أقصى ما تفعلون هو الموت!
العلامة الشيخ عفيف النابلسي
من منطلق انتقامي وفي لحظة مملوءة بالتناقضات، أقدم نظام آل سعود على إعدام الشيخ نمر باقر النمر.
لم يكن ذلك مفاجئاً. فمَن يعرف عقلية آل سعود ودورهم في نشر الكراهية والفساد والفتن، يعلم أنّ كلّ شرّ يمكن أن يصدر عنهم.
شخصياً، لم أكن أتوقع أن تتعامل السعودية بعقلانية وانضباط منذ أن صدر حكم الإعدام على الشيخ النمر.
لم أكن أتوقع أن تسمع أصوات الدول والمرجعيات الدينية والمنظمات الحقوقية التي تدخلت للتوسّط أو طالبت بالعفو.
لم أكن أتوقع أن تستمدّ لمسة عقل من صديق يصدقها الرأي فتمتنع عن تنفيذ الحكم لأنّ فيه بلاء عظيماً.
لم أكن أتوقّع أن تلتزم بالمحاذير الداخلية التي تهدّد الأمن فتلجأ إلى التهدئة وفتح القنوات الحوارية مع المكونات التي ينتسب إليها الشيخ النمر.
لم أكن أتوقع أن تتوشّح السعودية بملاءة القيم والمبادئ الإسلامية والقرآنية فتتعامل بالصفح والرحمة والتسامح والإحسان.
نعم ما كنت أتوقعه هو تنفيذ الرغبة الشيطانية المتوترة المسعورة التي تحلل الدماء لتوسيع دائرة النار والفتنة.
ما كنت أتوقعه هو الاستخفاف بالمناشدات الدولية واستحقار الرأي العام المطالب بالإفراج عن الشيخ النمر.
ما كنت أتوقعه من السعودية هي أن تمتطي موجة الحقد الجموحة تجاه فئة من الناس الذين لم يكونوا يوماً مواطنين حقيقيين بل مهمّشون بسبب انتمائهم الديني.
ما كنت أتوقعه هو أن يستمرّ آل سعود في جاهليتهم وعاداتهم القبلية القائمة على الثأر الأعمى.
ما كنت أتوقعه من آل سعود هو المزيد من الجنون، جنون العظمة والاستعلاء.
أما ما هو المطلوب: فهو محدّد وواضح. أن ننظف الأمة من الأوبئة والآفات التي نشرها آل سعود. وهذا يستدعي تحرّكاً سريعاً وحزماً أكيداً. اليوم المواجهة هي المنطق، والسكوت يعني أنّ عروقنا بلا دماء.
لقد قال عالمنا الشهيد مخاطباً آل سعود: أقصى ما تفعلون هو الموت، فمرحباً بالشهادة في سبيل الله. لن تنتهي الحياة بموت الإنسان، بل تبدأ الحياة الحقيقية بموته، إما نعيش على هذه الأرض أحراراً أو نموت في باطنها أبراراً.
إنّ شيئاً كالفيضان قد تراكم على مرّ السنين ويجب أن ينساح الآن الآن…