تامر اسحق لـ«البناء»: وجود أبطال عرب في «خاتون» يغني السيناريو
دمشق ـ آمنة ملحم
في وقت ما زال عدد من الفنانين السوريين يقبعون خارج حدود بلادهم، مبتعدين عن الأرض والدراما السورية معاً، يبدو أنّ صنّاع الدراما حصّنوا أنفسهم، فلم يعد الأمر يشكل عائقاً أمامهم، إنما استمرّوا في دراماهم معتمدين بدايةً على الجيل الدرامي الجديد، بينما وجد البعض ملاذاً في الدراما العربية المشتركة التي بثّت روحاً جديدة وخيارات كثيرة أمام صنّاع الدراما، وشرّعت الأبواب أمام الفنانين العرب ليكونوا شركاء الفنانين السوريين في نجاح الدراما السورية، هذا النجاح الذي صنعته الأيادي السورية بشقّ الأنفس على مدى سنوات وسنوات.
واليوم، لم تعد الدراما المشتركة النافذة الوحيدة لاختلاط الدماء العربية الفنية. بل فتحت نوافذ عدّة لهذا الاختلاط بقرار اتخذه السوريون أنفسهم، ووضعوا له مبرّراً درامياً هذه المرّة. فمع الإعلان عن الأعمال الدرامية للموسم الجديد، وكان أحدها مسلسل «خاتون» الذي يُصوَّر حالياً في حارات دمشق الشعبية، ويدخل ضمن إطار دراما البيئة الشامية التي لا تزال تحافظ على شريحة من الجمهور المترقب لها كلّ سنة رغم كلّ ما يطاولها من انتقادات تكاد لا تتوقف. نجد قائمةً من أبطال عرب يشاركون بأدوار أساسية في العمل الشامي.
مخرج العمل تامر اسحق دافع عن الشراكة الفنية في العمل، مؤكّداً لـ«البناء» أن وجود أبطال عرب في العمل مبرّر درامياً مئة في المئة. فالممثلون العرب في «خاتون» لا يجسّدون شخصيات سورية، إنما شخصيات عربية وفرنسية. ولهجتهم ليست اللهجة الدمشقية. كما أن وجودهم في السيناريو ليس إسقاطاً، إنما هو وجود أصيل من صلب الحبكة.
وأكد اسحق أن وجود الممثلين اللبنانيين كطوني عيسى ويوسف وورد الخال وغنوة محمود، إلى جانب حسن كشاش من الجزائر، يغني السيناريو ويزيد من إقناعه. لا سيما أن حوارهم يعتمد في جزء منه على اللغة الفرنسية. وفي النهاية هم لا يجسّدون شخصيات شامية في هذا العمل.
ولكن، بالعودة إلى الأعمال الدرامية من نمط البيئة الشامية، نجد أن أيّ عمل قد لا يخلو من وجود شخصيات أجنبية تتحدّث اللغة الفرنسية. ولطالما نجح الفنانون السوريون بتأدية هذا النوع من الشخصيات من دون أي عائق شكّلته اللغة. ما يضع الفنانين العرب المشاركين والمخرج أمام تحدّ صعب لإقناع المشاهد والنقّاد بقبول الملامح الجديدة في العمل، ويقرع في الوقت ذاته ناقوس الإنذار في وجه الفنانين السوريين، إزاء توسّع دائرة الخيارات أمام صناع الدراما، ما قد يسحب لقمة عيشهم من أيديهم شيئاً فشيئاً.
ويُعدّ «خاتون» البطولة الأولى لفنانين لبنانيين في دراما البيئة الشامية الذين يقفون إلى جانب مجموعة من النجوم السوريين من أبرزهم باسم ياخور وسلافة معمار وكاريس بشّار وسلّوم حداد وكندة حنا وميلاد يوسف وأيمن رضا وزهير رمضان ومعتصم النهّار وجيني إسبر وشكران مرتجى وندين تحسين بك وغيرهم، في «فانتازيا شامية» بعيدة من النمطية التي سادت صورة «الحارة»، على أن يبدأ عرض العمل في رمضان المقبل على مدى ستين حلقة، وهو من إنتاج «غولدن لاين»، وتأليف طلال مارديني، ومعالجة درامية لسيف حامد، وإخراج تامر اسحق.