كيم جونج أون: من يتخل عن برنامجه النووي فسيلق مصير صدام والقذافي

نفّذت قاذفةٌ أميركية من طراز «بي 52» طلعةً جوية على ارتفاعٍ منخفض فوق كوريا الجنوبية في أعقاب التجربة التي أجرتها كوريا الشمالية الأربعاء الماضي.

وقال الجيش الاميركي إن القاذفة القادرة على حمل أسلحةٍ نووية حلّقت لوقتٍ قصير فوق القاعدة العسكرية الأميركية في أوسان على بعد سبعين كيلومتراً جنوب الحدود مع كوريا الشمالية، قبل أن تعود الى قاعدتها.

من جهتها، قال نائب قائد القوات الأميركية في كوريا جنرال تيرانس أوشونسي: «تبقى الولايات المتحدة مخلصة في التزامها بالدفاع عن جمهورية كوريا الجنوبية وبالحفاظ على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وبتوفير الردع الشامل الذي تقدمه قواتنا التقليدية ومظلتنا النووية».

في غضون ذلك، قالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أمس إن الولايات المتحدة تدرس نشر حاملة طائرات في شبه الجزيرة الكورية الشهر المقبل، مضيفة أنه من المحتمل أن تنضم حاملة طائرات إلى المناورات البحرية الأميركية الكورية الجنوبية المشتركة لتوجيه رسالة تحذير إلى الزعيم الكوري الشمالي.

وكانت القوات الكورية والأميركية، بحسب الوكالة، تخططان لبدء تدريبات بحرية مشتركة في شهر آذار المقبل، غير أنهما تنظران في تقريب موعد التدريبات رداً على التجربة النووية بيونغ يانغ ورسالة تحذيرية واضحة لكيم جونغ أون.

ومن بين حاملات الطائرات الأميركية العاملة بالطاقة النووية التي نشرت في أقرب موقع لشبه الجزيرة الكورية، الحاملة «رونالد ريغان» المتمركزة في قاعدة يوكوسكا البحرية في اليابان.

وفي السياق، قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون إن بلاده أجرت تجربةً على قنبلةٍ هيدروجينية كخطوةٍ للدفاع عن النفس، مضيفاً أن هذه الخطوة تندرج في إطار مواجهة التهديدات الأميركية بحربٍ نووية، مؤكداً أن هذا حقٌ سياديٌ لبلاده لا يمكن لأحدٍ انتقاده.

وأشار كيم إلى أهمية توقيت التجربة وإلى إجرائها في عام مؤتمر الحزب «الذي سيكون نقطة تحول تاريخية في استكمال قضية تشوتشخي الثورية» وذلك بحسب ما قالت وكالة الأنباء الكورية.

وتشوتشخي هي إيدلوجية كوريا الشمالية وهي تجمع بين الماركسية والقومية تبناها كيم إيل سونغ مؤسس الدولة وجد زعيم كوريا الشمالية الحالي .

كيم يونج أون أكد أن السبب الحقيقي وراء إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وقتل العقيد الليبي معمر القذافي، هو التخلي عن برامج الأسلحة النووية التي كانت تثير رعب الغرب، مشيراً إلى أنهما فور تجردهما من تلك القدرات، أصبح القضاء عليهما سهلاً.

ووفقاً لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، مصدر الأخبار الوحيد في البلاد بجانب التليفزيون الرسمي، فإن بيونغ يانغ لن تتخلى عن برنامجها وقدراتها النووية، وستظل تطورها، لأنها تدرك أن من يتخلى عن برنامجه النووي، سيلقى مصير صدام حسين والقذافي.

وجاءت تلك التعليقات من الزعيم الكوري، تأكيداً لحصول بلاده على تكنولوجيا نووية متقدمة، وإجراء أول تجربة لقنبلة هيدروجينية تفوق قوتها مرات عدة القنابل النووية التقليدية، والتي تسببت في زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر، الأمر الذى أثار ذعراً عالمياً، واجتمع مجلس الأمن لمناقشة تطوراته.

وقد جرت محادثات بين واشنطن وسيول بشأن نشر أسلحة استراتيجية في شبه الجزيرة الكورية بعد التجربة الكورية الشمالية، وذكرت وسائل إعلام أن تلك الأسلحة قد تشمل قاذفات من طرازي «بي-2» و«بي-52» وغواصة تعمل بالطاقة النووية.

الى ذلك، بدأت الولايات المتحدة واليابان التحضير المشترك لإنتاج صاروخ اعتراضي بذريعة صد صواريخ كوريا الشمالية البالستية التي قد تطلقها.

وأفادت قناة «إن إيتش كي» اليابانية أمس بأن المؤسسات العسكرية للبلدين تعتزم إنتاج عناصر صواريخ «إس إم 3» «بلوك 2 أ» وتجربتها مطلع عام 2017 في المحيط الهادي عند منطقة الجزر الهاواي بإطلاقها من سفن مزودة بنظام «إيجيس» المضاد للصواريخ.

تجدر الإشارة إلى أن صاروخ «إس إم 3» المصمم من قبل الشركة الأميركية «رايثيون» اجتاز الاختبار الثاني بنجاح في ولاية كاليفورنيا الأمريكية مطلع كانون الأول الماضي.

وكانت وسائل الإعلام ذكرت أن كوريا الشمالية أجرت نهاية عام 2015 تجربة ناجحة لصاروخ باليستي قابل يمكن تزويده برأس نووي عبر إطلاقه من غواصة في بحر اليابان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى