تتضمن 20 رجل أعمال لبنانياً والمقاومة لن تتهاون

حاورته: روزانا رمّال ـ تحرير محمد حمية

أكد مدير مركز «دال» للإعلام فيصل عبد الساتر أنّ «البيان الذي خرج به اجتماع وزراء الخارجية العرب وإشارة بعض الدول إلى ربط حزب الله بالمنظمات الإرهابية، غايته تحقيق مطلب السعودية التي عملت مع المخابرات الأميركية على تحقيقه منذ فترة طويلة».

وأشار عبد الساتر في حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز» إلى «أنّ ما تريده السعودية في هذه القضية هو إعادة رفع منسوب التوتير المذهبي في المنطقة ليشكل احتماءً للسعودية التي خسرت الكثير على مستوى الملفات السياسية في المنطقة من خلال استصدار مثل هذه القرارات، كي تذهب بها إلى مجلس الأمن الدولي».

وأعرب عبد الساتر عن اعتقاده بأنّ تصنيف حزب الله منظمة إرهابية «هو عودة إلى مضمون القرار 1559 الذي صنّف حزب الله بأنه ميليشيا وليس مقاومة»، محذراً من أنّ «خطورة هذا التصنيف تكمن في أنه يُشرِّع أي عمل عسكري ضدّ حزب الله، ما يضرب الفكرة الأساسية التي قامت عليها البيانات الوزراية منذ اتفاق الطائف حتى الآن وإسقاط معادلة الجيش والشعب والمقاومة».

وشدّد عبد الساتر على أنّ فتح ملف مطار بيروت اليوم يعود بنا إلى الذاكرة إلى ما حصل في 7 أيارعام 2008، متسائلاً: «ألم تفجر قرارات5 أيار في موضوع المطار وموضوع شبكة اتصالات المقاومة البلد»؟ وحذر من أنّ «هناك من يرسم مجدّداً سيناريو الانفجار في الساحة اللبنانية، رغم حرص حزب الله وتيار المستقبل على مواصلة جلسات الحوار في عين التينة».

وإذ كشف عن لائحة جديدة تتضمن 20 إسماً إضافياً من رجال أعمال وضعوا على لائحة العقوبات الأميركية، نبّه عبد الساتر من أنّ «المقاومة لن تتهاون على المستوى الرسمي ولن تقبل أن تبقى الحكومة ذليلة»، مؤكداً أنّ «قيادة المقاومة ستتصرف بما يمليه عليها ضميرها بحكمة وصبر وتعقُّل، لكن عندما تصل الأمور إلى تخطّي الحدود، من حقّ المقاومة اتخاذ الإجراءات المناسبة في ضوء التطورات».

وفي الشأن السوري، اعتبر عبد الساتر أنّ «تحرير سلمى وعودتها إلى حضن الدولة تشكل ضربة كبيرة للمشروع التركي في المنطقة الشمالية الغربية من سورية»، متوقعاً تقدماً سريعاً للجيش السوري قبل انعقاد مؤتمر جنيف أواخر الشهر الحالي.

وفي ما يلي نصُّ الحوار كاملاً

هل تعتقد أنّ سلسلة الاستهدافات التي يتعرض لها حزب الله مقدمة لمخطط ما يحضر له على الساحة المحلية؟

ـ ما يحدث اليوم، خصوصاً البيان الذي خرج به اجتماع وزراء الخارجية العرب وإشارة بعض الدول إلى ربط حزب الله بالمنظمات الإرهابية، غايته تحقيق مطلب السعودية التي عملت مع المخابرات الأميركية على تحقيقه منذ فترة طويلة. هذا الاستهداف ليس مفصولاً عن الاستهدافات التي سبقته ويمكن أن يكون القرار 1559 من ضمن القرارات التي تعرضت للمقاومة وأحدثت توتراً كبيراً على الساحة الداخلية. هذا القرار يستحضر، بشكلٍ أو بآخر، كلما سنحت الفرصة، والآن هناك استهداف للمقاومة بشكل مباش. ما تريده السعودية في هذه القضية هو إعادة رفع منسوب التوتير المذهبي في المنطقة ليشكل غطاء للسعودية التي خسرت الكثير على مستوى الملفات السياسية في المنطقة وأحد العوامل الأساسية التي تعيد لها شيئاً من القوة أن تسعى هو استصدار مثل هذه القرارات حتى لو لم تكن ملزمة أو غير متطابقة مع ميثاق الجامعة العربية، كي تذهب بها إلى مجلس الأمن الدولي. السعودية تريد أن تكلف الأمين العام لجامعة الدول العربية الذهاب إلى الأمم المتحدة ليحمل معه مثل هذه التوصية لإدانة حزب الله دولياً. المقاومة تواجه هؤلاء على المستوى الميداني في سورية والعراق واليمن بعد أن أصبحت الساحات مترابطة، هو استهداف مناخ المقاومة في كلّ المنطقة والتي تقف في وجه المشروع الوهّابي السعودي ـ «الإسرائيلي» و«الأميركي». المشروع المعادي واحد ولا يمكن فصل ما تريده السعودية وأميركا عمّا تريده «إسرائيل» ويريده الإرهاب. إنّ وضع رجال أعمال محسوبين على بيئة المقاومة على لائحة العقوبات المالية يشكل ضربة قاسية بالمعنى النفسي والاقتصادي للمقاومة وبيئتها، وهذا ما أشار إليه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بعد اغتيال الشهيد سمير القنطار ولم يكن الأمر هاماً لما أدرجه في سياق خطابه.

هل يُمكن اعتبار فتح ملف مطار بيروت مرحلة جديدة من المواجهة مع حزب الله؟

ـ بالتأكيد، هي مرحلة جديدة من المواجهة مع الحزب والسيد نصرالله أراد الحديث عن هذا الموضوع في خطابه الأخير ليوجه ثلاث رسائل، الأولى أنّ هذا العالم الذي يستهدف المقاومة وبيئتها لن يألواً جهداً لإيجاد وسائل سوف يستخدمها ضدها. الثانية أنّ السيد يريد أن يكشف كيف أنّ هذا العالم يتنقل من خطوة إلى خطوة من الاستهداف. أما الثالثة فهي تحميل المسؤولية للسلطات الرسمية الداخلية، بأن يكونوا رجالاً وأن لا يخضعوا لهذه القرارات، لأنهم إذا خضعوا في أي ملف سيخضعون في كلّ المشاريع التي يريدها الحلف المعادي للمقاومة. هذا الاستهداف هو جزء من عمليات الاستهداف المُبرمجة ضدّ حزب الله. الحديث عن أنّ حزب الله منظمة إرهابية هو عودة إلى مضمون القرار 1559 الذي صنف حزب الله بأنه ميليشيا وليس مقاومة، وخطورة التصنيف تكمن في أنه يبرِّر ويشرع أي عمل عسكري ضدّ الحزب وهذا يضرب الفكرة الأساسية التي قامت عليها البيانات الوزراية منذ اتفاق الطائف حتى الآن. فعندما يفصلون المقاومة عن الجسم البشري والمعنوي والوطني العام، فهذا يعني أنّ المقاومة عصابات، وبذلك تسقط معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

هل هناك محاولات اليوم لمساواة حزب الله بتنظيم «داعش»؟

ـ نعم هناك محاولات لتشويه صورة حزب الله داخلياً وعربياً وإسلامياً ودولياً ووضعه في مستوى «داعش»، كتنظيم إرهابي، لكنّ هذه المحاولات لن تنجح، لأنّ العالم يعرف أنّ حزب الله يقاتل الإرهاب ويقاتل «داعش» وهناك خلاف كبير في المنطلقات الفكرية والأيديولوجية بينهما.

هل نشهد اليوم مرحلة شبيهة بمرحلة ما بعد العام 2005؟ وهل يشكل فتح كلّ هذه الملفات تمهيد الأرضية لتنقضَّ «إسرائيل» بحرب جديدة على لبنان؟ وما هو دور تيار المستقبل في ذلك؟

ـ فتح ملف مطار بيروت اليوم يعود بنا بالذاكرة إلى ما حصل في 7 أيارعام 2008. وهنا نسأل ألم تفجر قرارات5 أيار في موضوع المطار وموضوع شبكة اتصالات المقاومة البلد؟ أليس من يسمّي نفسه بيضة القبّان وصمّام الأمان مسؤولاً عن الكارثة التي وصلنا إليها؟ ألم يجرّ البلاد إلى القرارين الشهيرين نتيجة حقده التاريخي على سورية. الحملة الجديدة الآن على مطار بيروت تقول للبنانيين إنّ هناك من يرسم مجدّداً سيناريو الانفجار على الساحة اللبنانية مع حرص حزب الله وتيار المستقبل على مواصلة جلسات الحوار في عين التينة، لكنّ بيانات كتلة المستقبل توحي بأنّ هناك حرباً قائمة.

ألا يتصرّف حزب الله بالازدواجية نفسها التي يتصرف بها تيار المستقبل؟

ـ لا، تيار المستقبل يحاول من خلال تصريحات نوابه ومسؤوليه أن يظهر أنّ حزب الله جزء من ولاية الفقية وتابع لإيران لإخراج المقاومة من اللبنانية إلى الإقليمية للإيحاء بأنّ حزب الله ليس لديه قرار وطني. هذا الموضوع يدركه حزب الله ويقول لهم أن يكفوا عن ذلك، لأنه لا يستنتد إلى المنطق وما يجري تستفيد منه القوى الأخرى تحت عنوان خدمة «إسرائيل» ويحول 14 آذار إلى لسان «إسرائيلي» لمحاصرة المقاومة. حزب الله يريد أن يبعد الفتنة ولا يريد أن يبدأ الطلقة الأولى في أي مواجهة كبيرة، بل يريد سحب كلّ فتيل أو شرارة تؤدي إلى مواجهة في الميدان على الأقل. رغم كلّ الاستهداف والتصعيد، ستبقى المقاومة متمسكة بالحوار حتى ينقطع النفس وإذا انقطع النفس، على الآخرين أن يفسروا الأمور.

هناك إجراءات مفروض على الحكومة تطبيقها نتيجة الطلبات والقرارات الخارجية. في رأيك، كيف ستتصرف قيادة حزب الله حيال ذلك؟

ـ هناك من يريد وضع المقاومة بين خيارين، بين الركون إلى ما تريده الجبهة المتآمرة والمتعاونة والمشتركة بالتخطيط مع الأميركي و«الإسرائيلي» وبين أن تستمر في حماية كرامة الأمة وحفظ دماء الشهداء، لكنّ المقاومة لن تلتزم أو تتهاون، على المستوى الرسمي، ولن تقبل أن تبقى الحكومة ذليلة ولا يمكن لأحد أن يتجاوز حزب الله والمقاومة في هذا الأمر. ما الدافع خلف فتح ملف مطار بيروت والحملة على حزب الله في موضوع حصار مضايا؟ لماذا محاولة نسيان ما أقدمت عليه السعودية بإعدامها الشيخ نمر النمر وآخرين ضمن مخطط لاستدراج الدول العربية والإسلامية ضدّ إيران؟ الهدف من عقد جلسات تشريع الضرورة منذ أشهر هو تمرير ما يسمى المبادرة الرئاسية، كان المطوب تأمين نصاب معين لانتخاب رئيس وكان هناك ضغط من قبل أميركا لتمرير بعض القرارات المالية والمراقبة المالية والجميع سقط في هذه الخديعة والأيام ستكشف أنّ ما حصل كان خطأ كبيراً.

هل تعتقد أنّ حزب الله محرج أو مقيد في الحكومة، وهو لا يستطيع توقيف أي تصنيف تطلبه السعودية ويريد بقاء الحكومة المؤسّسة الوحيدة المتبقية في البلد؟

ـ هل المطلوب في كلّ هذه المواجهة المفتوحة أن يبقى حزب الله وحيداً؟ أين الأطراف السياسية الأخرى في كلّ المواقع والتصنيفات؟ ألم ينقشع أمامها ما يجري في المنطقة وأنّ الهدف منه هو إسقاط سورية وتحويل المقاومة إلى إرهاب ورأس السيد نصرالله ورأس الرئيس الأسد وإيران؟

النائب أحمد فتفت يقول إنّ الرئيس بشار الأسد لم يعد يشكل خطراً على لبنان بقدر ما يشكله حزب الله، ما رأيك؟

ـ نقول لفتفت إنه طالما أمثالك موجودون في لبنان سوف يتحول إلى ملعب يلعب فيه كلّ اللاعبين في العالم، لأنهم يجدون في لبنان من يكون عميلاً ومتوافقاً مع مشاريعهم. الأطراف في الحكومة إما أن تكون شريفة وإما أن تنسحب وليس هناك منطقة وسطية. المحاولات أصبحت معروفة ومكشوفة ويُراد منها دقّ الإسفين في الساحة اللبنانية وأن تصبح المقاومة مستهدفة وملاحقة أفرادها وتبرير قتلهم في الساحة اللبنانية. هناك لائحة جديدة من 20 إسماً إضافياً لرجال أعمال وُضعوا على لائحة العقوبات الأميركية، واللائحة نفسها التي تصدر من الـ«سي أي آي» تصدر من المملكة الإرهابية السعودية. كلتاهما تنفذ ما تريده «إسرائيل»، الكلّ يجب أن يقف عند حدّه، وعدم تنفيذ الأوامر الاميركية. حزب الله والمقاومة ستتصرف بما يمليه عليها ضميرها بحكمة وصبر وتعقل، لكن عندما تصل الأمور إلى تخطّي الحدود، من حقّ المقاومة اتخاذ الإجراءات المناسبة في ضوء التطورات.

هل الهدف من المبادرة الرئاسية فصل حزب الله عن حلفائه، لا سيما حليفه المسيحي وعزله عن نسيجه الوطني؟

ـ هناك من يقول إنها مبادرة أميركية ـ فرنسية بيد وهابية عبر الحريري الذي ينفذ ما تريده السعودية. لا مصلحة للبنان ولا للمقاومة في أن نذهب إلى انتخاب رئيس بمعزل عن شخصيته من دون السلة المتكاملة. لن نأخذ رئيساً ونعطيهم البلد، حزب الله مرشحه الأساسي والثابت العماد ميشال عون وإذا رشّح رئيس القوات سمير جعجع العماد عون، فإنّ حزب الله سيعتبر ذلك انتصاراً سياسياً له، لكنّ تسمية جعجع لعون لا تعني أنّ عون سيصل إلى الرئاسة قريباً. لكنّ السؤال: لماذا نعطي السعودية هذا الامتياز بأن تختار رئيس الجمهورية وتحدّد رئيس الحكومة ضمن التسوية التي تريدها؟

كيف ترى إنجاز الجيش السوري في سلمى بريف اللاذقية وما تأثيره على المخطط التركي في الشمال والساحل السوري؟

ـ تحرير سلمى وعودتها إلى حضن الدولة يشكل ضربة كبيرة للمشروع التركي في المنطقة الشمالية الغربية من سورية. تقدم الجيش السوري سوف يكون سريعاً جداً قبل أن يأتي موعد المؤتمر المقرّر في الخامس والعشرين من هذا الشهر في جنيف المخصّص للأزمة السورية. تحرير سلمى مرتكز يحول المعركة إلى مسار آخر، أولاً، يستطيع الجيش التحكم بمفاصل عديدة منها سهل الغاب من الجهة الغربية وبين إدلب من الناحية الشرقية وثانياً يمنع الجمعات الإرهابية من قصف اللاذقية. لكن هل ستتعظ تركيا وتفرمل هذا الجنوح المتواصل من خلال التدخل في سورية بشكل كبير؟

يُبثّ هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساء ويعاد بثه عند الساعة الحادية عشرة ليلاً على قناة توب نيوز التردُّد 12034

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى