حتى «الدفاع المدني»…

«جنود مجهولون»… لا بل معروفون جداً، بين التطوّع والشهادة يعيشون حياة تجسد أنبل معاني الإنسانية. هم متطوّعو الدفاع المدني الذين لا يفرّقون بين 14 أو 8، ويؤدّون واجبهم على أكمل وجه. منذ سنوات وعدهم ميشال المرّ بإقرار قانون تثبيتهم، لكن بعد ذهابه انتهى الموضوع وحتى الآن لا إشارة عن نيلهم حقوقهم. وإذا كان أخذ الحقّ لا يكون إلاّ بالاعتصامات والتظاهرات فهذا ما قاموا به. اعتصم اليوم رجال الدفاع المدني قاطعين الطريق عند الروشة وعند جسر الكولا، ما أثار حالة استياء كبيرة عند المواطنين الذين اعترضوا على فكرة قطع الطرقات، لكن حتى مع اعتراضهم على قطع الطرقات كانوا مع نيل الدفاع المدني حقوقه كاملة. لكن المجلس النيابي أرجأ قضيتهم إلى الأسبوع المقبل، فهل ينالون مطالبهم بعد وقت طويل؟


أخطأ متطوّعو الدفاع المدني بلجوئهم إلى إقفال الطرقات، فإذا كان لا بدّ من اللجوء إلى الاعتصام، كان يجب عليهم الاعتصام بطريقة حضارية، فالحقّ لا يؤخذ بالقوّة! لكن نعذر هؤلاء كونهم يقومون بأكبر التضحيات والأعمال الإنسانية وهم مجرّدون من حقوقهم الإنسانية. فأين العدل أن يستشهد رجال الإطفاء في سبيل الخدمة ولا تنال عائلته تعويضاً بسيطاً عن سنوات من الكفاح؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى