هذا ما يتحدّى به السيد نصر الله «إسرائيل»… فبماذا يتحدّى مَنْ يهاجمونه ويشتمونه؟

نصار إبراهيم

كان السيد حسن نصرالله في خطابه صارماً وحاسماً، واضحاً وباسلاً كعادته. لم يتردّد ولم يثرثر ولم يضيّع وقته في اللغو. خاطب «إسرائيل» باللغة التي تفهمها تماماً… خاطبها بكلّ مستوياتها السياسية والعسكرية والأمنية والشعبية، مؤكدا أنّ كلّ الضجيج والتهديد بالحرب لن يثنينا عن الردّ انتقاماً لدماء سمير قنطار… فالرد «قادم لا محالة»، بل وأصبح قيد الجهات التنفيذية. أما الحرب التي تهدِّد بها «إسرائيل» فهي «لا تخيفنا مهما كانت التبعات». ولكي يزيد من رعب «الإسرائيليين» وتحسُّبهم قال لهم: «نحن من سيحدِّد مكان الردّ… سواء في الداخل أو في الخارج… فانتظروا»…

تبقى كلمة للسفهاء والصغار الذين لا يتركون مناسبة إلا ويستغلونها ضدّ كلّ رمز مقاوم في هذه الأمة… أولئك الذين لا يخجلون من عواء الطائفية بصورة مبتذلة وسخيفة وحمقاء… الذين يحاولون جهدهم لحرف الصراع عن وجهته الأصيلة فلسطين… هذا ما يتحدّى ويذهب إليه السيد نصرالله… فهاتوا ما عندكم وقولوا لنا إلى أين أنتم ذاهبون؟

وأيضاً هنا لا بدّ من كلمة، ولو عابرة، لأولئك الجهابذة الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها حول أنّ السيد نصرالله وضع علم إيران على خريطة فلسطين في خطابه السابق… وبعيداً عن حكاية العلم المضحكة هل يتفضل أولئك الفرسان البواسل لنرى همّتهم في مواجهة ما تقوم به «إسرائيل» كما يفعل السيد نصرالله الآن… وبالمناسبة فإنّ حزب الله، وباعتراف العدو قبل الصديق بات قوة إقليمية، ومع ذلك لم نسمعه يوماً يدعو إلى جعل لبنان مقاطعة إيرانية… كما لم نشاهده يقطع الرؤوس ويحرق الناس ويبيع النساء كالجواري ويدمِّر الحواضر الأثرية وينبش قبور الصحابة كما تفعل جماعات البؤس الطائفية التي تهاجمه وتشتمه «حرصاً على فلسطين والمسلمين السنة».

أما أنصاف وأشباه الزعماء والقادة والملوك الذين يقتلون شعوبنا ويدمّرون أجمل مدننا في سورية والعراق واليمن بالطائرات والصواريخ… فهل بمقدورهم أن يبرهنوا، ولو لمرة واحدة، أنهم قادرون على المبادرة وتحدّي السيد نصر الله في الميدان وفي الاتجاه الصحيح؟

أما التحريض والشتائم الطائفية والاتهامات وإطالة اللسان فكلّ ذلك لن يفيدهم ولن يغير من حقائق الواقع والتاريخ شيئاً… ففي نهاية المطاف يعرف ويرى شعب فلسطين والأمة العربية من هو الذي يخيف «إسرائيل» ويرعبها ويذلها. كما أنّ ذاكرة هذا الشعب حادّة ويعرف من يستجدي ومن يقيم الأحلاف مع دولة الاحتلال ويغطي على جرائمها ويقف متفرّجاً عليها وهي تستبيح دماء أطفال فلسطين ونسائها وشبابها بل ويفتح لها الأبواب ويعانقها.

على أية حال: إن يكُ صدر هذا اليوم ولى… فإنّ غداً لناظره قريب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى