ماذا سيفعل سلمان وأردوغان؟
ناصر قنديل
– يلتقي صانعا الحرب على سورية، والحرب على نهايات تقترب بنصر لم يحسباه لخصم توهّما أنّ اقتلاعه، كما قال ربيبهما حاكم قطر السابق قبيل عيد فطر من ثلاث سنوات، إنه قلع ضرس، فانقلع هو وبقيت سنديانة الشام شامخة كقاسيون، وها هما مَن يملك المال وتنظيم «القاعدة» مع مَن يملك الجغرافيا والجيوش وتنظيم الإخوان وعضوية الأطلسي، زعيم الوهابية وزعيم العثمانية، يلطمان ويندبان حظهما، وقد خاضا في كلّ المحرّمات أملاً ببلوغ الهدف، وتحطمت طموحاتهما على صخرة الأسد، فماذا عساهما يفعلان في قمة ما قبل ربع الساعة الأخير؟
– كلّ شيء يقول بفشل حربهما، وفشل بدائلها من ورطة اليمن إلى توغل الموصل، وفشل توريط الآخرين بها، من حلم المنطقة الآمنة إلى وهم عاصفة الحزم الثانية، وكلّ شيء يقول بأنّ منصات التسويات تنتصب، من اليمن إلى ليبيا إلى سورية، والحرب على الإرهاب تتقدّم بانتصاراتها من الرمادي إلى جبل التركمان مروراً بأرياف حلب وحمص ودمشق، وانتهاء بالحدود السعودية اليمنية، وها هي محاولات تفخيخ العملية السياسية في سورية بزجّ التنظيمات الإرهابية ودمجها في وفود المفاوضات تصطدم باحتكار واشنطن وموسكو لحق إعداد لائحة التنظيمات الإرهابية، والتوافق على جماعات تركيا والسعودية بين صفوفها، وتكفّل الجيش السوري بحصاد رؤوسها، فماذا عساهما يفعلان؟
– لا مبرّر للقمة ما لم يكن ثمة ما يحتاج مهابة الاحتفالية بانعقادها لإعلانه من جهة، ويستدعي التداول بآلياته وطرق تسويقه انعقاد اللقاء بين صانعي القرار في الحكومتين التركية والسعودية وتوزّع الأعباء والأدوار، من جهة أخرى، ومؤشرات الهدف الذي من أجله يجتمعان موجودة في ما سبق القمة، فالرئيس التركي رجب أردوغان يبارك دون كثيرين حلفاً يعلنه محمد بن سلمان نجل الملك السعودي لحرب على الإرهاب ليس في ملفاته إلا استهداف حزب الله، ويطبّع مع «إسرائيل» علاقات مضت سنوات على ارتباكها، ويتوّجها بشراكة أنبوب غاز بديل من الغاز الروسي إلى تركيا، والسعودية تصعّد على حزب الله ضمن التفاهم الثلاثي الذي جمعها بالرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لخوض حرب ملاحقة وتتبع ضدّ حزب الله من الأقمار الصناعية إلى المصارف، انطلاقاً من اعتباره القيمة المضافة التي يجب تجريد حلف المقاومة منها في سياق صناعة التسويات من جهة، واتخاذ التدويل لتقييدها إطاراً من جهة أخرى، وجعل هذا الإطار قابلاً للتوسّع والتمدّد، ليطال مناطق النزاع التي يخسرها الثنائي السعودي التركي من الموصل إلى باب المندب.
– يعود أردوغان وسلمان إلى الرهان الأصلي وهو على «إسرائيل»، لتكون ثالثهما في القمة، والقضية مواكبة ردّ المقاومة المنتظَر، بمشروع لنشر القبّعات الزرق في أماكن عديدة من العالم الإسلامي يطلبه الحلف الإسلامي للحرب على الإرهاب، يجري تنسيقه مع الأميركي ويراهن على «الإسرائيلي» لخلق البيئة المناسبة لطرحه.