صحافة عبريّة
ترجمة: غسان محمد
يدا شاكيد ملطّختان بالدم
وصف المحاضر في الجامعة العبرية عوفر كسيف، وزيرة القضاء «الإسرائيلية» أييليت شاكيد بأنها «حثالة من النازيين الجدد». وكتب المحاضر في كلية العلوم السياسية في الجامعة العبرية، أن شاكيد شريك غير مباشر في إبادة شعب في أفريقيا، وفي جرائم ضد الإنسانية. وكتب أيضاً أن شاكيد مسؤولة عن «تحوّل إسرائيل إلى الفاشية».
وتبيّن أن كسيف كتب ذلك بعدما أشرك نصّاً آخر نشره عميرام غولدبلوم، وهو محاضر في كلية الصيدلة في الجامعة العبرية.
وكان غولدبلوم قد كتب أن رجل الأعمال اليهود البلجيكي سيرج مولر قد باع أسلحة للقتلة في سيراليون، ولعصابات المخدرات في كولومبيا، وكان من بين المتبرّعين لحملة شاكيد في الانتخابات التمهيدية لـ«البيت اليهودي»، مضيفاً أن يدي شاكيد ملطختان بالدماء.
تجدر الإشارة إلى أن سيرج مولر، وهو تاجر مجوهرات، قد تبرع في الانتخابات التمهيدية لشاكيد، ووزير الأمن الداخلي غلعاد إردان، ووزير السياحة ياريف ليفين، قد اعتقل في مطلع نيسان عام 2015 بموجب أمر اعتقال دولي بناء على طلب الشرطة البلجيكية، وذلك بشبهة الاتجار بالمخدرات، والاتجار بالسلاح مع عناصر إجرامية، وتبييض الأموال.
وفي تعقيبها، قالت الجامعة العبرية إنها ليست مسؤولة عن تصريحات المحاضرين، وليس من واجبها أن تعالجها طالما أنه لم يتم استغلال المنصة الأكاديمية لنشرها.
وأضافت الجامعة أن من يعتقد أن هذه التصريحات تنطوي على تحريض أو مخالفة للقانون عليه أن يتوجه إلى سلطات إنفاذ القانون.
من جهتها ادّعت شاكيد أنه واثقة من أن سلطات إنفاذ القانون ستعالج هذه الحادثة كما يجب. كما زعمت أن هذه التصريحات تتجاوز الخط الرفيع الذي يفصل بين حرية التعبير وبين حرية التحريض.
تحسباً لهجومٍ من حزب الله تمرين عسكري إسرائيليّ واسع
تشير وسائل الإعلام العبرية إلى قيام الجيش «الإسرائيلي» بدفع قوات وعتاد وعديد إلى الجبهة الشمالية، أي الحدود مع كلّ من لبنان وسورية، وهذه التعزيزات تدخل في إطار الردّ المتوقّع من حزب الله على جريمة اغتيال القنطار.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية أنّ الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» بدأت أمس الثلاثاء تدريباً عسكرياً يشمل مدن حولون واللد ومطار «بن غوريون» الدولي، وغفعات شاؤول ونوعريم ومستوطنة مودعين. وتابعت وسائل الإعلام، نقلاً عن المصادر الأمنية والعسكرية عينها، أنّه في ساعات المساء من أمس الثلاثاء بدأ تدريب آخر قرب كيبوتس افيتان وينتهي التدريب اليوم الأربعاء، وخلال التدريب ستلاحَظ حركة نشطة لآليات الجيش «الإسرائيلي» العسكرية، على حدّ قول المصادر.
ولفتت المصادر عينها إلى أنّه صباح الأحد الماضي، استدعى الجيش «الإسرائيلي» جنود وضباط من جيش الاحتياط للمشاركة في التدريب العسكري شمال «إسرائيل». وأعلن الناطق الرسمي بلسان الجيش «الإسرائيلي» الجنرال موطي إلماز عن بدء تدريب عسكري مساء يوم السبت الماضي لافتاً إلى أنّه ينتهي اليوم الأربعاء المقبل 30 كانون الأوّل الجاري، في منطقة حيفا، مشدّداً على أنّه سيشارك في التدريب قوات الجبهة الداخلية والسلطات المحلية وسيلاحظ حركة نشطة للآليات العسكرية وسيتم استخدام قنابل دخانية خلال التدريب.
وأضاف الناطق بِاسم الجيش «الإسرائيلي» أنّ التدريب المذكور قد خطط له مسبقاً كجزء من خطة التدريبات العسكرية لعام 2015 هدفه الحفاظ على جهوزية القوات «الإسرائيلية». علاوة على ذلك، أشارت المصادر التي وصفت بأنّها رفيعة في «تل أبيب»، إلى أنّ الجيش «الإسرائيلي» اعترف الاثنين الماضي بأنّه عزز قواته شمال البلاد خشية تنفيذ تهديدات نصر الله، والانتقام لاغتيال سمير القنطار.
على صلةٍ بما سلف، قال تحليل نشر في موقع «ISRAEL DEFENSE»، «الإسرائيلي»، المتخصص بالشؤون الأمنية والعسكرية، قال إنّ الاعتقاد السائد بأنّ العملية المنسوبة لـ«إسرائيل»، أي اغتيال القنطار، لأنّه كان سيخرج إلى حيّز التنفيذ عملية فدائية كبيرة، لا تتماشى ولا تتماهى مع الوقائع على الأرض. وبرأي المحلل، فإنّ الحرب في سورية يقوم بإدارتها قادة كبار من الحرس الثوري الإيراني، الذي يعملون على أنّهم مستشارين عسكريين، وبالنسبة إليهم، فإنّ القنطار ليس أكثر من رمز، ليس إلّا، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً، إنّه في المجال العملياتي فالقنطار لم يكن مؤهلاً ومسموحاً له باتخاذ القرارات بشكلٍ مستقلٍ، وبالتالي، إذا قررت إيران، تابع المحلل، أن تنفّذ عملية فدائية على الحدود السورية ضدّ أهدافٍ «إسرائيليةٍ»، فالقنطار غير ذي صلة بذلك، والمسّ به، أي اغتياله، لن يؤثّر سلباً على الخطط الإيرانية، وبناءً على ما تقدّم، جزم المحلل «الإسرائيلي» قائلاً إنّ اغتيال سمير القنطار من قبل «إسرائيل» لا يتعدّى كونه اغتيالاً رمزياً، من أن يكون عملياتياً، أو على الأغلب خطوة لردع كلٍّ من حزب الله وإيران، على حدّ قوله.
وتابع المحلل قائلاً إنّ الإيرانيين يعملون من دون كللٍ أو مللٍ على تسخين الحدود بين قطاع غزّة و«إسرائيل»، زاعماً أنّ يوم الخميس الماضي اكتشف جنود الجيش «الإسرائيلي» منطقة مزروعة بالألغام من قبل تنظيم «حركة الصابرين… نصراً لفلسطين»، والذي يعمل بأوامر من إيران وحزب الله، وحتى اللوغو التابع له يشابه إلى حدٍّ كبيرٍ اللوغو التابع لحزب الله. وزاد قائلاً إنّ المستجدّات الأخيرة في المنطقة، والتي تشكّل فرض طوقٍ على «إسرائيل» من جميع الجبهات بدعمٍ وتخطيطٍ إيرانيين، يقربون صنّاع القرار في «تل أبيب» إلى الاقتراب من اتخاذ القرار المصيري، على حدّ تعبيره.
ولكنّه استدرك قائلاً، إنّ هذا لا يعني أنّ المواجهة الشاملة ستندلع غداً أو قريباً ضدّ حزب الله وإيران، ولكنّ المستجدّات عينها تؤكّد لكلّ من في رأسه عينان على أنّ الأمور في المنطقة المحيطة بـ«إسرائيل» تتجّه نحو التصعيد، التسخين والخطر، وهذا الأمر يلقي بظلاله السلبية على المواطنين «الإسرائيليين»، وبالتالي، أكّد المحلل، يتحتّم على «إسرائيل» أن تنتهج سياسة خارجية فعالّة وهجومية، على حدّ تعبيره. وخلص المحلل إلى القول إنّه إذا كانت النزاعات في كلّ من سورية والعراق واليمن لم تمس بالمواطن «الإسرائيلي»، فإنّ انتهاء التحقيق ضدّ إيران، والاتفاق النووي بين الدول العظمى وطهران، ورفع العقوبات السياسية والاقتصادية عنها، جميع هذه العوامل، برأي المحلل، تزيد جداً خطر العنف على جميع الحدود «الإسرائيلية»، كما ذكر.