حملة تشويه وتطرُّف دولي…
سناء أسعد
عندما تكثر الفراغات ويحين الوقت لملئها، بل يصير ملؤها حاجة ملحة، ولكنها تُملأ بنقاط أو عبارت عبرية يهودية وتصطفّ فوق سطور أميركية وتطرح بجهل وتخلف وحماقة عربانية، تصبح القراءة المنتظرة محتاجة إلى الكثير من الترجمات والإيضاحات والتفسيرات التي تتموضع ضمن بنود المسؤولية والمساءلة أيضاً والتي لا بدّ من إثارتها أمام تلك التقارير والتصريحات اليهودية من أجل ما يُسمّى محاربة الإرهاب.
فوهة البركان تتسع والحمم النارية في غليان على وشك انزلاق واندلاع سيؤدي إلى اشتعال المنطقة بالكامل إذا لم يكن هناك تسارع في الخطوات لملاحقة وتفادي وقوع تلك الكارثة الحتمية تباعاً لما جرى وحدث ضمن الكيان ذي البنيان الهشّ المُسمّى بالجامعة العربية، حيث تمت ممارسة الإرهاب الأعظم الذي صار أمر تبنيه مفضوحاً للعالم كله، شكلاً ومضموناً. ذلك الإرهاب الذي تتداوله تلك الدول في كلّ اجتماع يُعقد وفي كلّ جلسة تحالف وفي كلّ حلقة تمثيلية، وأمام كلّ موقف يتطلب الحلول الدبلوماسية والسياسية بشأن الأزمة السورية التي صارت أشبه بعقدة كونية، وبات تفكيكها وحلحلتها أمرين مستحيلين أمام الألغاز والألغام الدولية التي تتم زراعتها في الطرق كافة التي تؤدي إلى الحلول.
فكلّ تجربة طرح للحلول تقابلها آلاف التجارب في مخابر الغرف السوداء اليهودية العربانية لتزيد العقد والعراقيل التي تعطل مسار التسويات وتشلّ أي حركة داعمة له، فتصير المفاوضات عبارة عن مشهد مأساوي. مجرد فوضى واقتتال يثيران السخرية والاستهزاء.
هناك تجرّدت تلك التصريحات المبتذلة من المسؤولية، وتعرَّت من الحقيقة، فكانت بمثابة إعلان حرب جديدة بالمقاييس كافة.
فأي حلول تريد تلك الدول الوصول إليها وأي موقف يمكن تبنيه وأي سلوك يمكن اتباعه في محاربة الإرهاب، إذا كان حزب الله يصنف منظمة إرهابية؟
حزب الله المعروف بمسيرته وبرسالته وبأهدافه المقاومة، الذي كان ولا يزال وسيبقى الوجه النضالي المرسوم على خريطة العالم كله لتهديد أي وجود استعماري يهودي إرهابي في المنطقة بل في بقاع الأرض كافة، سواء أكان هذا التهديد من «إسرائيل» أم من غيرها من «داعش» و»جبهة النصرة» وأخواتهما.
فأي اعتداء سافر، وأي تطاول أحمق جاهل، مارسه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تبجّحه وكذبه وادّعائه بقلقه وتوتره وخوفه المزعوم على الأمن القومي للمنطقة والذي يشكله حزب الله.
تلك التصريحات التي نطق بها الجبير ورُفعت لها الأيدي بالموافقة ما هي إلا تحقيق لرغبة كلّ من أميركا و»إسرائيل» لفتح آفاق الحرب وتوسيع أبوابها ومنافذها ضدّ حزب الله الذي يشكل، وبكل فخر واعتزاز، خطراً كبيراً وحقيقياً بالفعل بل ويتزايد على الأمن القومي لـ»إسرائيل» وليس للمنطقة كما زعم المنافقون. أولئك الخونة العملاء الذين سطروا ملاحم العار والزندقة على مزابل التاريخ التي لم تعد تتسع لحماقتهم وخداعهم وخدعهم المرئية والغير مرئية. حملة تجنٍّ كبيرة تحمل الكثير من مشاهد الخيانة العربية متمثلة بأقبح وأسوأ الطرق وأكثرها ابتذالاً.
نحن ندرك عدم الوعي والغباء المطلق والحياد والانحياز والعشق للوجود «الإسرائيلي» الذي يتبناه آل سعود في المنطقة، وقد رأينا الوجه الإرهابي والوهابي الحاقد لآل سعود، لكننا لن نقبل بتجاوز الحدود والخطوط الحمراء. لن تقبل بذلك الغباء عندما يمسُّ جوهر الوجود النضالي والكفاحي والحقيقي المتمثل بحزب الله وإيران وسورية. هذا الجوهر الذي تتكالب كافة الدول العربانية اليهودية والغربية لمحاولة خرقه وتحطيمه وتفتيته.
نحن ندرك أن لا طرق ولا أسس جدية ولا مواقف حقيقية صادقة لمحاربة الإرهاب داخل الإراضي السورية مهما كثرت التحالفات والاجتماعات الواهمة، لكننا نرفض التسليم باستغلال هذا الطرح وبرمجته ليتمحور حول هدف أساسي هو تضييق الخناق على مخارج الحلول للأزمة السورية والذي يتطلب الحصار المفروض بخطة يهودية غربية على القوى المقاومة سواء أكان حزب الله أم إيران.
لن نقبل أن تكون تلك الاتهامات السافرة من أهل الإرهاب أنفسهم. من المعتدين والغاصبين المتكالبين لإثارة النعرات الطائفية بصناعة الحروب بمحاورها كافة، وإلقاء أعباء تكاليف الصنع على القوى التي تقف في مواجهة تلك الحروب، أي صناعة الحروب من جهة وصناعة عدم المواجهة من جهة أخرى.
اعتداءات حاقدة وتهجُّمات فوضوية خالية من المسؤولية، تُقابلها حملة إدانات حمقاء تثير الاستفزاز من أصحاب الاعتداءات أنفسهم.
وأخيراً، لا يمكنني القول إلا أنه يجب وضع حد لهؤلاء ومساءلتهم قانونياً، ومواجهة حملة التشويه الجاحدة الحاقدة في حق حزب الله المقاوم والتي تطلبتها عملية التجميل «الإسرائيلية» في المنطقة.