«المنار»

رفّت جفون بعد طول جمود وفاضت بدمع كذب، بعد أن جاءت على قميص مضايا بدم كذب.

أن يقع الإعلام بخطأ صورة فهذا وارد، أمّا الإصرار على الترويج مع جوقة من تأويلات السياسيين، فتلك حملة مبرمجة ضمن سياق الاختلاقات والتحريف، المحرّفون فيها معروفون على مرّ التاريخ.

أوضحت المنار بالوقائع والتواريخ زيف ما يُعرض على الشاشات بطريقة غير إنسانية، وتضيف عليها اليوم أمس بعض الأسئلة.

هل الجوع في مضايا استنسابي؟ يصيب الأطفال والمدنيين ويعصى على المسلحين؟ وماذا عن قوافل المساعدات التي رعتها الأمم المتحدة ووثّقتها قنوات المسلحين؟

وللمتسلّحين بالمشاهد المحرّفة، فإنّ ما تُعانيه الأمة هي زعاماتها المحرّفة التي تحاصرها بسياسات الكيد والكذب والاستنزاف، واختلاق شتّى أنواع المعارك والحروب من أجل البقاء.

في لبنان الوضع باق على حاله، لم تحرّكْه إلى الآن دعوة لانعقاد مجلس الوزراء بمئة وأربعين بنداً؟ فهل تستطيع هذه الدعوة أن تخرق صمت المواقف وهمس المشاورات؟

«او تي في»

دخلت المنطقة في حالة من التوتّر الشديد، وحبس الجميع أنفاسهم على وقع احتمالات التفجير بين الرياض وطهران… في هذه الأجواء، كان أمام أهل السلطة القائمة في بيروت احتمالان: إمّا مبادرة لبنان إلى استعادة قراره الوطني، عبر تسوية رئاسية ميثاقية، تمهّد للعب لبنان دوراً إقليمياً في الوساطة والتهدئة والديمقراطية والحرية، وإما استغلال الأزمة لتحقيق مكاسب صغيرة في سلّة نفايات حكامنا ومهملاتهم. لم يتردّد أهل السلطة في الذهاب إلى الخيار الثاني. فكّروا في سرّهم أنّ ميشال عون مُحرج الآن، ففي اعتقادهم أنّ مسألة قيادة الجيش باتت مطوية، وأنّ موقفه منها بات أضعف بعد تقاعد شامل روكز، وفكّروا أنّ قابليته لمسايرة حلفائه أكبر الآن، بعد وقوفهم معه في القطوع الرئاسي، وفكّروا أنّ ضغط الناس سيكون أكبر الآن، بما يُغطي تهريباتهم وصفقاتهم وفضائحهم بالأطنان. وبناءً على حساباتهم حضروا لجلسة حكومية تطبع الوضع الشاذ، على أن يمهّدوا لها بحوارين، مستدير وثنائي، من أجل تبليع اللبنانيين ما لا يُبلع، وعلى أن يؤدّي ذلك إلى مرور وقت طويل جداً، علّ الله يقضي به أمراً كان مفعولاً. لكن المفاجأة جاءت من حيث لم يكونوا يتوقعون، جاءت المفاجأة من حيث لا يصحّ إلّا الصحيح، ومن حيث لا يقوم إلّا الحل الرئاسي الميثاقي مئة في المئة، واللبناني مئة في المئة. جاءت المفاجأة متأخّرة عن العيد بضعة أيام. لكن ما همّ، طالما أنّ الحلول الجذرية هي العيد الذي ينتظره اللبنانيون كل يوم… يكفي هذا الكلام الآن… لنبدأ آخر أخبار السلطة الأخيرة.

«أن بي أن»

مضايا تموت جوعاً، عنوان تصدّر فجأة الاهتمام السياسي والدبلوماسي والإعلامي، لكن السؤال هو هل هناك جوع في مضايا أم حملة لتجويع مضايا؟!

هذه البلدة الواقعة على أكتاف ريف دمشق عند الحدود اللبنانية السورية وجارة الزبداني، لا شكّ أنّ مأساتها شبيهة بمأساة العديد من القرى والبلدات السورية الخاضعة لسيطرة المجموعات المسلحة والواقعة على تماس نار الجبهات القتالية المفتوحة، لكن تشويه حقيقة ما يحصل فيها ليس بريئاً في وقت سلك اتفاق الزبداني طريق الحل وهو يشهد بالأسابيع المقبلة تنفيذ المرحلة الثالثة التي تقضي بإدخال مساعدات إغاثية صحية وغذائية إلى الزبداني ومضايا وسرغايا، وكذلك الفوعة وكفريا اللتين تعيشان أوضاعاً مماثلة في ريف إدلب الشمالي.

في إثارة قضية مضايا يسجّل الكثير، بدءاً من التوقيت مروراً بتزوير الحقائق وصولاً إلى الأهداف، الجميع يعلم أنّ ما يؤخّر تنفيذ اتفاقيات المصالحة ويخرق الهدن هم المسلحون، فلماذا التصويب على الجيش السوري والمقاومة؟ لماذا روّجت صور مأساوية كشف زيفها محرك «غوغل»، فتبيّن أنّ العديد منها يعود إلى سنوات ماضية من أماكن أخرى من العالم، حتى أنّ الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي رفض تأكيد المعلومات المنتشرة حول مضايا في مواقع التواصل الاجتماعي، كيف لا يطال الجوع المسلحين الذين ظهروا بصحة جيدة، ومن نقل منهم عبر لبنان إلى تركيا وفق اتّفاق الزبداني نجح في الفحص الطبي الذي أجراه الصليب الأحمر الدولي، أسئلة عدّة تُطرح، الأبرز فيها هل المطلوب فكّ الحصار عن أهل مضايا أم عن المسلحين؟

في لبنان فكّ الحصار عن مجلس وزرائه، ودعا رئيس الحكومة تمام سلام إلى جلسة تُعقد صباح الخميس المقبل لبحث جدول أعمال قالت مصادر الرئيس سلام للـ»أن بي أن» إنّه يتضمّن بنوداً إدارية تقنية فنية بعيداً عن التجاذبات، وأضافت المصادر أنّ رئيس الحكومة دعا إلى الجلسة ومن يُحبّ الحضور فليتفضل، لكنه يأمل من الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية لأنّ الوضع لا يحتمل، وأوضحت المصادر أنّه لم يعلن أحد حتى الساعة رفضه حضور الجلسة، وعند انعقادها لكل حادث حديث.

تلفزيون لبنان

انتخب نوّاب اليوم وفي أقل من ساعة رئيساً للجمهورية… كيف؟.

بعد أربع وثلاثين جلسة انتخابية فاشلة في البرلمان، وحيث لم يجرؤ النوّاب على إكمال النّصاب أراد تلامذة تعليم الكبار، فعقدوا جلسة في المجلس وانتخبوا رئيساً من دون الالتفات إلى أي موازين أو كلمات سر خارجية أو ظروف محلية أو إقليمية.

نعود إلى جلسة النوّاب التلاميذ بعد الإشارة إلى تطوّرين:

– الأول: استشهاد عنصر من شعبة المعلومات، وإصابة ابنته برصاص مسلّحين من «داعش» في عرسال.

– الثاني: وضع الرئيس تمام سلام كل الأطراف على المحكّ من خلال دعوته إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المُقبل، وعلى جدول أعمالها مئة وأربعون بنداً.

ووسط التطورات المخيفة في المنطقة يبدو البلد بحاجة إلى تحصين للاستقرار الأمني الذي ما زال مقبولاً وفق وزير الداخلية وقائد الجيش، وللاستقرار النقدي الذي سيطرح بصدده حاكم مصرف لبنان خطة قد يكون في بنودها البورصة الإلكترونية.

وفي سبيل تحصين الاستقرار أيضاً، جولة جديدة من الحوار الذي شدّد عليه الرئيس بري بين تيار المستقبل وحزب الله يوم الاثنين.

وفي سياق التحركات السياسية تبرز زيارة وزير الداخلية للرابيه ظهر غدٍ اليوم . وفيما البحث جارٍ عن كيفية إخراج الاستحقاق الرئاسي من الثلاجة إلى الفرن، نجح مئة وسبعة وعشرون تلميذاً في عقد جلسة في البرلمان وانتخبوا رئيساً للجمهورية.

«ام تي في»

مأساة مضايا في واجهة التحرّكات اللبنانية، فالوجع السوري ربط منطقة المصنع الحدودية بالوسط التجاري وصولاً إلى صيدا، وفي الأماكن كلّها الصرخة واحدة، أنقذوا مضايا وامنعوا قتل ابنائها.

في هذا الوقت كان رئيس الحكومة تمام سلام يدعو مجلس الوزراء إلى الاجتماع الخميس المقبل لدراسة جدول أعمال يتضمّن مئة بند، لكن السؤال يبقى هل يشارك التيار الوطني الحر في الجلسة رغم عدم تحقيق مطالبه؟

رئاسياً، لا جديد رغم كل الكلام الإعلامي. فالمستقبل مُصرّ على مبادرته فيما «القوات» و«التيار» مستمرّان في حوارهما اليومي الروتيني، علماً أنّ مصادر قوّاتية نفت إلى «أم تي في» كل ما تردّد عن أنّ الفريقين يقتربان من إعلان وثيقة سياسية مشتركة.

توازياً، صدر كلام خطر عن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، يتأكّد من خلاله أنّ الحزب لم يُغيّر إيديولوجيته الأساسية بعد أكثر من ثلاثة عقود على تأسيسه، وأنّه لا يزال يؤمن بمشروع الدولة الإسلامية.

«الجديد»

بأقلّ الأضرار الممكنة يجري تفعيل عمل المؤسسات، فيعود مجلس الوزراء بجدول حافل الخميس وترتفع الأصوات تأييداً لحوار «مصبّح .. مسّي» الاثنين قبل الظهر مع الأقطاب السياسية .. وليلاً مع «حزب الله» و«المستقبل»، «ويا عين التينة ما دخلك شر».

العونيون يدرسون لكنهم يتّجهون إلى المشاركة بالتفعيل وإن بخفض مستوى التمثيل، لا بسحب السفراء تيمّناً بالمرحلة الإقليمية، ويذهب التيار إلى أبعد من ذلك فيشارك في احتواء الأزمة السعودية الإيرانية في مجلس الجامعة العربية بالقاهرة الذي يمثّل لبنان فيه وزير الخارجية جبران باسيل مسبوقاً بموقف في منتصف الطريق بين طهران والرياض، وعلى مستوى برتقالي أرفع، فإنّ بقاء «المستقبل» على مبادرته غير المُعلَنة بترشيح سليمان فرنجية يجعل من زيارة ميشال عون لمعراب قائمة، ومن تبنّي جعجع ترشيح الجنرال فكرة جاهزة للطرح النكدي إذا ما دعت الحاجة، لكن جعجع وقبل إعلانه ترشيح لدوده المسيحي فليُقدم أولاً على إنهاء مهزلة ترشيحه ويأمر بوقف الجلسات التي تُعقد من أجله وقد بلغت أمس الخميس أربعاً وثلاثين، لكن لا «المستقبل» يتبنّى ترشيح فرنجية رسمياً، ولا يُعلن تخلّيه عن اسم سمير جعجع كمرشح لقوى الرابع عشر من آذار، فيما يجول وزير الداخلية نهاد المشنوق على المرجعيات معلناً استمرار مبادرة الحريري، وهذا ما أكّده بعد زيارته المطران الياس عودة اليوم أمس .. غير أن تصريحات المشنوق في الرئاسة لا يوازيها غموضاً إلّا آراؤه حيال إجراء الانتخابات البلدية في أيار المقبل. فهو خرج من عين التينة بالأمس الخميس مقتنعاً مع الرئيس نبيه بري بضرورة إجرائها، لكن من يقتنع بالبلدية فليوسع قناعته ويجعلها نيابية كعرض شامل، ولتفرش القوانين الانتخابية على طاولة البحث في جلسة مجلس النواب ليجري اختيار ما يتوافق والدستور، بيد أنّ كل هذه الهموم الرئاسية لا تساوي لدى المواطنين اللبنانين أدنى اهتمام قياساً، أولاً على خدعة ترحيل النفايات التي اتّضح أنّ دونها عقبات، وثانياً على إرباك تجديد جوازات السفر وهي الأزمة التي فرضت علينا وعلى الأمن العام بقرار خارجي. ولأننا شعب يناصر القضايا الإنسانية، فقد اندلعت حرب مضايا على أراضينا، وانتقلت من مواقع التواصل الاجتماعي إلى الشارع بوقفات تضامنية من المصنع إلى الإسكوا، فمركز الصليب الأحمر الدولي في الحمرا نعم .. هناك مضايا.. وحصار ومجاعة .. وموت على البطيء تضوّراً .. لكن مضايا بلدة من مئات مثيلاتها عاشت سنوات تحت الحصار. اليرموك مثالاً على مدى أكثر من عام. كفريا والفوعة .. حمص القديمة .. نبّل والزهراء .. وغيرها من المدن التي لا تزال عالقة بين نظام ومسلّحين. فكلّنا مضايا وفوعا ويرموك، لكن القوى التي أرادت مناصرة مضايا استخدمت هذه المرة أدوات غير محترفة، أو أقرب إلى الغباء الذي يقتل أصحابه، فاستهلت تركيب المشاهد، وزجّت المزوّر بالحقيقي، فأضرّت بأهل المدينة المحاصرة وشوّهت قضيتهم.

«ال بي سي»

أحصت منظمة أطباء بلا حدود وفاة ثلاثة وعشرين شخصاً في مضايا من جرّاء الجوع منذ الأول من كانون الأول الماضي وحتى اليوم أمس .

هذا الرقم ليس وجهة نظر، بل هو صادر عن منظمة دولية لا يعنيها إدخال ضحايا المجاعة في سوق المزايدات فالوقائع هي التي أحصت، والوقائع أيضاً تقول إنّ المساعدات التي قالت الأمم المتحدة إنّ النظام السوري وافق على إدخالها إلى مضايا لم تصل بعد.

لبنانياً أسبوع مُقبل حافل، ذروته ستكون الخميس المقبل مع جلسة لمجلس الوزراء مثقلة بمئة وأربعين بنداً على جدول أعمالها، فيما لم يتحدّد بعد موقف التيار الوطني الحر من هذه الجلسة.

أمّا رئاسياً، فقنبلة أطلقها وزير الداخلية نهاد المشنوق من عند المطران عودة بإعلانه أنّ الرئيس الحريري مستمر في ترشيحه للنائب سليمان فرنجية، لكن عنوان هذا الترشيح هو التفاهم مع الآخرين من دون أن يحدّد من هم الآخرون.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى