دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
لبست طرابلس ثياب العيد، وخرجت كلّها تحتفل بميلاد السيّد المسيح ومولد الرسول العربي الكريم، فشجرة الميلاد كانت حاضرة في أكثر الشوارع وبأحجام متعدّدة، والأضواء أحالت تلك الشوارع إلى مهرجان ضوئي بديع، وبين شجرة من هنا وحبل ضوئيّ من هناك، برزت آيات بيّنات من كتاب الله تدعو إلى الوئام، وإلى المحبّة، وإلى ألفة القلوب.
كانت الدعوة صريحة كي تعود طرابلس إلى ذلك الزمن الجميل، يوم كنّا جميعاً نتشارك في الصيام والأعياد والزكاة، يوم كانت أم حنّا جنباً إلى جنب مع أم محمد يخبزان في تنور واحد، ويشتريان الخبز من مخبز واحد، ويزرعان الدفء معاً في بيت واحد لا سقف يحميه، ولا نوافذ تردّ الرياح عنه، ولا أبواب تحفظ حرمته.
وتسألونني عن الزمن الجميل؟
ليت الأمين مصطفى المقدّم، وميخائيل فرح، ورجائي بارودي، وحسيب غالب، أحياء ليخبروا، ويعرّفوا، ويعيدوا الزمن الجميل إلى أرصفة طرابلس، إلى ما تبقى من مدارس طرابلس، إلى كنائس ومساجد طرابلس، وإلى بحرها الذي أوجعه رحيل الأحبّة.