لافروف: معظم دول الاتحاد الأوروبي تعتبر المواجهة مع روسيا خطأ
تعرضت بعثة مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وفريق صحافي لمجموعة قنوات «في غي تي أر كا» الروسية لإطلاق نار في قرية كومينتيرنوفو بجمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد.
وأفادت البعثة في بيان صادر عنها بأن الحادث لم يسفر عن سقوط قتلى أو جرحى، مضيفةً أن أعضاء البعثة كانوا مضطرين لمغادرة المنطقة والعودة إلى مقرهم في مدينة دونيتسك.
من جهته أوضح موفد «في غي تي أر كا» أندريه رودينكو أن أعضاء البعثة وفريق الصحافيين تعرضوا لإطلاق النار من بنادق القناصة والرشاشات فوراً بعد بدء مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عملهم على تسجيل انتهاكات الهدنة العسكرية في قرية كومينتيرنوفو.
وأشار رودينكو إلى أن مجموعات مسلحة تابعة لحركة «القطاع الأيمن» المتطرف توجد في قرية كومينتيرنوفو، وذلك بالرغم من أنها تدخل ضمن منطقة نزع السلاح وفقاً لاتفاقية الهدنة بين قوات جمهورية دونيتسك والقوات الأوكرانية.
وأكد إدوارد باسورين، نائب رئيس هيئة أركان قوات جمهورية دونيتسك الشعبية أن قرية كومينتيرنوفو بالإضافة إلى عدد من القرى الأخرى الواقعة في أراضي الجمهورية ومطار مدينة دونيتسك تعرضت خلال الـ 24 ساعة الماضية لقصف من قبل القوات الأوكرانية التي أطلقت ما لا يقل عن 125 قذيفة هاون على أراضي الجمهورية، ما أدى إلى مقتل مدنيين في قرية زايتسيفو.
وأشار باسورين إلى أن عمليات القصف وإطلاق النار التي نفذتها القوات الأوكرانية لم تسفر عن مقتل عناصر القوات العسكرية لدونيتسك، مضيفاً أن الأوكرانيين استخدموا لأول مرة منذ عشرة أيام أسلحة من العيار الثقيل.
بدورها نفت وزارة الدفاع الأوكرانية الاتهامات بإطلاق النار على أعضاء بعثة مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وفريق الصحافيين الروس بقرية كومينتيرنوفو، وزعمت أن عناصر قوات الدفاع الشعبي لدونيتسك تنكروا في زي الجنديين الأوكرانيين وفتحوا النار على أعضاء البعثة من أجل إلقاء التهمة على الجهة الأوكرانية بخرق اتفاقات مينسك.
وفي هذا السياق، أكد مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ألكسندر لوكاشيفتش أن حادث إطلاق النار على بعثة مراقبي المنظمة وفريق الصحافيين الروس يظهر أن القوات الأوكرانية لا تنوي الالتزام باتفاقيات مينسك.
وأشار لوكاشيفيتش إلى أن سياسة كييف تعطي انطباعاً بأن الجهة الأوكرانية لا تسعى إلى وقف حقيقي لإطلاق النار، مشدداً على أن انتهاكات نظام الهدنة العسكرية في منطقة عند خط التماس قد تسفر عن تداعيات خطيرة للغاية، بما في ذلك استئناف النزاع.
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية إطلاق النار الذي تعرض له عدد من المراقبين الدوليين والصحافيين الروس عملاً استفزازياً على خلفية امتناع كييف عن التحقيق في مقتل الصحافيين الروس في دونباس.
وكتب مفوض الخارجية الروسية لحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون قسطنطين دولغوف على حسابه في موقع «تويتر» أمس: «يجب إجراء تحقيق في إطلاق النار الجديد باتجاه مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وصحافيين روس من قبل قوات الأمن الأوكرانية في دونباس، ومعاقبة المسؤولين عن إطلاق النار هذا. إنه عمل استفزازي جديد على خلفية عدم رغبة «الديمقراطيين» في كييف في التحقيق في قتل الصحافيين الروس بسخرية في دونباس».
الى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن معظم أعضاء الاتحاد الأوروبي يعتبرون إقدام الاتحاد على المواجهة مع روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية خطأ.
وأكد لافروف في حديث لقناة «زفيزدا» «أحياناً ما يقوله الأوروبيون من المنبر يتعارض مع ما يقولونه وجهاً لوجه، عندما لا يسمع أحد. وتقول الغالبية الساحقة من أعضاء الاتحاد الأوروبي عندما يتحدثون بانفراد معي، أشياء أعتبرها معقولة تشير إلى أنه كان من الخطأ الإقدام على المواجهة مع روسيا بسبب أوكرانيا، التي أصبحت نفسها ضحية لسياسة الاتحاد الأوروبي الذي حاول دفع أوكرانيا للاختيار بين «إما وإما» بين روسيا وأوروبا ».
وأضاف الوزير الروسي أن موسكو لم تحاول دفع أوكرانيا للاختيار بين روسيا والغرب، مشيراً إلى أن السلطات الأوكرانية الحالية جاءت إلى الحكم نتيجة انقلاب مسلح بعد خرق الاتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية والذي كانت فرنسا وبولندا وألمانيا تحث على توقيعه.