قداديس وعِظات في الكنائس والأديرة ودعوات إلى المحبة والسلام وانتخاب رئيس للجمهورية

احتفلت الطوائف المسيحية في لبنان بعيد الميلاد المجيد، فعمّت القداديس مختلف الكنائس والأديرة، وأُلقيت العِظات التي ركّزت على المحبة والسلام وضرورة انتخاب رئيس يُعيد العمل إلى مؤسسات الدولة.

بيروت

وفي هذا الإطار، دعا مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة المسؤولين إلى انتخاب رئيس للجمهورية يلتفّ حوله الجميع ويتكاتفون من أجل إعادة العمل إلى مؤسسات الدولة. وشدّد، خلال ترؤّسه قدّاس الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، على ضرورة الحوار ومحاربة الجهل والفساد، داعياً إلى بذل كل الطاقات لإعادة الحياة الديمقراطية إلى لبنان.

بدوره، تساءل رئيس أساقفة بيروت للموارنة، المطران بولس مطر في العِظة التي ألقاها خلال ترؤّسه قدّاس الميلاد في كنيسة مار جرجس في وسط بيروت: «هل تبقّى لنا كرامة ونحن الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها رئيس، وذلك منذ ما يُقارب السنتين إلى الآن؟ إنّ في هذا الأمر ضرباً لكل مصالحنا الحيوية وازدراءً لكل أهداف نبيلة نحلم بالتطلّع إليها».

ودعا جميع المسؤولين إلى «يقظة ضمير، وإلى التلاقي حول مصلحة بلادهم دون سواها، وهي فوق المصالح الشخصية كلها، فيتفاهموا على حل العقد التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية».

البقاع

واحتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بقدّاس عيد الميلاد المجيد في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، وألقى عِظة أشار فيها إلى أنّ «عيد الميلاد علامة لمحبة الله للعالم».

ودعا إلى «التعالي عن الخصومات»، مجدّداً النداء «إلى أبنائنا في زحلة والبقاع، لنكون معاً صانعي سلام ووفاق ونتعإلى عن كل ما يفرّق، فالميلاد هو أولاً مصالحة وتعال عن الخصومات، فالمسيح هدم بوجوده بيننا حائط العداوة وجعلنا واحداً به ومعه. وليبادر كل واحد منّا ليلتقي مع الآخر المُغاير له، ولنعمل معاً لتكون لنا حياة أفضل. هذا سيساعدنا لنخلق أجواءً مناسبة للمصالحة الوطنية، فنتجنّب تداعيات الانقسامات الخارجية والصراعات الإقليمية والدولية، فرسالتنا أن نجعل من لبنان مساحة لقاء وحوار للجميع».

وقال: «المسيح كان وسيبقى، البشرى والنور والسلام، وسيكون دوماً موضوع تمجيدنا وتسبيحنا وشكرنا، وسنلتزم إعلان رحمته الإلهية وسنعمل معاً بمحبة لنرفع الظلم والقهر عن الفقراء والمحتاجين، وسنكون صانعي سلام في مجتمعنا وعائلاتنا. بذلك نحقّق مجد الله. لنجدّد أيها الأخوة والأخوات، في سنة الرحمة الإلهية، إيماننا بالمسيح وبرحمته، وبأنّ أرضنا كانت وستبقى أرض بشرى ونور وسلام يُشعّ للعالم، كما أشعّ ميلاد المسيح لمجد الله العلي، ولنُصلِّ لكي يحل السلام بيننا لنستمر برسالتنا في هذا الشرق ولنكون شهوداً لما رأيناه في المغارة».

وبعد القدّاس، انتقل الحضور إلى صالون المطرانية، حيث استقبل المطران درويش المهنّئين بالميلاد.

شبيبة مار تقلا

وأقامت شبيبة مار تقلا – عين الجوزة، حفلاً ميلادياً وزّعت فيه الهدايا على عشرات الأطفال في دار مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في مقرّها الصيفي في عيتنيت – البقاع الغربي، برعاية المطران درويش وحضوره.

وتمّ توزيع الهدايا باسم رجل الأعمال السفير رضا المصري، ممثّلاً بمدير العلاقات العامة الدكتور علي العفش وحضور شعبي حاشد.

وشدّد العفش في كلمة ألقاها على أنّ «الشيخ رضا المصري مستمر في رسالته الإنسانية، وفي رعايته ودعمه للعديد من النشاطات الإنسانية والاجتماعية في محافظة البقاع»، متمنّياً أعياداً مجيدة للجميع.

وترأّس راعي أبرشية بعلبك – الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحّال القدّاس الاحتفالي في كنيسة القديسين بربارة وتقلا.

وفي كنيسة سيدة المعونات للموارنة، احتفل الأب مارون غاريوس بالميلاد، تحيط به أجواء مغارة ميلادية مميّزة.

وأكّدت العِظتان على «روحية الأخوة التي سادت هذا العام كل أرجاء بعلبك والبقاع الشمالي، حيث أُقيمت الاحتفالات التي جمعت المولد النبوي مع ذكرى الميلاد المجيد».

