دلالات ونتائج مقتل علوش
حميدي العبدالله
مصرع قائد جيش الإسلام زهران علوش وعدد من أركان «جيش الإسلام» ينطوي على دلالات كثيرة وستترتب عليه نتائج أكيدة.
من بين الدلالات أنّ الوصول إلى علوش وأعضاء قيادته لم يكن ممكناً لولا عمل استخباري على الأرض ساهم في كشف مكان وزمان الاجتماع والقيادات المشاركة فيه. وهذا العمل الاستخباري بالتأكيد هو ثمرة تحولّات ميدانية وسياسية، إذ أنه بعد إسهام روسيا في مكافحة الإرهاب في سورية جنباً إلى جنب مع الجيش السوري، وبالتنسيق والتعاون مع الدولة السورية بكافة مؤسساتها أثر ذلك على الكثير من المعادلات المتصلة بالصراع والحرب الدائرة في سورية. إذ لم يعد ممكناً الرهان لا من دول الإقليم، ولا من دول الغربية، على إمكانية التغلب على الجيش السوري، وبالتالي إسقاط الدولة ومؤسساتها، لأنّ ذلك سوف يشكل هزيمة ليس للدولة السورية وحدها، بل وأيضاً لروسيا وإيران والمقاومة اللبنانية. وبديهي أنّ ذلك دونه الكثير من العقبات أبرزها القدرات العسكرية الكبيرة لدى الجهات والأطراف التي تقف إلى جانب الدولة السورية. هذا التحوّل الكبير الذي انعكس بتحولات ميدانية، ومكاسب كبيرة حققها الجيش السوري وحلفائه على جبهات عديدة بعث برسالة مفادها، أنّ معركة إسقاط النظام في سورية لم تعد ذات جدوى، واثر ذلك على قناعات الكثير من الذين حملوا السلاح إلى جانب «جيش الإسلام» وغيره من التشكيلات المسلحة الأخرى، ودفع بهؤلاء للاتصال بأشكال مختلفة مع الدولة السورية وأجهزتها الأمنية والعسكرية، وساهم ذلك في تنشيط الاستطلاع والعمل الاستخباري في صفوف الجماعات المسلحة، وأدّى ذلك، عبر نشطاء خدموا في التشكيلات العسكرية للمعارضة في ترشيد عمليات القصف الجوي وتمكينها من تحقيق أهدافها بقوة وتركيز كبير، وكان من بين الأهداف التي حققت نجاحاً الضربة الجوية التي استهدفت اجتماع القيادات العسكرية «لجيش الإسلام» وتشكيلات مسلحة أخرى، كان في عداد من قتلوا في هذه الضربة زهران علوش.
الضربة بحدّ ذاتها التي قضت على عدد كبير من القيادات البارزة في المجموعات المسلحة، ستؤثر على فعاليتها في المستقبل في مواجهة الجيش السوري، إضافة إلى السياق الذي جاءت فيه هذه الضربة، حيث بدأت التشكيلات الإرهابية بمغادرة ريف دمشق، وتحديداً تنظيمات «القاعدة» وعلى رأسها «داعش» و«النصرة»، والهجرة إلى المحافظات الواقعة قرب الحدود التركية، يؤكد ذلك أنّ معركة تحرير ريف دمشق باتت في أسابيعها وأشهرها الأخيرة، لأنّ التنظيمات الإرهابية كانت تقوم بالعبء الأساسي في مواجهة الجيش السوري.