ورد وشوك
قال لها: لِمَ ضنّ عليّ زماني وأخّر ظهورك في حياتي؟
مسيرتي قبلك كان فيها بناء، لكن أركانه موحشة ما كنت أظنها هكذا إلا عند لقياك. بطرفة عين عبرت كياني واستقررت في وجداني. بدّدتِ ماضيّ بأمنيات. أن يسعد بك حاضري ومعك أستشرف القادم من أيامي. ما عدت أحفل بحساب السنين، فالحياة صار طيبها عندي ينبعث حين لقياك لبضع ساعات أو حتى لثوان.
قالت: الصدفة وحدها ساقتنا لتعارف، ولقاء يدعونا لحرق كتاب كنّا بمداد العمر قد سطّرناه. هو تاريخ لسنوات تشكلنا لا يقوى أي منّا على نكرانه. فكيف نرضى أن نضرب به عرض الحائط؟
للماضي آثار لا يمكن للمرء تجاهلها، فهي امتداد له وهي بداية وجوده ومشواره. حاضرنا ما هو إلا استمرار لماضينا بحلوه ومرّه. ويبقى السؤال: كيف لنا التوفيق بين أمسنا ويومنا من دون أن نجرح بالشوك ورداً كنّا قد زرعناه؟
رشا مارديني