حزب الله والمستقبل تجاوزا قطوع الاشتباك السعودي ـ الإيراني الرئاسة تغيب عن الحوار الوطني… والحكومة تنتظر تذليل العقد

هتاف دهام

احتضنت عين التينة أمس، الحوار الوطني برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله، بحضور معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل. يؤكد انعقاد الحوارين أمس، في مقرّ الرئاسة الثانية، أنّ حزب الله وتيار المستقبل تجاوزا قطوع الاشتباك السعودي الإيراني، ولم يتمّ اللجوء إلى منطق القطيعة في الداخل مع الحوار.

إنّ المطلوب من المتحاورين الاستمرار في الحوار لمجرّد الحوار، فلا يزال السياسيون يعوّضون بالحوار غياب المؤسسات، ويسعون إلى تفعيلها، في ظلّ استمرار الفراغ، من أجل إضفاء حدّ أدنى من الحيوية السياسية، وإنْ كان الملف الرئاسي أصبح بعيداً بعيداً، فهو غاب عن الجلسة الحوارية الـ13 أمس، بغياب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، إلا أنّ غيابات الجنرال عون اعتاد عليها المتحاورون، ولا تستوجب تفسيراً سياسياً، خاصة أنّ عون هو في اللحظة السياسية الحالية، بحسب مصادر التيار الوطني الحر، في حالة انشراح، وحضور وزير الخارجية جبران باسيل بدلاً عنه، كما تقول المصادر نفسها، هو مؤشر حيوية إضافية كرئيس للتيار من جهة، وكقادم من القاهرة من جهة أخرى، وبغياب للمرة الأولى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي مثله الوزير السابق يوسف سعاده، بداعي السفر للاجتماع بالرئيس سعد الحريري يوم السبت الماضي، في لقاء لم تؤكده مصادر المردة لـ البناء ، ونفى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض لـ البناء علمه شخصياً باللقاء .

ومع استمرار الاستحقاق الرئاسي في الثلاجة، كما قال رئيس المجلس النيابي، تقدّم الملف الحكومي على بنود جدول أعمال هيئة الحوار الوطني، التي أكدت أمس في اجتماعها الذي استغرق ثلاث ساعات، ضرورة تفعيل عمل مجلس الوزراء والسعي لتذليل العقد من أمام إجراء التعيينات العسكرية في المجلس العسكري وفي قيادة قوى الأمن الداخلي وعدم تخطي الآلية التوافقية لعمل الحكومة، وحصر جدول الأعمال بالضرورات لتقريب المواقف وتأمين موافقة الجميع على حضور الجلسة في اليومين المقبلين.

وحضر الاجتماع الطارئ للجامعة العربية وامتناع وزير الخارجية عن التصويت على البيان الصادر، ورفضه ربط حزب الله بالإرهاب، في مناقشات المتحاورين، ووجه رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة النقد لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وإلى الوزير باسيل حول الموقف الذي اتخذه في اجتماع القاهرة، ما استوجب رداً من الرئيس بري دافع خلاله عن وزير الخارجية وتأييداً من رئيس الحكومة تمام سلام، وشرحاً مستفيضاً من باسيل حيال ما جرى، وتفهماً من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، كما قال لدى مغادرته.

واستهلّ رئيس المجلس كلمته بالتمنّي أن تكون هذه السنة مختلفة عن السنة الماضية، سواء بالنسبة إلى لبنان أو المنطقة، خصوصاً بالنسبة للفلسطينيين. في الجلسة الأخيرة من العام الماضي ناقشنا ضرورة تفعيل عمل الحكومة، وأنا شخصياً، بعد الذي جرى في المنطقة، وفي الملف الرئاسي لجهة التأخير أو التأجيل أو التروّي، أرى أنّ تفعيل الحكومة ضروري. كانت الأجواء إيجابية في الجلسة الحكومية الأخيرة ولا تزال إيجابية برغم بعض التحفظ الذي تُبديه بعض القوى السياسية وأنا منها، لكن هناك إمكانية لتفعيل العمل، ولم يسأل الرئيس سلام أحداً عندما دعا، فهو قرّر الدعوة إلى جلسة للحكومة وأنا أعتقد أنه من اليوم لحين موعد الجلسة ستزول العقبات، بخاصة أنّ تفعيل عمل المؤسسات يساعد على انتخاب رئيس، وأتمنى أن تحلّ هذه القضية خلال 3 أيام، وإذا كانت هناك تحفظات فسنساعد على إزالتها».

