واشنطن مع تصنيف روسي للإرهاب بدون حزب الله… والجيش السوري يتقدّم قمة سعودية تركية: التنسيق مع «إسرائيل» لمواجهة الاستحقاقات… والعدو واحد
كتب المحرر السياسي
بينما يلتقي الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس التركي رجب أردوغان كقمة لحلف الخاسرين في حروب المنطقة، لترقّب الآتي وملاقاته بمساعي الحدّ من الخسائر والتشبيك على قاطرات التسويات بشروط تحقق بعضاً مما عجزت الحروب عن تحقيقه، تلتقي واشنطن مع موسكو على تعريف وتصنيف التنظيمات الإرهابية، تكشف الخارجية الأميركية بعضاً منه بقولها إنّ الكثير من تصرفات «جيش الإسلام» كانت موضع تساؤل عندها، وتتولى الخارجية الروسية كشف نصفه الثاني بالقول إنّ موسكو لا يمكن أن تقبل بتصنيف حزب الله على لوائح الإرهاب.
واشنطن توكل لـ«إسرائيل» والسعودية وتركيا حربها وحربهما ضدّ حزب الله، و«إسرائيل» تشكل طليعة الحرب بمساندة القمة المنعقدة تحت عنوان تعزيز الحرب على الإرهاب، الذي لم تعرفه المنطقة لولا الدعم الذي لقيه هذا الإرهاب من طرفيها التركي والسعودي، كما قال ذات يوم ثقافي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمام أساتذة وطلاب جامعة هارفرد، قبل أن يعتذر عن الإساءة لحليفيه في يوم سياسي لاحق.
ينتهي العام مع التسليم لإيران النووية ببرنامجها السلمي، واستعادة مكانتها وأسواقها بلا عقوبات، واسترداد أموالها المحتَجَزة، ولسورية بقوة نظامها وجيشها ومكانة رئيسها، فيما الجماعات المسلحة بكلّ صنوفها الإرهابية تندحر، رغم حجم ما تتلقاه وما تلقته من دعم سعودي تركي، والعراق يتقدّم نحو سيادته، رغم المشاغبات التركية، والخبث السعودي يسلّم بفتح سفارة تأخَّر موعد فتحها عقوداً طوال، واليمن صامد حتى يقتنع حاكم الرياض بالفشل، ومصر التي تناوَب على محاولة مصادرتها التركي والسعودي، تشقّ طريقها المستقبل بثبات ولو بطيء، فتتركز العداوة في حلف مكافحة الإرهاب على حزب الله.
حزب الله هو القضية، التي التقى عليها الأميركي و«الإسرائيلي» والسعودي والتركي، من التقييد الإعلامي إلى الحصار المالي، وصولاً إلى الاستهداف العسكري، وانتهاءً بمشروع التدويل الموسّع الهادف لتغطية المنطقة وحدودها بالقبّعات الزرق، والتسلل بقوات سعودية وتركية ضمنها، بينما حزب الله منصرف لما سيقرّره «المؤتمنون» من ردّ على «إسرائيل» لاغتيالها الشهيد سمير القنطار، وفقاً لتوصيف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهو الردّ الذي يربك التحسّب له «إسرائيل» ومن ينتظرون كيف ستتصرف «إسرائيل» بعد الردّ. يُكمل حزب الله باسم المقاومة الحساب المفتوح مع «إسرائيل»، وعينه لإقفال حساب أراد الآخرون فتحه وتحويله جرحاً في جسد حلفائه، فيبلغ البطريرك الماروني بشارة الراعي رسالة معايدة قاطعة تقفل الحساب اللبناني، مضمونها أنّ حزب الله ليس طرفاً في اللعبة الرئاسية، وقد فوّض للعماد عون هذا الملفّ ويقف خلفه بكلّ قوة، وليس هو الذي يخلع حلفاءه ويتراجع عن عهوده، وبالتأكيد ليس هو مَن يمكن الرهان على قيامه بطلب الانسحاب من السباق الرئاسي من حليف لم يخلّ معه بوعد أو عهد أو موقف، من دون أيّ انتقاص أو إساءة إلى حليف آخر هو النائب سليمان فرنجية، بل يبارك سلفاً ما يتفقان عليه ويضع ثقله وراءه.
