هل يحمل فوز المحجّبة في «ذا فويس» رسالة ما؟

هنادي عيسى

حصدت المشتركة الأردنية المحجّبة نداء شرارة اللقب في الحلقة الأخيرة من برنامج «ذا فويس» في موسمه الثالث الذي عرض على شاشة «mbc» أواخر السنة الماضية. وقد شكّلت شرارة حالة استثنائية في البرنامج، وذلك عندما تقدّمت إلى المسابقة ونال صوتها إعجاب أعضاء لجنة التحكيم: عاصي الحلاني، كاظم الساهر، وشيرين عبد الوهاب. وبناءً على قواعد اللعبة، اختارت المشتركة الانضمام إلى فريق شيرين وبدأ المشوار.

استطاعت شرارة أن تجتاز المراحل كلّها، وتفوقت على المشتركين جميعاً. كما كان لحجابها مفعول آخر فأثارت بلبلة على مواقع التواصل الاجتماعي. إذ كان هناك عدد كبير من المعترضين على مظهر شرارة كفتاة محجّبة كيف لها أن تشارك في برنامج لاكتشاف المواهب الغنائية، خصوصاً أنه من الصعب أن تتابع مسيرتها الفنية وتشارك في إحياء الحفلات بملابسها وحجابها. والبعض اعتبروا أنّ الدين الإسلامي يعتبر «صوت المرأة عورة» ولا يجوز أن تغنّي على الملأ.

لكنّ هناك مشجعين كثر لنداء شرارة، دعموها بطلب من مدرّبتها شيرين. ومما لا شك فيه، أنّ صوت شرارة جميل جدّاً وتستحق الفوز. إنما ماذا بعد الفوز، وماذا يمكن أن يمنحها لقب «أحلى صوت»؟ هل ستكمل التحدّي على رغم مقاطعة والدها لها منذ قرّرت المشاركة في «ذا فويس»؟ وهل يمكنها أن تحيي الحفلات في الفنادق الكبرى؟ حتماً لا.

ربما سيكون لنداء شرارة الحظ بالمشاركة في المهرحانات الكبرى في الأردن مثل جرش أو الفحيص وغيرهما، ومن المحتمل أن تؤدّي وصلة طربية في دار الأوبرا، وما عدا ذلك، حجابها سيحدّ من انتشارها في مجتمع محافظ تعيش فيه. يبدو أنّ «mbc» التي تعرف كيف تستفيد من الحالات التي تشارك في برامجها أحبّت أن توجّه رسالة إلى العالم أن الدين الإسلامي فيه الفرح والبهجة والانفتاح، وأنّه ليس دين الإرهاب والقتل والذبح الذي تحاول فئات وجماعات وتنظيمات أن تصوّره. وهكذا، يعتبر فوز المحجّبة نداء شرارة في الموسم الثالث من «ذا فويس» مجرّد رسالة إنسانية سيزول مفعولها مع الأيام، خصوصاً أنّ من فازوا قبلها باللقب وهم شابان: الأول مغربي والثاني عراقي، لم يلقيا الدعم مادياً ومعنوياً من شركة الانتاج التي تبنّتهما، فغابا عن الصورة الفنية بعد أسابيع قليلة من فوزهما. فما بالك بفتاة محجّبة مجتمعها يحاصرها بتقاليد من الصعب أن تخرج منها للأسف؟

يشار إلى أنّ والد نداء شرارة، سارع بعد فوز ابنته بلقب «ذا فويس»، إلى الإدلاء بتصريح يفيد فيه أنّ هدف ابنته نيل اللقب فقط، وأنّها لن تكمل طريق الفنّ، ولن توقّع مع أيّ شركة إنتاج.