صحافة عبريّة
ترجمة: غسان محمد
اعتقال والد المُتَّهم بتنفيذ عملية «تل أبيب»
اعتقلت الشرطة «الإسرائيلية» أمس الثلاثاء، محمد ملحم والد الشاب نشأت ملحم المتهم بتنفيذ عملية إطلاق النار في «تل أبيب» يوم الجمعة الماضي، والذي تواصل القوات «الإسرائيلية» البحث عنه منذ أيام من دون جدوى.
يذكر أن الشرطة قرّرت أمس اعتقال ملحم بعد مرور خمسة أيام على العملية المذكورة، علماً أنه متطوع في الشرطة «الإسرائيلية» وهو من أبلغ بعد مشاهدة الصور على شاشات التلفزيون بأن ابنه هو المنفّذ.
يشار إلى أن الشرطة كانت قد اعتقلت شقيق نشأت ومدّدت اعتقاله يوم أول من أمس، كما اعتقلت ثلاثة أشخاص من عائلة ملحم.
نتنياهو: على «إسرائيل» الاستعداد لاحتمال انهيار السلطة
كشفت صحيفة «هاآرتس» العبرية صباح أمس، أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، قال خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية السياسية «كابينت»، الأحد الماضي، إن على «إسرائيل» إعداد العدة لاحتمال انهيار السلطة الفلسطينية.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو أكد خلال الجلسة وجوب منع سيناريو انهيار السلطة قد الإمكان، مع ضرورة الاستعداد له.
وأشارت الصحيفة إلى أن «كابينت» كرّس خلال الأيام العشرة الأخيرة جلستين لبحث احتمال انهيار السلطة الفلسطينية بسبب الجمود السياسي والتصاعد الأمني والأزمة الاقتصادية في الضفة الغربية والأزمة السياسية في القيادة الفلسطينية.
«إسرائيل» لا تُعِدّ لحزب الله شأناً!
كتب آلِكس فيشمان في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: حالة التأهب في الشمال لم تنخفض. وما بدا، حالياً، كتصفية حساب، من ناحية حزب الله، يمكن أن يتبين أنه فصل أول وليس أخيراً في سلسلة أحداث الثأر التي تعدها المنظمة على تصفية سمير القنطار. وفقط عندما تتبين صورة الاضرار التي خلفتها صلية القذائف التي أطلقتها «إسرائيل» منذ يومين نحو أهداف في جنوب لبنان، لا سيما إذا ما أوقعت إصابات، وكم عددها، سيكون ممكناً التقدير بيقين أعلى إذا كان نصر الله نزل بالفعل عن الشجرة.
صحيح حتى الآن، لدى القيادة الامنية «الإسرائيلية» إحساس بأنّ الخطوات الصحيحة التي وجّهت حزب الله نحو عملية ثأر قد اتخذت، يمكنها أن تلبي الحاجة الاعلامية للمنظمة ـ من دون التورط في مواجهة شاملة.
في الاسبوعين الاخيرين، دارت في الجبهة الشمالية حرب عقول مشوّقة. من تحت الرادار، بين «إسرائيل» وحزب الله. فاللاعبان يعرف الواحد الآخر جيداً: في «إسرائيل» أجريت تحليلات تستند إلى معرفة قدرات حزب الله، أنماط سلوكه والقيود التي يعيش فيها. وأبدت التحليلات إلى سلسلة قرارات أثبتت حالياً نفسها. ضمن أمور أخرى، اختارت «إسرائيل» أن تبقي في الظل الاستعدادات في الشمال قدر الامكان. فلم تصوّر قوافل دبابات على طرق الشمال، ولم تنطلق اعلانات دراماتيكية عن انتشار القبة الحديدية. العدو لم يرَ خلف الحدود حشوداً للقوات او تحركات استثنائية في الطرف «الإسرائيلي». بحيث أن الجيش «الإسرائيلي» ليس فقط لم يوفر له أهدافاً، إنما أبقاه أيضاً مشوشاً حول نياته.
أجريت في الجيش «الإسرائيلي» في الاسابيع الاخيرة ألعاب حربية تضمّنت أوضاعاً وردود فعل. وللدوريات على الخط أرسلت آليات ثقيلة تحت التغطية. وعليه، عندما اصطدمت دورية مؤللة بعبوة ـ تم على الفور تفعيل خطة نار دقيقة جرى التدرب عليها مسبقاً.
وتبيّن تحليل قيود القوة لدى حزب الله كتحليل صحيح: فشبكاته على الحدود السورية لا تؤدي وظائفها عملياً، وعليه فإن احتمال وقوع عملية في الجولان ليس عالياً. عمليات محتملة في أوروبا كانت ستضعه في حرج امام الأوروبيين. وفضلاً عن ذلك فإن وكالات الاستخبارات الغربية تمكنت في السنة الاخيرة من احباط محاولات تنظيمية لحزب الله الامر الذي يجعل من الصعب عليه العمل في الخارج. وإصدار عمليات من جانب المنظمة في المناطق أو في داخل الخط الاخضر يستدعي شبكات انضج مما له اغلب الظن الآن.
عملية استراتيجية مثل ضرب الشبكات البرية والبحرية بالصواريخ ستكون بمثابة اعلان حرب على «إسرائيل». والايرانيون، خلافاً للماضي، لم يدفعوا حزب الله إلى تنفيذ عمليات من شأنها أن تؤدي إلى فقدان السيطرة وتقليص أيام الاسد في الحكم. وحتى روسيا، طلبت «إسرائيل» منها أن توضح لحزب الله أنه إذا ما فتح النار ـ فلن يكون الرد متوازناً. وإلى جانب ذلك أطلق رئيس الاركان ووزير الدفاع رسائل مشابهة علناً.
ما تبقى لحزب الله عملية على الحدود الشمالية. وكانت العملية التي وقعت أمس في صيغة مشابهة لعملية الثأر التي نفّذت في اعقاب تصفية جهاد مغنية في كانون الثاني 2015 في الجبهة ذاتها، باستثناء الصواريخ المضادة للدبابات التي لم تشغل هذه المرة من قبل حزب الله، ستارة الدخان الذي ألقته المدفعية العسكرية الإسرائيلية يحتمل ان يكون قد شوّش لهم هذه المرة تشخيص الاهداف .
ويضاف إلى قيود القوة لدى حزب الله في الايام الاخيرة المواجهة الدراماتيكية بين إيران والسعودية وهو تطور يضمن الا يتحقق اتفاق في سورية قريباً وحزب الله سيواصل المراوحة لزمن طويل في الوحل السوري ولن يتمكن ايضاً من السماح لنفسه باستنزاف قواه امام الجيش «الإسرائيلي». أما «إسرائيل»، من الجهة الأخرى، فلم تخفِ نواياها لتدمير الشبكات العسكرية التي بناها نصر الله على مدى سنوات في لبنان باستثمار إيراني. هذا هو ثمن لا يمكن لمحور ايران حزب الله أن يدفعه اليوم.
لقد جاء تردّد نصر الله في الردّ على تصفية القنطار ليعبّر عن نفسه في خطاباته الثلاثة، وعلى نحو استثنائي، في غضون أسبوعين: ففي خطابه الاخير منذ أيام حاول أن يبقي في «إسرائيل» شكاً حول نيّته في العمل. فقد ألمح إلى أن «إسرائيل وحزب الله حسابات مفتوحة ولعله أيضاً سيختار ابقاء هذا الحساب مفتوحاً هو الآخر.
في «إسرائيل» لم يتأثر أحد بالخطابات. وكان الحساس بأنه على الجانب الاخر من الحدود اتخذ قرار بوضع حدود لـ«إسرائيل»: تنفيذ عملية تكون إشارة ثمنها عالٍ بما يكفي كي تؤلم «إسرائيل»، ومتدنّ بما يكفي كي لا يتم الانجرار إلى حرب شاملة. يعيش حزب الله في إحساس أن «إسرائيل» تستغل وضعه على خلفية الازمة في سورية، وفي واقع الامر، هي لا تعدّ له شأناً. وعملية أمس تحبطه أكثر فأكثر ما من شأنه أن يشجعه على أن يأخذ مخاطر أعلى في المستقبل.