هبوط أسهم الشرق الأوسط بفعل تراجع الأسهم العالمية والتوتر السعودي الإيراني

هبطت معظم أسواق الأسهم في الشرق الأوسط يوم أمس، وسط موجة بيع للأسهم العالمية بسبب بيانات صينية، بينما أدى تزايد التوتر بين السعودية وإيران إلى مزيد من القتامة في المشهد.

وهوت الأسهم الصينية سبعة في المئة بعد بيانات ضعيفة عن الصناعات التحويلية وهو ما دفع الأسواق الناشئة للتراجع بشكل عام مسجلة أكبر هبوط لها في أربعة أشهر.

وأشار محمد شبير رئيس صناديق الأسهم لدى بنك الاستثمار رسملة في دبي إلى أنّ «موجة البيع في السوق تأتي بشكل عام في إطار ضعف أسواق الأسهم العالمية».

وأضاف: «إنّ الافتقار إلى محفزات تدعم صعود السوق في الخليج يجعل المنطقة عرضة لمعاملات متقلبة».

وفي الأعوام الماضية حققت المنطقة أداء أفضل من الأسواق الناشئة نظراً لقوة الميزانيات وفوائض المعاملات الجارية لكن معظم تلك الفوائض تآكلت الآن بسبب هبوط أسعار النفط.

وكانت السعودية قطعت العلاقات الديبلوماسية مع إيران يوم الأحد الماضي رداً على اقتحام سفارتها في طهران بعدما نفذت الرياض حكم الإعدام في الشيخ نمر النمر.

وتجاهل المستثمرون المحليون بشكل كبير التوترات الجيوسياسية في منطقة الخليج لعدة أعوام لكنّ الأحداث الأخيرة تشكل تصعيداً وربما يصبح المستثمرون الأجانب على وجه الخصوص أكثر حذراً تجاه المنطقة.

وفي انعكاس لهذا الحذر تراجع الريال السعودي، مقترباً من أدنى مستوياته في ستة عشر عاما مقابل الدولار الأميركي في سوق العقود الآجلة للعملة اليوم بينما ارتفعت تكلفة التأمين على دين السعودية من مخاطر العجز عن السداد لأعلى مستوي لها في أعوام.

وتعرض المؤشر الرئيسي للسوق السعودية لعمليات بيع مكثفة في الساعة الأخيرة من جلسة التداول مع قيام المستثمرين ببيع الأسهم بشكل عام ليغلق منخفضا 2.4 في المئة.

وهبط سهم «صافولا» للصناعات الغذائية وهي إحدى الشركات السعودية القليلة التي تمارس أنشطة في إيران 3.2 في المئة. ولدى صافولا مصانع في طهران واستمدت 11 في المئة من إيراداتها في الربع الثالث من 2015 من إيران وبلغ إجمالي إيرادات الشركة من هناك ملياري ريال 534 مليون دولار في التسعة أشهر الأولى من 2015 وفق ما أظهرته بياناتها المالية.

وتراجع سهم مصرف «الإنماء» المتخصص في المعاملات الإسلامية 3.7 في المئة بعدما صعد في أوائل التعاملات. وهوى سهم «بوبا» العربية للتأمين وهو مفضل عادة لدى المستثمرين الأجانب 9.6 في المئة.

وشهدت أسهم البتروكيماويات بعض التحسن في أوائل المعاملات بعدما تضررت بشدة جراء ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي اللقيم الأسبوع الماضي في الميزانية الحكومية لعام 2016 لكنها هبطت في أواخر التداول حيث تراجع سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك 1.6 في المئة.

وانخفض مؤشر سوق دبي 1.6 في المئة مع تراجع جميع الأسهم على قائمته باستثناء سهمين. وهبط سهم إعمار العقارية القيادي 1.8 في المئة مسجلا خسائر لأربع جلسات متتالية بينما تراجع سهم بنك دبي الإسلامي 1.5 في المئة وسهم بنك الإمارات دبي الوطني وهو نادر التداول 1.3 في المئة.

وكانت أحجام التداول هزيلة لأسباب من بينها غياب المستثمرين الأجانب والمستثمرين من المؤسسات إلى حد بعيد عن أسواق المنطقة بعد عطلات نهاية العام وهو ما أتاح المجال أمام المستثمرين الأفراد المحليين للهيمنة على النشاط بأكثر من المعتاد.

وقال تامر كمال رئيس إدارة الأصول لدى بنك الاتحاد الوطني في أبوظبي: «تدافع المتعاملون ليوم واحد وتفاعلوا مع هبوط الأسهم الصينية».

وتراجع المؤشر العام لسوق أبوظبي 1.3 في المئة مع هبوط سهم دانة غاز التي دخلت وحدتها شركة نفط الهلال في نزاع مع إيران حول إمدادات الغاز الطبيعي 5.8 في المئة بينما انخفض سهم الدار العقارية ثلاثة في المئة.

وهبط مؤشر بورصة قطر 2.6 في المئة في أحجام تداول متواضعة. وتراجع سهم ازدان القابضة 4.1 في المئة وسهم بروة العقارية 3.6 في المئة.

وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية 1.5 في المئة مبدّداً جميع المكاسب التي حققها يوم الأحد في موجة بيع بشكل عام. وتراجع سهم البنك التجاري الدولي القيادي 2.5 في المئة بعدما صعد 7.4 في المئة في الجلسة السابقة. وهبط سهم «أوراسكوم تليكوم» الذي يفضله المستثمرون العرب 5.6 في المئة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى