها «داعش» لإعاقة تقدم القوات العراقية.
وكان راجع بركات عضو مجلس محافظة الأنبار، ومركزها الرمادي، أعلن في وقت سابق أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب اقتحمت بالفعل المجمع الحكومي وسط الرمادي، والذي تتحصن فيه عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي بعد تحرير معظم أحياء المدينة.
وفي السياق، أعلنت خلية الإعلام الحربي العراقية، مقتل 25 قيادياً بتنظيم «داعش» بقصف للقوة الجوية في قضاء القائم.
وقالت الخلية في بيان صحافي نقله «السومرية نيوز»، إنه «بإشراف قيادة العمليات المشتركة وبالتنسيق مع خلية الصقور الاستخبارية، وجهت القوة الجوية العراقية ضربة جوية دقيقة أسفرت عن مقتل 25 قيادياً من عناصر داعش الإرهابي وحرق وكرين يستخدمان كمقرين لهم في القائم 350 كم غرب الرمادي ».
وكانت خلية الإعلام الحربي أعلنت، أمس، تطويق قوات جهاز مكافحة الإرهاب المجمع الحكومي في مدينة الرمادي، فيما أكدت البدء بتطهير الأبنية المفخخة ورفع العبوات الناسفة.
وأعلن عضو مجلس محافظة الأنبار راجع بركات، دخول جهاز مكافحة الإرهاب للمجمع الحكومي وسط الرمادي.
من جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية بأن قوات أميركية خاصة وقوات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق نفذتا عملية إنزال جديدة في معاقل «داعش» بمحافظة كركوك.
وقالت المصادر إن القوات اعتقلت خلال الإنزال في ناحية الرياض التي تبعد عن مدينة كركوك 45 كيلومتراً، عدداً من مسلحي التنظيم إضافة لاستيلائها على وثائق مهمة بحسب وصفها.
وتعتبر هذه العملية الثانية من نوعها، حيث كانت قوات أميركية وكردية قد نفذت الشهر الماضي عملية إنزال جوي على مشارف الحويجة بمحافظة كركوك، تمكنت خلالها من تحرير 70 محتجزاً في سجون التنظيم.
في سياق متصل، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي إن عملية الإنزال الأخيرة جنوب مدينة كركوك «غير معلومة الهدف والمعالم، وتمت من دون علم الحكومة العراقية أو القوات الموجودة في المنطقة».
وأشار الزاملي إلى أنها «ليست العملية الأولى التي تقوم بها القوات الأميركية حيث تمت عملية إنزال قبل فترة في مدينة الحويجة ولم يتم إعلام الحكومة العراقية بمصير من تم تحريرهم».
وأضاف أنه «لو كانت هناك جدية للقوات الأميركية بالتعاون مع الحكومة العراقية لكانت قدمت الدعم اللوجستي المتمثل بالأسلحة والأعتدة والمعلومات الاستخبارية وليس التعاون بمثل هذه العمليات التي لا تعلم الحكومة العراقية أو القوات الأمنية عنها أي شي».
واعتبر رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن «مثل هذه العمليات هي لمساعدة قادة التنظيمات الإرهابية للهروب من هذه المناطق بعد زيادة ضغط القوات الأمنية عليها ومحاصرتهم من جميع الاتجاهات».