دوزير لـ«سي أن أن»: أميركا ردّت بحذر على إعدام النمر لحاجتها للسعودية ضدّ «داعش»
قالت كيمبرلي دوزير، محلّلة الشؤون السياسية الدولية لدى «سي أن أن»، أنّ واشنطن تُدرك أهمية الدور السعودي في التحالف الدولي ضدّ «داعش» و«القاعدة»، ما يشرح موقفها الحذر بالتعليق على تنفيذ أحكام الإعدام بحق 47 متهماً معظمهم من عناصر القاعدة، إلى جانب الشيخ الشيعي، نمر النمر، مضيفةً أنّ السعوديين لا يقبلون الانتقادات المباشرة لهم وقد ينفجرون بوجهها.
وقالت دوزير، ردّاً على سؤال حول مسار المظاهرات المتوقع: «أتوقّع الكثير من الاحتجاجات خلال الأسابيع وربما الأشهر المقبلة في الكثير من مناطق الشرق الأوسط وذلك بفعل الكثير من العوامل التي كانت تتحرّك تحت سطح الأحداث في المنطقة منذ فترة، فهناك حرب بالوكالة بين السعودية وإيران في سورية واليمن.»
وأضافت: «ما يزيد الوضع سوءاً هو شعور الكثير من الشيعة في السعودية والبحرين بعدم القدرة على المشاركة في السلطة، إلى جانب صرامة القوانين في المنطقة، وبينها السعودية، حيث يجرّم قانون مكافحة الإرهاب أي انتقاد للحكومة.»
ورأت أنّ ذلك يشرح طبيعة الردّ الأميركي بعد إعدام النمر قائلة: «لذلك رأينا أنّ الردّ الأميركي كان حذراً، لأنّ الأرقام تُشير إلى أنّ السعودية مازالت تشكّل لواشنطن حليفاً رئيسياً في مواجهة الإرهاب بالحرب مع القاعدة، لذلك كان الحذر واجباً.»
وروت دوزير تجربتها في هذا المجال بالقول: «لقد تحدّثت سابقاً مع دبلوماسيين أميركيين خاضوا مفاوضات مع السعودية، وفي كل مرة كانوا يحاولون التحدّث علناً عن شيء قد يُهين السعودية كان الردّ السعودي يأتي قاسياً في وجوههم، أما النتائج الأفضل فكانت تأتي نتيجة الحوار المباشر من شخص لآخر خلف أبواب مغلقة.»
وأضافت: «اليوم أميركا تحتاج السعودية، ليس لمحاربة الإرهاب فحسب، بل أيضاً للحفاظ على التحالف القائم بوجه «داعش»، كما أنّ الرياض وفّرت الكثير من التمويل والمعدّات للمجموعات المسلحة في سورية ووجودها في التحالف ضدّ «داعش» ينفي عنه صفة الحرب الغربية ضدّ التنظيم الإسلامي المتشدّد.»
واستبعدت دوزير حلّاً قريباً للمشكلة بالقول: «طالما استمر هذا التراشق على المستوى الحكومي بين الرياض وطهران فإنّ التحركات في الشارع والاحتجاجات ستستمر، ولذلك أظن أنّ هذا الحراك قد يستمر إلى وقت طويل.»