«مثل القمر»… نكسة في الدراما اللبنانية
هنادي عيسى
لا شكّ في أنّ الدراما اللبنانية تحتاج إلى وجوه جديدة. ومن حقّ المنتجين البحث عن هذه الوجوه في الاتجاهات والمجالات كافة، وذلك بهدف إثراء الأعمال الدرامية التي يزمع صنّاع الدراما اللبنانية تقديمها في السنوات المقبلة، بعيداً عن الأعمال العربية المشتركة التي لها حساب آخر. لكنّ ما نتابعه على الشاشة في الوقت الراهن، يعتبر نكسةً. وتحديداً مسلسل «متل القمر» الذي بدأ عرضه قبل أيام على شاشة «mtv» للمنتج مروان حداد، الذي ينادي بالصوت العالي منذ أشهر أنّ الأعمال اللبنانية ستغزو المحطات العربية قريباً.
إذا اتخذنا مسلسل «مثل القمر» نموذجاً، فحتماً ستكون النتيجة كارثية. وقبل الخوض في تفاصيل هذا العمل، لا بدّ أن نطرح سؤالاً على المنتج مروان حداد: ترى، ما هي الغاية من الاستعانة بمغنّيات ومذيعات، وإسناد أدوار البطولة إليهن، أو أدواراً ثانية وثالثة، وهنّ لا يملكن أيّ موهبة؟ في البداية كانت ريتا حرب، وبعدها يمنى شري، واليوم كاتيا كعدي، وستيفاني صليبا التي تلعب دور البطولة في «مثل القمر»، إلى جانب النجم المدلّل حالياً لدى حداد… وسام غسان صليبا، وعدد من الوجوه المخضرمة مثل جهاد الأطرش ووفاء طربيه وعمر ميقاتي. أما الإخراج فهو لنبيل لبّس، والنصّ «عرّبته» ليال حداد من اللهجة المكسيكية إلى اللبنانية بطريقة كرتونية.
وإذا أردنا أن نقيّم أداء ستيفاني صليبا، فهو ضعيف جدّاً ولا يبيّن أيّ بذرة موهبة تمثيلية لديها. صحيح أنها جميلة والمخرج حاول إبراز مفاتنها في الحلقة الأولى بارتدائها فستاناً صيفياً قصيراً وتصطاد السمك على شاطئ البحر، إلا أنها تلتقي البطل في مشهد آخر في المزرعة بالفستان الصيفيّ، بينما هو يرتدي سترة جلدية تقيه البرد. هنا يبرز أن المخرج أحب الاستفادة من المظهر الخارجي للبطلة على حساب المصداقية. كما أنّ تقطيع المشاهد بدائيّ ويشبه المسلسلات المصرية القديمة. إذ يُقطع المشهد في منتصفه لينتقل المخرج إلى مشهد آخر ثم يعود ليتابع المشهد الأول. والكارثة الكبرى في هذا العمل، أنّ الزمن الذي تجري فيه الأحداث غير محدّد. فوسام صليبا شكله الخارجي مطابق للعصر الحالي، بينما السيارات المستعملة من السبعينات، وأيضاً ملابس جهاد الأطرش معاصرة بينما ملابس زوجته كاتيا كعدي من الستينات.
«مثل القمر» خلطة غريبة عجيبة تصبّ في خانة نحر الدراما اللبنانية، تماماً مثل مسلسل «ذات ليلة» للمنتج إيلي معلوف.