صحافة عبرية
قال رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، إن الوجود اليهودي في الخليل سيستمر إلى الأبد، وذلك خلال برقية عزاء أرسلها إلى عائلة المستوطن الذي توفي أمس متأثراً بجراح عملية الطعن بداية الشهر.
وأضاف نتنياهو في رسالة وجّهها إلى عائلة المستوطن القتيل غنادي كوفمان من سكان مستوطنة «كريات أربع» في الخليل: أقول لكل من يحاول اجتثاث وجودنا من الخليل، إننا سنبقى هنا إلى أبد الآبدين ولن ينتصروا علينا».
لماذا أقيل مطوِّر منظومة الصواريخ «الإسرائيلية»؟
إقالة يائير راماتي، واحدٌ من العلماء الرئيسيين المسؤولين عن منظومة الدفاع الصاروخية في «إسرائيل»، أثارت صدمة كبيرة في «إسرائيل». وهنالك من يشكك في الرواية الرسمية عن أن السبب يعود إلى معلومات سرية احتفظ بها على حاسوبه الشخصي.
صدر بيان رسمي الأحد الماضي، بعد الساعة الثامنة مساءً بقليل، عن جهاز الأمن «الإسرائيلي» في شأن إقالة يائير راماتي بشكل فوري، وهو رئيس مديرية «حوماه» المسؤولة عن تطوير منظومة الدفاع الجوي «الإسرائيلي». راماتي واحدٌ من الأسماء المعروفة في «إسرائيل» بكل ما يتعلق بتطوير منظومة مضادة للصواريخ، وهو الذي يقف خلف منظومات كثيرة ومعروفة في العالم بأكمله، مثل منظومتَي «حيتس»، و«القبة الحديدية»، وكذلك منظومة «العصا السحرية» التي اجتازت في الأسبوع الماضي الاختبارات الأخيرة بنجاح قبل إدخالها إلى العمل الفعلي، وكل ذلك بإشراف راماتي.
وكان سبب إقالة راماتي، وفق ما جاء في البيان، مخالفة خطيرة تتعلق بأمن المعلومات قد ارتكبها، وذكر أنه وجدت في حاسوبه الشخصية مواد سرية جداً، لا يفترض أن تخرج من النظام المحوسب المغلق التابع لجهاز الأمن. اتخذ مدير عام الوزارة قرار إقالة راماتي، بالتعاون مع وزير الدفاع موشيه يعالون.
إلا أنه بعد فترة قصيرة من انتشار خبر إقالة راماتي عبر كافة الوسائل الإعلامية، بدأت تظهر آراء متنوعة تتعلق بالموضوع، ويشكك الجميع في تناسب العقاب. وكانت خلاصة تلك الآراء: يجري الحديث عن شخصية هامة كهذه، بالنسبة إلى المنظومة الأمنية «الإسرائيلية»، وفي جعبتها تاريخ حافل من الإنجازات، لا تتم إقالتها هكذا فجأة بسبب مخالفة معلومات من هذا النوع. باقي أجزاء التحقيق سرية ويحظر نشرها، لذلك المعلومات المعروفة أقل بكثير مما هو غير معروف في ما يتعلق بإقالة راماتي، إلا أن المسؤولين في وزارة الأمن يؤكدون أنّ المعلومات الموجودة بحوزتهم لا تترك أمامهم خياراً آخر.
كـ«الجرف الصامد»… القبة الحديدية «الإنسانية»!
كتب إلياكيم هعتسني في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية:
قوة منظومة الصواريخ التي كان يفترض بها أن تسقط على كل منطقة الجنوب على أبواب «تل أبيب» كانت المفاجأة التي أعدّتها لنا «حماس» في صيف 2014. القبة الحديدية، ثمرة عبقرية مهندسينا، كانت «الجرف الصامد» الذي تحطمت عليه هذه المفاجأة. فقد أثارت منظومة اعتراض الصواريخ وتميز أطباء «إسرائيل» الذين فعلوا العجائب في انقاذ الحياة، في أرجاء العالم السؤال الحقير لماذا تعد خسائر أعدائنا بالآلاف وخسائرنا فقط بالعشرات.
إرهاب السكاكين هو الآخر فاجأنا. حتى اليوم لم نستوعب بعد أننا في حرب، وإن كان بسبب الاعتياد على تسمية الحروب الفلسطينية «انتفاضة». فالجميع يتفقون اليوم على أن الانتفاضة الثانية الاجرامية كانت من صنيع الشريك عرفات، ولم يكن تنظيمه غير ذراع فتح. ولكن في تلك الايام اعتبر من اعتقد متطرفاً ودحر إلى الهوامش. اما «الانتفاضة الثالثة» أو «انتفاضة الافراد» فتبدو لنا عفوية وغير منظمة، ولكننا سنفهم ذات يوم الإحكام والتخطيط خلف ضرب السكاكين المصادف المزعوم هذا.
مباشرة، من داخل القطاع، لا تجرؤ «حما»س على مهاجمتنا لمغبة ردع «الجرف الصامد» الذي لا يزال فاعلاً. أما ابو مازن، من جهته، فلا ينجح في أن يصدر اضطرابات شارع جماهيرية، بسبب غياب القدرة على ايقاظ الجماهير المنشغلة في نيل الرزق. والتسلل العميق لجهاز «شاباك الإسرائيلي» وتواجد الجيش «الإسرائيلي» في الميدان لا يسمحان للارهاب الاجرامي من نمط الانتفاضة الثانية. ويبقى ضاربو السكاكين الافراد أهون الشرور على سبيل الافضل والاكثر تفكراً.
غير أن التنفيذ عملياً يخيب أمل المخططين الذين افترضوا أن كل مهاجم سينتج عدداً كبيراً من الضحايا اليهود قبل تحييده. ووفق حساب لبضع هجمات في اليوم، وبتوزيع جغرافي مناسب، كانت شوارع «إسرائيل» ستصبح ساحات فزع، هستيريا وتشويش لمجرى الحياة العادي، في ظل تمزيق الهامش الحساس للتعايش، الذي ينشأ بين اليهود والعرب على جانبي الخط الاخضر، والذي يغيظ حكام غزة ورام الله على حدّ سواء.
وهذه المؤامرة هي الأخرى أفشلها اثنان: «الرجل في الشارع»، الذي انكشف كـ«القبة الحديدية» لهذه الحرب، وبما يشبه «الجرف الصامد» كان ايضاً الطبيب «الإسرائيلي». شاهد عيان يروي أنه في احدى الهجمات قرب باب الخليل في القدس رأى تياراً من الناس الفارين امام حامل السكين وتياراً آخر يركض في الاتجاه المعاكس نحو القاتل، لمساعدة المعتدى عليه ولتحييد المهاجم. وبينما الظاهرة الاولى مفهومة، فإن الثانية هي الجديد. هي، وعدد كبير من المسلحين بسلاح شخصي في الجمهور المدني.
في لحظة الحقيقة، فإن اصحاب «الرأس الكبيرة» إلى جانب قوات الامن، نجحوا حتى الآن في شل القتلة منذ الثواني الأولى لحملة القتل خاصتهم. وهكذا، فليس فقط لا ينتج هؤلاء ما يكفي من الضحايا اليهود كي يجعلوا الجهد مجدياً، بل هم يدفعون بشكل عام الثمن بحياتهم أيضاً. وكل هذا من دون أن يخرج السلاح الذي في أيدي المواطنين عن عموم السيطرة، مثلما يحصل كثيراً في الولايات المتحدة، وذلك لأنّ «المواطن الإسرائيلي» مسؤول ومنضبط على نحو رائع.
إن مساهمة الطبيب منقذ الحياة، إلى جانب تفانيه وخبرته ساهمت كلها في تخفيض عدد الضحايا اليهود مقارنة بالثمن الذي يدفعه القتلة لدرجة أنه مرة اخرى مثلما في «الجرف الصامد»، يرفع كارهو «إسرائيل» حواجبهم عجباً لعدم التناسب في عدد الخسائر بين الطرفين. وبالتالي من المتوقع ارتفاع في الطلب على «مجرمي الحرب» للتخريب على اليهود انجازاتهم في هذه الحرب ايضاً. وستقوم «نحطم الصمت» بتوفير هذه الحاجة بطواعية.
نحن جيدون في الجَلد الذاتي، وثمة سبب يدعونا إلى ذلك. ومع ذلك، فليس عار فاسدي هولي لاند ولا عار قتلة قرية دوما يعكسان الصورة الاخلاقية لشعبنا، إنما القدوة التي يقدّمها المرّة تلو الاخرى في اختبارات الحياة والموت.