سلام: في آخر جلسة لمجلس الوزراء اتخذنا قراراً في ملف النفايات، وكلفنا وزير الزراعة أكرم شهيّب بالموضوع وأخذت قراراً بعدم عقد جلسة إلا بعد حلّ أزمة النفايات، وعقدت الجلسة وأخذنا قرار الترحيل. منذ شهر أيلول إلى شهر كانون الأول لم نكن نريد إعطاء انطباع بتعطيل الحكومة. إنّ واجبي وقناعتي يفرضان عليّ أن أتقدّم نحو الأمام، بخاصة أنّ تراكم بنود تتعلق بشجون الناس سيضرّ بالمواطنين. صحيح أنني مارست مسؤوليتي ودعوتُ لهذه الجلسة من دون التشاور مع أحد. هذه هي وظيفتي، لكن هناك أكثر من 500 بند ينتظر الإقرار، وبرغم ذلك، عملت على وضع 140 بنداً على جدول الأعمال تتعلق كلها من دون استثناء بمصالح الناس، وهي مواضيع غير سياسية وغير خلافية وليس هناك من سبب لعدم تمريرها. بكلّ شفافية أقول إنّ هناك صراعاً سياسياً في ظلّ وضع إقليمي غير مستقرّ بتاتاً، فالتنافس والتقاتل قائمان من دون رحمة، والكلّ يسأل كيف نحافظ على بلدنا؟ ففي ظلّ بعض القوانين التي أقرّت في المجلس النيابي تمكّنّا من تخطي بعض الاستحقاقات. وبالنسبة للوضع الأمني، فهو ممسوك، وهناك أجهزة ومؤسسات أمنية بالمرصاد لمنع الإرهاب إلى حدود كبيرة. إنّ مناخات وأجواء العلاقات بين القوى السياسية قد تكون دافعاً في إيجاد مناخ يساعد هذه المؤسسات على العمل ضدّ الإرهاب. هذا أمر جيد، لكن هذا لا يعني أننا ارتحنا من المخاطر المالية والأمنية، فالارتدادات والمخاطر لم تتوقف، ومسؤولية كلّ وزير لا تقلّ بتاتاً عن مسؤوليتي، والقضايا الخلافية أتمنّى أن يكون لها معالجة وحلّ. أنا منذ اليوم الأول للشغور الرئاسي كنت صريحاً، القضايا السياسية الخلافية يجب ألا نأتي بها إلى مجلس الوزراء، من دون أن ننسى ملفّ النزوح السوري، ولذلك إذا نجحنا قبل يوم الخميس في معالجة الخلافات كان به، وإذا لم نتمكن فعلينا معالجة الأمور الحياتية.

السنيورة: أتمنى أن تُعقد الجلسة، ونتمكن من معالجة أمور الناس. لقد رأينا خلال هذا الأسبوع منحى جديداً، عندما نقوم بافتراءات واتهامات وادّعاءات على طريقة أنّ شخصاً يمكن أن يتّهم ولا يسمح لشخص أن يعود إلى لبنان ويتّهمه. نحن نأسف لهذا الكلام لكننا نتعالى عنه وسنستمرّ بالحوار، وهذا هو الأسلوب الوحيد لمعالجة مشاكلنا.

الأمر الثاني الذي أريد أن أتحدّث عنه في منتهى الأهمية ويتعلق باجتماع جامعة الدول العربية في القاهرة، دائماً نقول إنّ لبنان مع الإجماع العربي، وإنه عندما أقرّ ذلك لم يكن مزاحاً بل من منطلق مَن يقدّر صحيحاً مصلحة لبنان. كم كنتُ أتمنى أن يُصار إلى دوزنة الموقف العربي، بحيث إن لا تأتي أيّ إشارة إلى حزب الله الذي هو مكوّن أساسي في البلد وأن لا يؤدّي إلى موقف تبريري بالنسبة لما حصل للسعودية.

بري: أنا أفكر أن ننقل طاولة الحوار إلى صيدا، فهناك تتحدّث بلغة حوارية.

السنيورة: أليست هذه طاولة حوارية؟

بري: أنا أدافع عن الموقف الذي صدر من الوزير باسيل، والذي لا يختلف مع ما تطالب به. بصراحة أنا خائف على الحوار، في الدول العربية كلّها لا يوجد حوار، إلا في لبنان.

السنيورة: لم أقل شيئاً غير صحيح.

بري: هذا دليل أنك منفعل، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الكلام وردّ الكلام.

السنيورة: أنا قلت إننا متمسكون بالحوار.

بري: كلّ مرة تخلق لي مشكلة.

السنيورة: لكن إذا حصل تجريح شخصي وبخاصة من رئيس كتلة؟

بري: أنت أيضاً رئيس كتلة! خلينا في الموضوع الأساسي.

السنيورة: علينا أن نتصارح.

بري: نتصارح مساء وليس الآن.

السنيورة: بالنسبة إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب كان الموقف تبريرياً، نحن نحتاج إلى صراحة، لو كنت أنا مسؤولاً لن أتطرق إلى حزب الله، ولن أُغضب زملاءنا العرب.

باسيل: كلامي كان واضحاً. أول المحادثة كان قطع العلاقات الديبلوماسية ونحن التزمنا الصمت ليوم الخميس، أنا اتصلت بالرئيس سلام واتفقنا على موقف يُشيع التهدئة. لقد انطلقت في الموقف في اجتماع القاهرة من شرعة حقوق الإنسان ضمن سقف السيادة، أكدت على معاهدة فيينا التي تدين التعرّض لحرمة السفارات، عدم التدخل في شؤون الدول العربية، وأنّ الأزمة تفترض الذهاب إلى التهدئة، وأننا أتينا إلى القاهرة للتضامن مع السعودية.

في قرار الجامعة هناك إشكالية في موضوع النأي بالنفس وتصنيف منظمات إرهابية، وأنا لم أتكلم في الموضوع، كلّ ما قمت به أنني بعثت إلى الأمين العام للأمم المتحدة بأننا نمتنع عن التصويت، أما بالنسبة إلى لبنان فقلت إننا نعترض على ذكر حزب الله وطالبت بحذف كلمة حزب الله. بكلّ صراحة هزّ الوزير السعودي برأسه إيجاباً، أما الوزير البحريني فاعترض. لقد طلب رئيس الدورة الوزير البحريني مني أن أرسل كتاباً ليضمّه كملحق احتراماً للتضامن العربي وحفاظاً على مبدأ النأي بالنفس، لم نخرج عن الإجماع العربي، وحافظنا على الوحدة الوطنية، وأوضحت الموقف أمام الجامعة العربية. لو قمنا بغير ذلك، ما الذي كان سيحصل؟ هل كان بإمكاني أن أوافق على القرار؟ كلّ الذي قمت به في القاهرة حصل بعد الحديث مع رئيس الحكومة.

أما بالنسبة إلى موضوع الحكومة فيجب أن نتعاون سوياً قبل يوم الخميس، وأتمنى أن نتوافق في المواضيع كلها، أكانت صغيرة أم كبيرة، وأن نعالج الإشكالية قبل موعد الجلسة.

وزير الاتصالات بطرس حرب: سؤال لماذا صدر قرار وبيان؟

بري: هذا الذي لم أفهمه، بخاصة أنّ موقف العراق وموقف لبنان في البيان، وفي الوقت نفسه لبنان لم يعترض على القرار؟

رعد: أنا منذ شهر ونصف لم أُدلِ بمواقف رداً على أحد، إلى أن أتى إعدام الشيخ نمر النمر وتعليق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وردّ الرئيس سعد الحريري عليه، بعد ذلك ورد خبر على لسان أحد قياديّي تيار المستقبل يقول إنّ السيد نصرالله مدان بجرائم كبرى ومكانه الطبيعي قفص الاتهام.

رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل: مَن هو هذا القيادي؟

رعد: أنا اسمه لا أنطقه من بين شفتيّ.

الجميّل: الوزير أشرف ريفي.

رعد: لقد اتّهم هذا القيادي في تيار المستقبل حزب الله بقتل قادة المقاومة الوطنية وبقتل الحريري وضباط الجيش بدم بارد وارتكاب الجرائم الكبرى، وبرغم ذلك نحن لم نعط لنوابنا وأعضاء مجلسنا السياسي الإذن بأن يردّوا، وانتظرنا أن يأتي التصحيح من تيار المستقبل، لكن ذلك لم يحصل، فإذا كان هؤلاء يحدّدون المكان الطبيعي للأمين العام، فنحن أيضاً نحدّد المكان الطبيعي لرئيسهم. لقد قلنا ذلك بدافع إيقاف هذا النمط من التصريحات. دائماً يخرج هؤلاء علينا باتهامنا بالانقلاب على الطائف، نحن عندما نتحدّث حول الطائف نتحدّث حول نقد الطائف الذي اعتبره تسوية الأمر الواقع منذ التسعينيات. ولذلك، إذا كان ثمة مَن يركب بالصدفة في كتلته ثم يتطاول على الأمين العام لحزب الله وعلى رئيس الكتلة، على الأقلّ اختاروا شخصاً عليه القيمة. نحن نتحاور لأننا مختلفون والمطلوب اختيار الخطاب المناسب لاستمرار الحوار، أما الذين أطلقوا النار علينا، فهل نسكت إزاءهم؟ وإذا رددنا تقوم القيامة؟

بري: هذا الشأن ليس موضوع هذه الطاولة، الحوار الوطني له جدول أعمال. والحوار المسائي هو المكان المناسب لمناقشة هذا الموضوع.

السنيورة: أنا ضدّ الإسفاف في الكلام من أيّ جهة أتى، سواء من فريقنا أو من الفريق الآخر.

بري: قراءة خبر في النشرة أنّ نائباً مستقبلياً يتهم حزب الله بالتحضير لاغتيالات!؟

السنيورة: أنا أريد أن أطلب من الحاج رعد أن يهدّئ من الخطاب.

رعد: مطلوب منك أيضاً أن تضبضب القصة.

السنيورة: لماذا كلّ مرة تأتون على سيرة الـ70 ملياراً، كلنا مسؤولون.

الجميّل: بالنظام. كنت أتمنى أن لا نناقش هذا الموضوع الذي سيناقش بعد 3 ساعات. أما في الشأن الحكومي هناك محطات عدة ولدينا خوف من أن نجرّ البلد إلى أوضاع خطرة، بخاصة أنّ هناك قرارات تتخذ من خارج مجلس الوزراء. على سبيل المثال نحن ممثَّلون بـ3 وزراء في الحكومة، وهناك قرارات اتُّخذت ولا علم لنا بها، مثل قرار التبادل مع ما يمثل من فضيحة كبيرة لم تحصل في تاريخ البشرية أن يتمّ أخذ القرار في دولة بالخارج من دون العودة إلى مجلس الوزراء. وفي موضوع النفايات، لا أحد بإمكانه أن يتخذ قراراً منفرداً، فأيّ قرار خارج مجلس الوزراء هو غير دستوري وغير ميثاقي. وانطلاقاً من هنا فإنّ السجالات التي تحصل مع وزير الخارجية مردّها إلى أننا لا نعود إلى مجلس الوزراء. لماذا لا يجتمع مجلس الوزراء؟ لأنّ البعض يضع شروطاً للحضور والرئيس لا يدعو إلى حلّ هذه الإشكالية. إنّ عدم الدعوة خطأ وعدم المشاركة خطأ أيضاً، ممنوع مقاطعة مجلس الوزراء وممنوع عدم الدعوة، وإذا لم نعالج هذا الوضع فسنذهب إلى مزيد من الشرذمة، وإذا أخذ الوزير باسيل موقفاً صحيحاً هذه المرة، فهذا لا يعني أنه يأخذ مواقف صحيحة في مواضيع أخرى. إنّ السياسة الخارجية لا يقرّرها الوزير وحده ولا رئيس الحكومة، إنما مجلس الوزراء مجتمعاً.

سلام: لم يحصل شيء.

الجميّل: لأنّ هناك مَن وقف ضدّ.

سلام: لا البيان التوضيحي كان موقفاً ولم يكن نزولاً عند رغبة أحد. وأتمنى أن نعود إلى جوّ التوافق، كما كنا في الأشهر الأولى من عمر الحكومة.

الجميّل: على رئيس الحكومة أن يستمرّ في دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد للبحث في الملفات والمواضيع كلّها، والذي لا يحضر يتحمّل المسؤولية، والحكومة تجتمع من دونه. إذ لا سبب للمقاطعة، إذا تمّ الاتفاق على أنّ البند الخلافي يوضع جانباً.

جنبلاط: كلّ ملاحظات الجميّل قيّمة مثل العادة. أما في موضوع النفايات، فكلنا فوّضنا الرئيس سلام. أما بالنسبة لطاولة الحوار فلا جدول أعمال لها. ولذلك خلينا نسمّي الذي حصل بغسل القلوب، وأنا أعتذر سأنسحب لأسباب صحية.

باسيل: أصبح هناك شق للقلوب.

بري: فرنجية اعتذر، لأنه خارج لبنان وسيتأخر.

حرب: نحن ندور في حلقة مفرغة. تفعيل الحكومة حتميّ ومهمّ، قضايا الناس مهمة أيضاً، لكن ما هي حقيقة ترحيل النفايات إلى سيراليون.

بري: ما يُحكى يبشر بأنّ هناك نية لتفعيل عمل الحكومة، فالرئيس سلام وضع البنود الخلافية جانباً. وتطرّق إلى الانتخابات البلدية وقال: هذه الانتخابات تحتاج إلى مجلس وزراء، لرصد الأموال وتحديد المهل، فكيف يمكن أن نواجه تمديد البلديات، هناك على الأقلّ 7 إلى 8 قرارات تحتاج إلى مجلس الوزراء. يجب علينا العمل لإقرار المواضيع المطروحة حتى لو كانت خلافية. وبالنسبة إلى سيراليون أعتقد أنّ الكلام غير دقيق.

سلام: إنّ عدم اجتماع الحكومة في الأشهر الماضية لم يكن من أرضية التعطيل، بل لإنجاز موضوع النفايات.

إنّ الحلف الإسلامي وتفجير الضاحية والملف الإنساني للتبادل، هي ملفات محصورة ومعروف إطارها. حصلت مروحة واسعة من الاتصالات في ظلّ الوضع السياسي المأزوم، فرجاء خذونا بحلمكم، لم يحصل شيء في الحلف الإسلامي، في اليوم الذي انضممنا فيه للحلف الدولي لم تجتمع الحكومة ولم تحصل أيّ ضجة، لم يعلم أحد من الوزراء بشيء. في ذلك الحين شرح الوزير ما حصل ولم يصدر تعليق واحد من أحد. وحول عملية التبادل فهذا موضوع دولي بامتياز، وطلب من لبنان وبشكل سرّي العمل وعلمنا أنّ الأمر يحصل في مكتب دي ميستورا في الشام، وبالتشاور مع الأتراك وبمعرفة الأمين العام للأمم المتحدة، وطلبنا أيضاً من الأتراك المساعدة، فهذا موضوع إنساني بامتياز والصليب الأحمر كان له دور أيضاً. لم يكن لدينا أيّ خيار آخر. أما في ملف النفايات فقال سلام للجميّل: أنت أول من اطلعت على الموضوع وكنت أكثر من دافع باتجاه أن تجتمع الحكومة، لكن مَن كان لديه الوقت لإجراء المناقصات؟ نحن نريد حلاً للمشكلة لم نهرّب شيئاً وأنا لا أهرّب شيئاً. اليوم أقول إنّ حلّ الترحيل غير مثالي، ومَن لديه أيّ خيار آخر فليقدّمه، فأنا ما زلت عند رأيي أنّ الخيار المثالي هو إقامة مطامر ومحارق، لكن لا حلّ أمامنا اليوم إلا الترحيل، برغم المشاكل الكثيرة التي نتحمّلها يوماً بعد يوم، هناك انتقادات في الإعلام والصحف عن فضائح ورشى وصفقات وسمسرات. إنها مشكلة عالمية توجد فيها ثروات. يا شيخ سامي: مع أهمية المواضيع علينا أن نكون أكثر دقة. وهنا أريد أن أعرب عن تقديري لموقف الطاشناق الذي ساعد في حلحلة الأمور، برغم حالة الغليان الموجودة. هناك تنافس وتكالب على المنطقة من دون رحمة وكأنّ مشهد «سايكس بيكو» يتكرّر.

بري: بدنا نترحّم.

سلام: أنا مع التوافق، والرئيس بري إلى جانبي، لن نترك البلد ينهار. إنّ الأمور الخلافية تناقش في الخارج وتعود إلى مجلس الوزراء. إنّ الشلل في مجلس الوزراء أكبر وأخطر من شلل مجلس النواب. إنّ قادة الدول كانوا من سنة «قابضينّا جد» أكثر من اليوم، لذلك بالكاد علينا العمل.

بري: أنا أتفهّم كلام الشيخ سامي الذي هو من باب الحرص على تفعيل العمل الحكومي.

الجميّل: كلام رئيس الحكومة غير مقبول.

باسيل: الدستور يقول إنّ السياسة الخارجية محصورة بوزير الخارجية ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، أما الأمور العادية فهي تتخذ بالتشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وفي غياب رئيس الجمهورية، مع رئيس الحكومة. إنّ الذي حصل في الحلف الإسلامي، حصل من دون معرفة وزير الخارجية، واقتصر الأمر على اتصال سعودي برئيس الحكومة، لكن في النهاية القرار يحتاج إلى آلية سياسية وعسكرية. أما عن اجتماع القاهرة فأكد باسيل أنّ ثلاثة وزراء خليجيّين تفهّموا الموقف اللبناني، وأنه قال للرئيس سلام إننا خرجنا بخير مع الخليجيين لكن المشكلة في لبنان.

وفي شأن جلسات مجلس الوزراء شدّد باسيل على أنّ التوافق ضروري في غياب رئيس الجمهورية، ولنكن واضحين وإيجابيين من اليوم إلى الخميس، أتمنى أن يقابل مدّ اليد بالمثل، إنّ الوضع ليس جيداً وتجب معالجته. وفي النفايات لا يستطيع وزير أن يأخذ القرارات استنسابياً والوزير المسؤول عليه أن يعالج الموضوع.

الجميّل: لا شك لدينا بنزاهة رئيس الحكومة، وهذا خط أحمر، لكن في موضوع التبادل لا سرّ على مجلس الوزراء.

سلام: موضوع سيراليون لم أسمع به إلا اليوم أمس ، وفي الوقت نفسه لا نية عندنا بالتصدير إلى سيراليون.

بري: ما هو عدد الشركات؟

سلام: بدأنا بـ7 شركات، لكن بقيت شركتان ويبدو أن إحداهما تتردّد وأننا سنكمل مع شركة واحدة.

بري: أكثر ما يزعجني أنّ هذه الحكومة أصبحت ضدّ الشعب.

وزير السياحة ميشال فرعون: اقترح جلسة تخصّص لإثارة موضوع سياسة النأي بالنفس، لأنّ من شأنها أن تشكّل حلًّا للشغور الرئاسي.

رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان: استوقفني كلام يتعلق بموقف لبنان من التحالف الإسلامي الذي أضاء عليه وزير الخارجية في مسألة تحمل بعض الضبابية، ولاحظنا تفاوتاً بين ما قاله وزير الخارجية حول الرسائل والطلبات التي تصل إلى الوزارة من قيادة التحالف أو المؤسسات العسكرية، وكأنّ لبنان شريك، وبين ما قاله رئيس الحكومة، نحن أمام الشيء ونقيضه. وهذا الأمر يحتاج إلى وقفة وننتظر جواب الأجهزة والحكومة حول هذه الرسائل، بخاصة أنّ رئيس الحكومة طمأننا إلى أنّ القرارات كلّها سوف تتخذ داخل مجلس الوزراء.

سلام: هذا الموضوع بحاجة لبحث في مجلس الوزراء.

حردان: علينا اتخاذ موقف من ذلك.

باسيل: نعم، هناك مراسلات، لكن لا أستطيع القول إنّ لبنان عضو في الحلف، لأنّ الرسالة ليست دعوة بل تبليغ من حلف إسلامي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى