حزب الله: الحوار هو الإمكانية الوحيدة لتنظيم الخلافات
أكد حزب الله أنّ الحوار «هو الإمكانية الوحيدة لتنظيم الخلافات»، لافتاً إلى أنّ المقاومة «فرضت نمطاً سياسياً جديداً جدياً، ومسؤولاً وصادقاً لشدّ عصب الحياة السياسية».
فنيش
وفي السياق، رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أنّ «هناك فارقاً بين أن نعبر عن موقفنا السياسي، وبين الذي يردّ على موقفنا السياسي بكيل الاتهامات أو باستخدام أسلوب لا يليق، والقول إننا نتدخل في شؤون السعودية».
وقال فنيش خلال لقاء سياسي في بلدة شقرا: «إذا كان هذا بالنسبة لهم هو مبدأ، فنسألهم ماذا تقولون عن سورية، أليس هذا تدخلاً في الشأن السوري، وماذا تقولون عن إيران، أليس هذا تدخلاً في الشأن الإيراني، وماذا عن هذا التحرك حول الموضوع المفتعل أي موضوع مضايا، أليس هذا تدخلاً في شأن سورية، وبالتالي فإنّ هذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أنهم لا ينطلقون من ثابت، ولا من مبدأ، ولا من قيمة، بل يختارون ما يناسبهم، ويستخدمون الأسلوب الذي لا يليق بتنظيم الخلاف السياسي، ولا ينسجم مع أداء الحوار الذي هو نهجنا المعتمد في مقاربة الخلاف مع مختلف القوى».
وأكد أنّ «الحوار في بلد كلبنان يتمتع بالحرية والتنوع هو الإمكانية الوحيدة لتنظيم الخلافات، فإذا شاء البعض أن يستمر به فأهلاً وسهلاً، وإذا لم يشاءوا، فهذا يعني أنهم هم من الذين يتراجعون ويصدرون المواقف ضدّ الحوار».
فياض
وأكد النائب علي فياض، أنه «على الرغم من كلّ التداعيات السلبية التي يتحمل مسؤوليتها النظام السعودي، والتي تنطلق في ذلك من عقلية تكفيرية وطاغوتية، إلا أننا نرفض أن يأخذ الموضوع طابعاً مذهبياً، ونصر على حصر المسؤولية في زيادة التوترات والنعرات والاضطراب بالاتجاه التكفيري الذي يعبر عن نفسه بداعش والقاعدة وبالنظام السعودي»، معتبراً أنّ «ادّعاء السعودية بأنها تواجه داعش لا يعني شيئاً، فهذا موقف يفتقد الصدقية، لأن هناك تضارب مصالح بينهما في بعض الجوانب، إضافة إلى وجود مساحات مشتركة كبيرة يتفقان عليها، كما هو الحال بين داعش والنصرة».
ورأى خلال رعايته حفل افتتاح قسم أورام الدم والأورام السرطانية في مركز النور في بلدة شقرا، أنّ «النظام السعودي يمارس سياسة تصعيدية مجنونة دون أفق، ويمعن في سياسة تدمير منهجي لليمن، ويوفر الأرضية المناسبة لانتشار القاعدة، كما أنه يعيق الحل في سوريا، ويسعى إلى إبقاء الأزمة مفتوحة على حساب المجتمع والدولة فيها، لأنه نظام لا يكترث بآلام الآخرين، وهو أيضاً يعطل انتخابات الرئاسة في لبنان، ويتدخل في شؤونه، ويصادر حرية حلفائه».
وشدّد فياض على «أولوية تفعيل عمل الحكومة وإعادتها إلى الاجتماع والإنتاج في إطار دستوري وقانوني وبحسب الآلية التي تم التوافق عليها».
فضل الله
واعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنّ «من يقف مع حق الإنسان في التعبير عن رأيه، يقف معه في أي مكان كان في العالم، وأن من يقف مع حق الإنسان في الحياة العزيزة الكريمة، يقف مع أي إنسان أياً كان انتماؤه أو طائفته، إلا أننا لم نسمع صوتاً لا من لبنان ولا من خارجه من الذين يدعون بالمعيار الأخلاقي في الوقوف إلى جانب حقوق الإنسان، يتحدث عن قرى في سورية قابعة تحت نير الحصار التكفيري الذي يمارس التجويع والقتل والتدمير بحق أهلها منذ سنوات».
