لاريجاني: المسيرة الراهنة في المفاوضات النووية مفيدة
قال مايكل مان المتحدّث باسم منسّقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون: «إننا نجري محادثات ثنائية ومتعددة مع الجانب الإيراني لمناقشة مسائل محددة ولتقييم المواقف كافة وتقليص الخلافات»، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب يعتمد على التفاوض الثنائي ويعد أفضل وسيلة لدفع المفاوضات إلى الأمام.
جاء ذلك في وقت تستمر في فيينا أعمال جولة المفاوضات النووية السادسة بين إيران والدول الست في ظل أجواء إيجابية. إذ وصف مان المحادثات الثنائية بين نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين عباس عراقجي ونظيرته الأوروبية هيلغا اشميت بالبنّاءة والإيجابية على رغم بعض الصعوبات، واستمرار أعمال جولة المفاوضات السادسة خلال عطلة نهاية الأسبوع في أوروبا، أعطى انطباعاً واضحاً عن إصرار وفدي إيران والدول الست على استغلال عامل الوقت في دفع عجلة المفاوضات إلى الأمام.
و تجري هذه المحادثات البناءة في أجواء عمل إيجابية، بحسب مان، الذي أعلن عقد لقاءات تقنية على مستوى الخبراء بين الجانبين يعقبها لقاء بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيرته الأوروبية كاثرين آشتون.
جدية هذه المفاوضات والرغبة في التوصل إلى حل ظهرت في التأكيد الرسمي استمرار المفاوضات حتى حلول موعد انتهاء الاتفاق المرحلي من دون التقيد بموعد محدد بإنهاء أعمال جولة المفاوضات الحالية.
وقال مان في تصريح للصحافيين إنه «لا يوجد موعد محدد لإنهاء أعمال جولة المفاوضات الحالية، المفاوضات مستمرة حتى الوصول إلى اتفاقية بغض النظر عن الوقت الذي تستغرقه». جاء ذلك بعد جلستين مطولتين لصوغ مسودة الاتفاق النهائي شارك نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز في إحداهما، جمع بين المفاوضات الثنائية والمتعددة أسلوب استخدمه الجانبان بشكل ساهم في التقريب بين وجهات النظر، كما أوضح المتحدث الرسمي باسم كاثرين آشتون.
وفي السياق، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني المسيرة الراهنة في المفاوضات النووية بين بلاده ومجموعة «5+1» مفيدة وتقلل وسيلة الضغط على إيران.
واستعرض لاريجاني خلال حضوره أمس اجتماع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، القضايا المتعلقة بالأمن القومي والبرنامج النووي لبلاده والقضايا الإقليمية والدولية، وأضاف أن «القضية النووية الإيرانية كانت ذات أبعاد مهمة خلال الأعوام العشرة الأخيرة». وأشاد المسؤول الإيراني بالفريق النووي المفاوض، ووصف طريقته بالمفيدة في العملية التفاوضية الجارية، وقال: «إن هذه العملية تضعف آليات الضغط على إيران».
وتطرق لاريجاني إلى أزمة العراق، وأضاف أن «المجموعات الإرهابية بتأجيجها القضايا الطائفية بين الشيعة والسنة تسعى إلى تنفيذ مخططاتها، كما أن أزمة العراق ذات أبعاد عدة وإن علاجها ليس بالإجراءات الأمنية فقط».
وفي مستهل الاجتماع تحدث أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية عن بعض القضايا الداخلية والدولية خصوصاً القضية النووية الإيرانية وأزمة العراق.
وفي شأن آخر التقى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، أمس وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش وبحث معه القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما المستجدات الجارية على الساحة العراقية. ورأى عبد اللهيان أن أسلوب الهجمات الإرهابية التي يشهدها العراق في الوقت الراهن يكشف وجود عناصر أجنبية تقود هذه الهجمات من خلف الكواليس، محذراً من تحول هذا الموضوع إلى نزعة دولية في ضوء صمت الدول.
واستعرض المسؤول الإيراني خلال اللقاء مواقف بلاده بشأن وحدة الأراضي العراقية واحترام سيادته القومية والتزام الدستور، وكذلك نتائج الانتخابات الأخيرة منبثقة عن العملية السياسية. واعتبر الوزير الإماراتي أن تمدد التطرف والعنف والطائفية يضر بجميع دول المنطقة، مؤكداً أن المشاورات القائمة بين دول المنطقة وإيران هي من أهم آليات التصدي للتهديدات الإرهابية.
وأكد قرقاش ضرورة صون وحدة وسيادة الأراضي العراقية، مشدداً على أهمية بلورة الحكومة العراقية الجديدة بأسرع ما يمكن لتذليل الأزمات التي تواجه البلاد وتعزيز المعنويات بهدف القضاء على الإرهاب وكذلك تجنب التوجهات الطائفية في البلاد. ووصف الدور الذي تضطلع به إيران على صعيد تسريع وتيرة الحل السياسي في هذا البلد بالمهمة جداً.
وعاود عبداللهيان تأكيد أن الشعب العراقي يعارض تقسيم بلاده، وأضاف أن إيران تدعم العراق حكومة وشعباً على صعيد مكافحة الإرهاب وصون وحدته وسيادته القومية.
وتابع أن التأخير في التصدي للإرهاب بذريعة تشكيل الحكومة خطأ جسيم يفسح المجال أمام صقور الحرب، وأضاف أنه «يجب العمل على التصدي للإرهاب في موازاة عملية تشكيل الحكومة على أساس نتائج الانتخابات البرلمانية الجديدة».