إتمام المرحلة الثانية من اتفاق الزبداني ـ كفريا الفوعا
أسفرت ثلاثة انفجارات إرهابية متزامنة، أحدهما بسيارة مفخخة، واثنان بحزامين ناسفين في حي الزهراء في مدينة حمص السورية عن استشهاد أكثر من 32 مدنياً و جرح أكثر من 134 آخرين، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة أصابت الحي.
وفي السياق، قال مختار حي الزهراء في حمص إن سيارة تحمل شعار الهلال الأحمر ركنت عكس السير عند الساعة العاشرة صباحاً، وترجل منها شابان غريباً الأطوار ظهرت عليهما علامات الإرباك ما دفع أحد الشبان لملاحقتهما. وهنا فجّر أحد الانتحاريين نفسه ما أدى لاستشهاد الشاب، وأضاف: «بعد ثوان قليلة انفجرت السيارة قرب أحد المباني، ما أدى لانهياره على سكانه. وبعد ذلك فجّر الانتحاري الثاني نفسه موقعاً إصابات بين المسعفين».
وكان انفجاران متزامنان وقعا في 12 كانون الأول في حي الزهراء أيضاً وأسفرا عن سقوط 16 شهيداً. وأعلن تنظيم «داعش» المسؤولية عن هذين الانفجارين قائلاً إنه هجوم انتحاري بسيارة ملغومة.
وهذا ثاني هجوم إرهابي تشهده المدينة منذ أن دخل اتفاق لوقف إطلاق النار بين الدولة السورية وجماعات مسلحة في حي الوعر حيز التنفيذ هذا الشهر ما يمهد الطريق أمام حكومة دمشق للسيطرة على آخر معاقل المعارضة في حمص.
وبمقتضى اتفاق وقف إطلاق النار في حمص غادر 700 من المسلحين وأفراد عائلاتهم منطقة الوعر وهي آخر منطقة واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في المدينة. وأشرفت الأمم المتحدة على تنفيذ الاتفاق.
جاء ذلك في وقت دخلت الحافلات التي تقل المسلحين الجرحى وعائلاتهم من مدينة الزبداني الأراضي اللبنانية. وتم نقلهم بواسطة حافلات وسيارات تابعة للصليب الأحمر اللبناني وبمواكبة أمنية من قبل الأمن العام اللبناني الى مطار بيروت الدولي.
المسلحون الجرحى البالغ عددهم 123 كانوا عبروا من الزبداني إلى الحدود اللبنانية بواسطة حافلات تعود للهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة، في إطار المرحلة الثانية من اتفاق ما بات يعرف بالزبداني- كفريا الفوعا.
وبالتزامن عبرت القافلة التي تقل جرحى مدينتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب والبالغ عددهم 336 جريحاً مع عائلاتهم الحدود السورية نحو تركيا، حيث سيتم نقلهم بطائرات تركية إلى مطار بيروت الدولي.
منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يعقوب الحلو أكد أن الخطوة التالية هي إيصال المساعدات الإنسانية خلال الأيام القليلة المقبلة إلى المناطق التي شملها الاتفاق على أن يستتبع ذلك بتطبيق هدنة تمتد لستة أشهر.
الى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المعارضة السورية على خلاف الحكومة لم تتفق بعد على تشكيل وفدها للمفاوضات، مؤكداً أن موسكو ستساعد في إنجاح هذه العملية في الموعد المحدد، وقال «لا توجد إلى حد الآن وحدة آراء في معسكر المعارضة في الوقت الذي أعلنت الحكومة السورية عن استعدادها للمفاوضات».
وأكد لافروف أن موسكو ستساعد في تنفيذ عملية تشكيل الوفد وفقاً للاتفاقات التي توصلت إليها مجموعة دعم سورية، قائلاً: «لا نريد أن تطول هذه العملية إلى الأبد. سنساهم في تحريكها على أساس الاتفاقات الموجودة».
وأشار الوزير الروسي الى أن المبدأ الأساسي لعملية المفاوضات يتمثل في ضرورة تحديد مستقبل سورية من قبل «السوريين أنفسهم على أساس الحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها»، مؤكداً نجاح التسوية سيتوقف كثيرا على نجاح التنسيق الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، داعياً الجميع إلى «وضع جميع الأمور الثانوية جنبا والتركيز على الخطر الرئيسي، كما كانت عليه الحال في سنوات مكافحة النازية». وأضاف: «نشهد الآن تفتيت الجهود، وذلك لا يفيد في الأمر».