وشدّد خلال احتفال تأبيني في بلدة شقرا، على أنه «في مواجهة ما نمر به من تحديات وصعاب، علينا أن نتمسك بالمعايير الحاكمة على سلوكنا وأدائنا، وهي معايير الدفاع عن الحق والعدالة والحرية وحقوق الإنسان، سواء كان المرتكب نظاما كنظام آل سعود، أو دولة معتدية كالكيان الإسرائيلي الذي يعتدي على الشعب الفلسطيني، أو سياسة هيمنة واستكبار كما تفعل الولايات المتحدة الأميركية».
ورأى فضل الله «أننا ورغم ما نواجهه من حرب كبرى في منطقتنا يراد منها إسقاط بلادنا كما يحصل في سورية والعراق، إلا أننا نشهد اليوم تقدماً في الميدان للمحور المناهض للفتنة والتكفيريين وسياسة الهيمنة الأميركية، وكما يعرف الجميع فإن من يتقدم في الميدان يكون هو الذي يغير المعادلة السياسية، وهذا ما تؤكده تجربتنا في لبنان، حيث أننا عندما ثبتنا في حرب 2006 في الميدان واستطعنا أن نهزم آلة القتل الإسرائيلية، وتمكنا من تغيير المعادلة السياسية، وهو ما يرى نتائجه الجميع في لبنان والمنطقة».
صفي الدين
وخلال احتفال تأبيني أقيم في بلدة برج قلاويه لعلي نورالدين والد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ خضر نورالدين، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين «أنّ من نتائج تجربة المقاومة أنها فرضت نمطاً سياسياً جديداً جدياً، ومسؤولاً وصادقاً لشدّ عصب الحياة السياسية نحو قيم الحق والصدق، وهذا ما نراه اليوم وتثبته الساحة، ونحن نفتخر ونعتز بهذا النمط، لأنه يعبر عن قيمنا وصدقنا وثقافتنا».
ولفت إلى «أنّ التركيبة اللبنانية انبثقت منها ثقافة أنتجت تجربة وتركيبة سيئة في مواجهة العدو الإسرائيلي، فحين كنا وما زلنا نقاوم ونضحي ونقدم الشهداء والجرحى والتضحيات من أجل كل لبنان، كان البعض يتحدث عن وجهة نظر في عداوة الإسرائيليين، والبعض الآخر كان لا يستحي أن يمدّ جسور التعاطي مع إسرائيل ويتعامل معها، كما أنّ البعض سخر كلّ تاريخه وأحزابه في خدمة الإسرائيلي، وهناك ما هو أسوأ من ذلك، هو أنّ هؤلاء وقفوا في المواجهات والتحديات كما في حرب تموز عام 2006 مع الإسرائيلي، وتحالفوا معه بوجه أهلنا وشعبنا وقرانا، بحيث أنهم كانوا شركاء في كل ما حصل من مآس ومظالم، والأسوأ من ذلك كله أن يقبل هؤلاء على أنهم وطنيون وشركاء حقيقيون، ولكنهم وفي حال تحدث البعض عنهم بكلمة خيانة فإنهم يثورون بالويل والثبور».
وسأل: «إذا كان الذي تعامل مع الإسرائيلي، وتآمر على شعبه، وفتح الأبواب في بلده للعدو لينكل بالشعب ويستهدفه ليس خائنا، فمن هو الخائن؟ وفي المقابل فإننا كلما تحدثنا بذلك يقولون لنا بأننا نخونهم، ولكن أيهما أصعب أن يخون شخص ما شخص آخر، أو أن يخون هذا الشخص بلده، إلا أنه للأسف فقد وصلنا إلى مرحلة لا يستحي ولا يخجل فيها البعض في أن يكون بخدمة مشاريع أعداء البلد، كما أنه لا يستحي أن يطالبنا بوجوب أن نحترمه ونقدره».