«بلدنا بتدفّينا»… مبادرة إنسانية وطنية إزاء أخوة التراب
دمشق ـ رانيا مشوّح
لأنهم أبناء الشمس، لم ينحنوا أما العواصف، ولم يختبأوا وراء جدرانهم الدافئة، إنما مزّقوا صقيع الطرقات بخطوات ثابتة، حتى يصلوا إلى أخوة الوطن. هبّوا ولبّوا نداء الإنسانية والشراكة بالدم والمصير. فحملوا الدفء إلى القلوب قبل أن يحملوه إلى الأجساد. هؤلاء هم متطوّعو الجمعية الوطنية الاجتماعية «سورية بتجمعنا»، الذين أطلقوا حملة «بلدنا بتدفّينا»، والتي تحدّث إلى «البناء» عن أهمّ أهدافها، رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ رامي الحلبي قائلاً: «انطلاقاً من قيم التكافل وتلاحم النسيج الاجتماعي في ظروف الحرب التي شُنّت منذ خمس سنوات على سوريانا الحبيبة، ولأنّ هدفنا كان وسيبقى معانقة الجراح والآلام ورسم بسمة على وجوه أتعبها البرد وأرهقتها الأزمات الاقتصادية. ومع بدء فصل الشتاء، أطلقت الجمعية الوطنية الاجتماعية ـ سورية بتجمعنا ـ حملة ـ بلدنا بتدفّينا ـ للسنة الثانية على التوالي».
وتحدّث الحلبي عن أنواع المواد التي تم توزيعها في إطار الحملة فقال: «قمنا بتوزيع عدد من الأغطية الصوفية والبطانيات والمدافئ وأسطوانات الغاز الخاصة بها، أملاً في أن نتمكن من تخفيف عبء المعاناة عن أبناء الوطن في ظل هذه العواصف».
«بلدنا بتدفينا»، حملة شملت أبناء الوطن جميعاً. فلم تميّز بين عسكريّ ومدنيّ. وفي هذا الإطار قال الحلبي: «تتوجّه الحملة بالمدافئ وأسطوانات الغاز لأخوتنا الأسَر المهجّرة في عدد من أماكن تواجدهم، والذين يقفون على أعتاب الشتاء ويحتاجون إلى كل ما يمكن توفيره لاستمرار حياتهم بشكل أقرب إلى الطبيعي حتّى حين عودتهم إلى منازلهم التي أُخرِجوا منها بالقوّة بسبب الإرهاب. كما تتوجّه الحملة إلى أُسَر بواسلنا في الجيش العربي السوري، وإلى ذوي الشهداء الأبرار في منازلهم. كما تتضمن الحملة توزيع الأغطية الصوفية على أبطال الجيش العربي السوري والدفاع الوطني في عدد من خطوط التماس الأولى في ريف دمشق».
أما عن كمية المواد الموزّعة فقال: «وزّعنا عدداً كبير من المدافئ وأسطوانات الغاز والبطانيات. إذ بدأت الحملة مع حلول فصل الشتاء وهي مستمرة حتّى نهايته. ونطمح للوصول إلى أكبر عدد ممكن بحسب الإمكانيات المتاحة».
حملة «بلدنا بتدفّينا» جالت على عدد من الأسَر والمراكز ضمن دمشق وريفها. وعن قابلية وصولها إلى باقي المحافظات السورية، أوضح الحلبي: «بدأت الحملة في محافظتَي دمشق وريف دمشق، ونطمح للوصول قريباً إلى عدد من المحافظات السورية بحسب الحاجة التي تقتضيها البيانات المتوفّرة. كما أن الحملة مستمرة طوال فصل الشتاء إذ شملت حتى الآن عدداً من مراكز الإيواء في قطنا وجديدة عرطوز، وتوجّهت إلى عدد من الجبهات وخطوط التماس كالغوطة وجوبر، وقريباً ستتوجه الجمعية إلى الزبداني وعدد من الجبهات في ريف دمشق».
وعن نشاطات الجمعية الحالية والمقبلة قال الحلبي: «أطلقت الحملة مؤخّراً عدداً من النشاطات والحملات والفعاليات منها: حملة العيد مع أهل الشهيد، المستمرة والتي تتزامن دائماً مع قدوم الأعياد، وتتضمّن زيارة أُسَر الشهداء الأبرار. كما نظّمنا حملة جيشنا عيدنا التي تضمّنت زيارة عددٍ من أبطال الجيش والدفاع الوطني في ليلة رأس السنة لمعايدتهم وقضاء العيد معهم. ونظّمنا أيضاً كرنفال ميلادك يا سورية، لرسم بسمة على وجوه أبناء الوطن بمناسبة تزامن عيدَي الميلاد والمولد النبوي. ومن فعالياتنا أيضاً حملة من حقي إلبس المستمرّة، إذ أطلقت الجمعية منذ أيام المرحلة السادسة من الحملة والتي تتضمن جمع عدد كبير من الألبسة المستعملة والجديدة وإعادة تهيئتها وتقديمها إلى الأُسَر المهجرة في مراكز الإيواء على امتداد الوطن. وهناك أيضاً مشروع الشباب نبض الوطن الذي بدأت به الجمعية منذ سنتين بموجب مذكرة تفاهم مع وزارة التربية، والذي يهدف إلى نشر ثقافة التطوّع في المجتمع عبر التوجّه إلى الطلاب في مدارس الجمهورية العربية السورية. وحملة لمسة وفا المستمرّة أيضاً، والتي تهدف إلى توزيع الكراسي المتحرّكة على جرحى الجيش العربي السوري الأبطال، إذ شملت الحملة عدداً كبيراً من المحافظات السورية وستتوجه في الفترة المقبلة إلى محافظة حمص».