وأشار لافروف إلى أن السياسة الخارجية الروسية في عام 2015 هدفت بالأساس إلى تأمين دور قيادي للبلاد في مجال مكافحة الإرهاب، مضيفاً أن عمليات القوات الجوية الروسية سمحت بالتصدي لتقدم المسلحين، وقال: «نتيجة لذلك اتضحت صورة ما يحدث وتبين من يكافح المتطرفين بالفعل ومن يلعب دور أعوانهم».
ونفت الخارجية الروسية أمس خبر إلغاء ألكسندر لافرينتيف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية، جولته المكوكية إلى الدول المشاركة في التسوية.
وأكدت وسائل الإعلام ما مفاده، أنه وبسبب مقتل قائد «جيش الإسلام» زهران علوش وعدد من قيادات المعارضة السورية المسلحة في ضواحي دمشق بضربة جوية، قام عدد من الوفود الروسية بإلغاء زيارتها إلى المملكة، الأمر الذي نفته وزارة الخارجية الروسية.
وأشارت الوزارة إلى أن اللقاءات والمقابلات كافة، التي تم التنسيق حولها مع الحكومة السعودية قائمة، وأضافت: «لدينا حوار فعال مع الرياض يشمل جوانب التسوية كافة للأزمة السورية».
في غضون ذلك، أكد الكرملين أن لافرينتيف يقوم بجولات مكوكية كثيرة إلى الدول المشاركة في تسوية الأزمة السورية، وقال ديميتري بيسكوف الناطق الصحافي للرئيس الروسي: «لافرينتيف يتولى فعلاً مسائل التسوية السياسية في سورية، ويقوم بجولات مكوكية في الدول الإقليمية التي تشارك بصورة أو بأخرى في عملية التسوية السياسية».
وفي شأن متصل، اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن رفض واشنطن تقديم معلومات عن مواقع الإرهابيين في سورية ما لم تغير موسكو موقفها من الرئيس السوري بشار الأسد يظهر أن البنتاغون يحارب داعش «بالكلام فقط».
وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف أمس إن «إعلان بالدانس عن رفض أي تعاون في إطار محاربة داعش، بات إسطوانة مهترئة يجب تغييرها منذ زمن بعيد»، وأضاف: «التصريح المبتذل لميشيل بالدانس أكد مجدداً أن حرب البنتاغون مع داعش ستستمر قدماً أيضاً بالكلام فقط وليس بالأعمال الحقيقية».
وكانت ميشيل بالدانس الناطقة الرسمية باسم وزارة الدفاع الأميركية قد قالت إن «موقف وزارة الدفاع الأميركية ثابت لم يتغير، ونحن لا ننوي التعاون مع روسيا حول سورية، ما لم تغير موسكو استراتيجيتها الداعمة للأسد، وما لم تركز على مكافحة «داعش» عوضاً عن دعم الأسد».
وفي السياق، صرح مدير الإدارة العامة للعمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، بأن القوات الفضائية الجوية الروسية في سورية قصفت 556 موقعاً لـ»داعش» خلال 164 طلعة جوية في الأيام الثلاثة الماضية.
وقال: «خلال ثلاثة أيام، من 25 كانون الأول، نُفذت 164 طلعة جوية، وتم فيها قصف 556 هدفاً إرهابياً في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص ودمشق ودير الزور والرقة».
ميدانياً، أطلق الجيش السوري مدعوماً بسلاح الطيران الحربي السوري والروسي، أمس، عملية واسعة لتحرير مدينة الشيخ مسكين إحدى أهم المدن في درعا والتي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.
وقال مصدر ميداني إن «الجيش بدأ حملة واسعة جدا هدفها الرئيسي الدخول وتحرير مدينة الشيخ مسكين من يد جماعات وألوية مسلحة أهمها «حركة المثنى» و«ألوية الفرقان»، مؤكداً أن التحرير بدأ باستعادة السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي باللواء 82 في الشيخ مسكين، وسرية النيران بعد اشتباكات عنيفة جداً مع المسلحين، إضافة لتحرير أجزاء واسعة من المدينة التي بدأت حملة الجيش ضد مسلحيها منذ فجر اليوم، من جهة الإسكان.
وفي السياق، واصلت «قوات سورية الديمقراطية» عملياتها في ريف حلب الشمالي الشرقي بعد سيطرتها على سد تشرين وتمكنت من السيطرة على بلدة تشرين على الضفة الغربية لنهر الفرات، بالتزامن مع استهداف الطيران الحربي السوري لتجمعات المسلحين في مدينة تل رفعت وبلدة حيان في ريف حلب الشمالي.