حزب الله: التزامن مع الجنرال أخلاقي
شكّل عيدا الميلاد ورأس السنة مناسبة لزيارة وفد من حزب الله برئاسة رئيس المجلس السياسي السيد إبراهيم أمين السيد إلى الصرح البطريركي في بكركي ولقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي. وعلى الأثر، جدد السيد أمين السيد حرص حزب الله على انتخاب رئيس للجمهورية والتزامه الأخلاقي بدعم ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون للرئاسة. وقال: «إن حزب الله حريص على انتخاب رئيس للجمهورية لما لذلك من أهمية وتأثير على صعيد لبنان»، مضيفاً «أن السياسة بالنسبة لنا ليست كذبًا أو مناورات ولا نستطيع أن نتخلى عن التزامنا مع العماد ميشال عون، ولا نتنازل عنه عند أي مفترق سياسي، وما قيل عن إقناعنا عون بالتنحّي عن الترشح للرئاسة لم ولن يحصل». وتابع «أنّ أحدًا لم يُجبرنا أن نلتزم بعون، بل اختيارنا نابع من إرادة حرة»، معتبراً «أنه حتى تؤدي الطروحات الموجودة نتائجها يجب أن يتم الأمر من خلال قبول العماد عون».
..ولا بديل عن السلة المتكاملة … إلا «التأسيسي»
وأكدت مصادر سياسية في 8 آذار لـ«البناء» أن موقف السيد أمين السيد أمس «أثبت أن حزب الله لا يقبل مجرد التفاوض على دعم العماد ميشال عون»، لافتة إلى «أن حزب الله اختار التوقيت المناسب والمكان المناسب ليؤكد التزامه الأخلاقي مع الجنرال عون وموقفه السابق بشكل قاطع، أن الجنرال عون هو المرشح الأوحد، والبوابة الرئيسية في شأن الملف الرئاسي في لبنان». ولفتت المصادر إلى «أن التزام حزب الله كان ولا يزال التزاماً طوعياً، استراتيجياً، اختيارياً رؤيوياً، لم يلزمه به أحد، وهو التزام تحوّل التزاماً أخلاقياً».
وتشير مصادر واسعة الاطلاع لـ«البناء» إلى «أن هذا التصريح كان بمثابة رسائل قاطعة لأكثر من جهة، وبكل تهذيب، للداخل والخارج، أن تهريب رئاسة الجمهورية بما سُمّي «المبادرة الحريرية السعودية»، لن تمر بصرف النظر عن الشخص الذي طرح لتمرير المبادرة أو الطرح». وشدّدت المصادر على «أن ما طرحه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من سلة متكاملة للحل في لبنان هو الحل الذي لا بديل عنه إلا المؤتمر التأسيسي»، فالمعادلة الآن إما العماد ميشال عون رئيساً لإعادة التوازن للنظام وإما المؤتمر التأسيسي الذي يؤدي إلى إقامة نظام سياسي واقتصادي عادل ومتوازن».
واستغربت مصادر مطلعة لـ«البناء»عدم إصدار بكركي أي موقف بعد الزيارة يظهر اقتناعها بموقف حزب الله أو عدمه»، ولفتت إلى أن «الملف الرئاسي عاد إلى المربع الأول، والأنظار تتجه إلى الساحة المسيحية وما يجري بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وهل سيتطور هذا التفاهم كي تتبنى القوات الجنرال عون رئيساً وبالتالي وضع تيار المستقبل في زاوية حرجة».
المستقبل: التسوية انتهت
ومن بكركي، أكد عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت، عقب زيارته ووزير العدل اشرف ريفي البطريرك الراعي للتهنئة «أن البلد لم يعُد يحتمل الشروط والشروط المضادة في الانتخابات الرئاسية والموضوع واضح من الناحية الدستورية، فالدستور نقطة مفصلية في الحديث عن الرئاسة»، وشدد على «أن الرئاسة ليست موضوعاً مسيحياً فقط إنما لبناني وطني جامع». وأكدت مصادر وزارية في تيار المستقبل لـ«البناء» أن «الانتخابات الرئاسية ليس قريبة»، مشيرة إلى «أن التسوية الرئاسية تفرملت وانتهت».
وأكد الوزير السابق جان عبيد أن ملء الفراغ أفضل بكثير للبنان بغض النظر عن الشخص، وأمل أن يأتي الرئيس بجو تفاهمي لأن البلد يستحق رئيس تفاهم بعد الذي حصل.
«التغيير والإصلاح»: إمكانية بسط سلطة الدولة بالمصالحات
إلى ذلك، أكد تكتل «التغيير والإصلاح» في بيان ألقاه عضو التكتل سليم جريصاتي عقب الاجتماع الأسبوعي، أن «نهج المصالحات في سورية المثيل لما حصل في الزبداني والفوعة وكفريا يدل على إمكانية سلوك الطرق السياسية لبسط سلطة الدولة على الأراضي السورية بالتوازي مع إجراءات ميدانية لمحاربة الإرهاب التكفيري مع عودة متوازية للنازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في سورية». ورأى التكتل «أن نهاية السنة الجارية تدعونا إلى التأمل في أحداثها وأزماتها وإلى تنقية القلوب تمهيداً لتثبيت وحدتنا الوطنية واستنهاض الدولة التي نحلم بها».
الهبة السعودية سلكت طريقها الصحيح
من ناحية أخرى، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل عقب استقباله قائد الجيش العماد جان قهوجي وأعضاء المجلس العسكري، «أن الهبة السعودية سلكت طريقها الصحيح»، مطمئناً «أن لا عراقيل تعيق تنفيذها».
وفي السياق، استهدف الجيش بالمدفعية الثقيلة تحركات المسلحين الإرهابيين وتجمعاتهم في وادي الخيل في جرود عرسال. وتردّدت معلومات عن إصابة عبادة مصطفى الحجيري، نجل مصطفى الحجيري الملقب ابو طاقية، بطلق ناري في قدمه إثر خلافات مع مسلحين في منطقة وادي الحصن في عرسال، حيث أدخل إلى المستشفى الميداني في عرسال للمعالجة.
الجيش يطوّق دار الواسعة
لا تزال أحداث دار الواسعة تلقي بثقلها على منطقة البقاع، حيث نفّذ الجيش أمس، عمليات دهم في بلدة دار الواسعة، بعدما عمل على تطويقها من جهة شليفا شرقاً والليمونة غرباً، وتمكن من كشف معمل كبير لتصنيع المخدرات وحبوب الكبتاغون يعود للمطلوب حسن جعفر، وبداخله كميات كبيرة من هذه الحبوب، كما ضبطت خلال عملية الدهم كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية والذخائر والأمتعة العسكرية المختلفة، بالإضافة إلى سيارة مسروقة وثلاث سيارات من دون أوراق قانونية. وتم تسليم المضبوطات إلى المرجع المختص. وتستمر قوى الجيش في ملاحقة المطلوبين لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص. ورأت مصادر أمنية «أن العملية الأمنية في البقاع مستمرة ولن تتوقف». وسُجّل أمس إنجاز لمكتب مكافحة السرقات الدولية في وحدة الشرطة القضائية، تمثل بتوقيف أحد أخطر المطلوبين ع.ج. وبحقه أكثر من 70 مذكرة عدلية بجرائم خطف ومخدرات وسرقة.
الجنوب: حذرٌ وتعزيزات «إسرائيلية»
وفي الجنوب، لا يزال الهدوء الحذر يخيم على المنطقة منذ اغتيال عميد الأسرى المحررين الشهيد سمير القنطار، حيث دفع العدو بحسب ما أفادنا مراسلنا في الجنوب سعيد معلاوي، للمزيد من قواته إلى الشمال الفلسطيني المحاذي للأراضي اللبنانية. وفي ظل هذا الوضع لا تبرح طائرات الاستطلاع الإسرائيلية من دون طيار وكذلك الطوافات العسكرية سماء مناطق الجليل والمزارع ومرتفعات الجولان المحتلة. ونفذت قوات العدو الإسرائيلي حملة تمشيط واسعة لمعظم محاور مزارع شبعا المحتلة وتخومها المحاذية لمنطقة العرقوب استعملت خلالها مدفعية الهاون من عيار 120 ملم والثقيلة من عيار 155 ملم وأرفقتها برشقات رشاشة مختلفة العيارات مستهدفة الأودية والمسالك الحرجية الوعرة داخل هذه المزارع يأتي ذلك في ظل متابعة من جانب قوات اليونيفل والجيش اللبناني تحسباً لأي مفاجأة أمنية غير محسوبة.