الجنوب

وترأّس متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، قدّاس العيد في كنيسة مار جرجس في جديدة مرجعيون، وتناول في عظته الأوضاع الراهنة، وقال: «إنّ لبنان يمرّ اليوم بأدقّ مراحل تاريخه وأخطرها، لذا فهو بحاجة إلى تضامن أبنائه والتفاهم حول قيادته الحكيمة، ومن هنا ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية لكي نعمل جميعاً على تأمين الأمن والحرية والعيش الكريم والسلام». ودعا اللبنانيين إلى «التركيز على العيش المشترك مع الأخوة المسلمين، لأنّ هذا العيش القائم على المودة والاحترام والانفتاح على الآخر، لا بل على محبة الآخر، لا بدّ من أن يحمي الوطن وبالتالي يجب أن نشبك الأيدي للوصول إلى بناء وطن تفتخر به الأجيال القادمة، وطن الحرية والديموقراطية».

وهنّأ كفوري أهالي العسكريين بتحرير أبنائهم من التكفيريين، شاكراً المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على جهوده في هذا الموضوع، داعياً إلى «تحرير بقية الأسرى من داعش».

ووجّه تحية إلى الجيش اللبناني الذي يتصدّى لمحاولات استهداف الوطن عبر حدوده.

وفي كاتدرائية القديس بطرس للروم الملكيين الكاثوليك ترأّس المتروبوليت جاورجيوس حداد، قدّاس العيد، وأمل في عِظته «أن يحمل هذا العيد أياماً سعيدة مليئة بالأمل والتفاؤل والسلام» داعياً اللبنانيين إلى «رصّ الصفوف والتفاهم في ما بينهم لصون بلدهم والمؤسسات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية من دون أي تأجيل».

وفي بلدة القليعة، ترأّس مساعد كاهن الرعية الخوري بيار الراعي قدّاس العيد في كنيسة مار جرجس، وألقى عِظة قال فيها: «عام ونصف بلا رئيس، ومجلس ممدّد له وحكومة غير مستقرة، فإذا تأمّلنا كيف يسير هذا البلد، نجد أنّ ذلك بفضل تدخّل إلهي وصلوات كثيرين يدعون للسلام»، داعياً «كل المسؤولين والمعنيّين إلى انتخاب رئيس للجمهورية».

وفي كنيسة سيدة البحار المارونية في صور، ترأّس المطران شكرالله نبيل الحاج قدّاساً، وناشد جميع السياسيين المسؤولين عن الاستحقاق الرئاسي ألّا يوفّروا جهداً لإيجاد الحلول للأزمات القائمة.

في صيدا ترأّس راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي حداد قدّاساً في كنيسة مار نقولا. وفي كنيسة مار الياس في البوابة الفوقا، ترأّس راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصار قداساً. وشدّدت العِظات على ضرورة أن «نصلّي من أجل وطننا لبنان» و«العودة إلى جوهر الأديان وما تدعو إليه من سلام وطمأنينة».

وفي إقليم الخرّوب ترأّس الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب في كنيسة دير المخلص في جون، قدّاس الميلاد، وألقى عِظة. وفي كنيسة سيدة النجمة في الجية، ترأّس رئيس دير مار شربل الجية الأب بسام حبيب

قدّاساً احتفالياً. كذلك أُقيمت القداديس في بلدات المنطقة.

طرابلس والبترون

وفي طرابلس ترأّس متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الكاثوليك إدوار ضاهر قدّاس منتصف الليل في كاتدرائية مار جاورجيوس الأثرية، وألقى عِظة دعا فيها إلى الانفتاح والحوار وترسيخ المحبة والابتعاد عن زرع الفتنة بين اللبنانيين.

وترأّس راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قدّاساً، في كنيسة مار مارون، وقال عِظته: «ليت المسؤولين السياسيين عندنا يتذكّرون أنهم مدعوون لخدمة الشعب، وليس لاستعباده وتفقيره».

وفي البترون، ترأّس راعي الأبرشية المارونية المطران منير خيرالله قدّاساً في المقرّ الأول للبطريركية، واحتفل بقدّاس منتصف الليل في كاتدرائية مار اسطفان في البترون. وألقى عِظة، وبعد القدّاس تُقبل التهاني.

وللمناسبة زارت وفود من حركة أمل وحزب الله وأحزاب وطنية وقومية فاعليات مسيحية في عدد من المناطق مقدّمة التهاني بعيدي الميلاد ورأس السنة.

الخازن

واتصل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير الخارجية المونسنيور بول ريتشارد غلاغر، وأمين سر الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، مهنّئاً بحلول عيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة. وكانت مناسبة للتشاور في التطورات.

معايدة غندور

إلى ذلك، وبمناسبة أعياد المولد النبوي الشريف والميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، وجّه رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي عمر غندور المعايدة التالية: «باسم اللقاء الإسلامي الوحدوي بهيئتيه التنفيذية والشرعية وجمعيته العمومية، وباسمي، أتوجّه إلى المسلمين وكافة المواطنين بأزكى التبريك بمولد نبي الهدى والرحمة سيدنا محمد ص ، متزامناً مع ميلاد سيدنا عيسى المسيح ع ورأس السنة الميلادية المجيدة، ونؤكّد المشترك الإنساني الكياني خلافاً لـ«الربيع العربي» المشبوه الذي فرّق الأمة وضرب وحدتها بالصميم، وهجّر ويهجّر مواطنينا النصارى من بلادهم واستهدافهم في معتقدهم وممارسة طقوسهم وشعائرهم بحرية، وهم الذين تجذّروا في الأرض العربية، لا بل إنّ أصولهم تمتدّ إلى ما قبل ظهور الإسلام، حيث أبدعوا في صناعة حضارتها وثقافتها وتاريخها.

فإلى جميع مواطنينا التهنئة بالأعياد المباركة، وكل عام وأنتم بخير».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى