إيران عازمة على الاتفاق ولكن ليس بأيّ ثمن
أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده ومجموعة 5+1، متفقتان على نحو 50 في المئة من نص الاتفاق النووي الشامل، مضيفاً أن ذلك لا يعني وصول الطرفين إلى اتفاق حول نقاط الخلاف الأساسية.
وأكد الوزير الإيراني في تصريح أمس في العاصمة النمساوية فيينا، أن وفد بلاده المفاوض لن يسمح بالمساس بالبرنامج النووي الإيراني، وقال: «إننا نسعى إلى الوصول إلى حلّ لقضية البرنامج النووي الإيراني يُضمن فيه الحصول على أحدث التكنولوجيات في العالم وإلغاء القيود الاقتصادية المفروضة على الشعب الإيراني بسبب الحظر، وكذلك توفير الأرضية للتعاون في المجال النووي وإمكان زيادة معرفتنا التكنولوجية وصون المنجزات المتحققة للبلاد لغاية الآن».
واستؤنفت في العاصمة النمساوية فيينا أمس، المشاورات بين مساعدي الخارجية الإيرانية عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي ومساعد منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي هيلغا اشميت، وجاء هذا الاجتماع التشاوري بين الجانبين لصوغ مسودة نص الاتفاق النووي الشامل بين إيران والمجموعة الدولية.
وكان ظريف وأشتون ومساعديهما قد عقدوا منذ يوم الجمعة الماضي لغاية أمس كثيراً من المشاورات لصوغ مسودة نص الاتفاق، فيما بدأت الجولة السادسة للمفاوضات الخميس الماضي رسمياً برئاسة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.
وعلی صعید متصل أعلن أحد أعضاء الوفد الإيراني المفاوض احتمال حضور وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة 5+1 إلى فيينا نهاية الأسبوع للمشاركة في المفاوضات، مرجّحاً حضورهم خلال أيام الجمعة والسبت والأحد.
وأوضح المفاوض الإيراني الذي رفض الكشف عن اسمه أن حضور الوزراء هو للمساعدة في التوصل إلى اتفاق، وأضاف أن وزراء الخارجية سيعودون إلى عواصمهم وستستمر المفاوضات.
وفي السياق، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن بلادها عازمة على الوصول إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي، ولكن ليس بأي ثمن كان، معربة عن أملها بأن يتخذ الجانب الغربي قراراً عقلانياً حيال هذا البرنامج السلمي.
وقالت أفخم في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي أمس: «إننا نأمل بأن يتخذ الطرف الآخر في المفاوضات النووية قراراً عقلانياً برؤية واقعية للبرنامج النووي الإيراني السلمي، وإن القرار الصعب الذي يتحدثون عنه ينبغي اتخاذه من قبلهم هم أنفسهم». وأضافت أن انضمام وزراء خارجية دول 5+1 للمفاوضات النووية سيكون في ضوء اطلاعهم على مسيرة واستمرار المشاورات، وأن الجمهورية الإسلامية في إيران عازمة على الوصول إلى اتفاق ولكن ليس بأي ثمن كان.
وفي ما يتعلق بالمفاوضات النووية الجارية في فيينا قالت أفخم: «لقد أعلنا منذ البداية أننا مستعدون للتفاوض في أي وقت كان حتى 20 تموز أو ما بعده للوصول إلى نتيجة عادلة ومستقرة ومنطقية، والوفد الإيراني يزور فيينا لهذا الغرض».
ورأت المتحدثة الإيرانية «جرى تصنيف القضايا وتمّ تدريجياً وبصورة مرحلية التفاهم بشأن القضايا التي كان للطرفين وجهات نظر مشتركة حولها، حتى وصلنا إلى قضايا فيها خلافات أساسية بوجهات النظر، فالمفاوضات صعبة ومكثفة وجادة جارية الآن حولها»، واعتبرت أن هنالك تقدماً قد تحقق في المفاوضات النووية لكنه تقدم بطيء.
من ناحية أخرى، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن هنالك كثيراً من المقترحات المطروحة بشأن منشأة فردو، إلا أنها يجب أن تكون مركز أبحاث وتنمية ودعم لمنشأة نطنز النووية. وأشار إلى تصريحات قائد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي حول حاجة البلاد إلى 190 ألف وحدة فصل «SWU»، وقال: «لقد أعلنا للطرف الآخر أن حاجتنا العملية هي توفير الوقود النووي لمحطة بوشهر ومفاعل أراك ومفاعل طهران للأبحاث، وإذا أراد غير ذلك فعليه الإتيان بالدليل». وأضاف أن «سلسلة أجهزة الطرد المركزي الـ164 من الجيل الثالث IR6 بقدرة 10 «سو» لم تُدشّن لغاية الآن، إلا أن سلسلتها الوسطى البالغة 10 جهاز طرد مقامة حالياً ونتحرك نحو السلسلة 164».
وتابع صالحي: «إننا ومثلما أبدينا المرونة من ناحيتنا بشأن مفاعل أراك للماء الثقيل، فقد أبدينا هذه المرونة في موضوع التخصيب أيضاً وفي أن نتقدم إلى الأمام بصورة متدرجة، على أن نكتفي بالعدد الموجود للأعوام المقبلة من أجل بناء الثقة». وأضاف أن «لنا الآن نحو 20 ألف جهاز طرد مركزي ناشط، واقترحنا أن نبقي على هذا العدد خلال الأعوام المقبلة ولكن نعمل على أجهزتنا في مجال الأبحاث والتنمية، ونملك الآن سلسلتان هما IR2M وIR4 وسلسلة وسطى IR6 تعمل في مركز الأبحاث منذ أكثر من عام».
وأوضح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن جميع هذه الأمور تجري تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال: «نحتاج إلى أعوام عدة لإنتاج الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي على نطاق واسع».
واعتبر صالحي أن منشأة فردو منشأة أبحاث ومكملة لمنشأة نطنز، وأضاف أن هذه المنشأة تضم أكثر من ألفين من أجهزة الطرد المركزي ويُنتج في هذه المنشأة اليورانيوم المخصب بنسبة 5 في المئة».
واعتبر المسؤول الإيراني أن مقترح الطرف الآخر بإغلاق منشأة فردو مثير للسخرية، وأوضح أن هناك كثيراً من المقترحات لمستقبل هذه المنشأة، منها أن يكون مركز أبحاث وتنمية إضافة إلى إمكان إنتاج النظائر المستقرة باقتراح من الروس، وهو الأمر الذي يحتاج إلى أجهزة الطرد المركزي، ومقترح آخر وهو إجراء اختبارات فيزيائية فيه، إلا أن تصريح السيد خامنئي هو أن يكون مركز أبحاث وتطوير ودعم لمنشأة نطنز إضافة إلى أنشطة أخرى يمكن القيام بها.
وفي ما يتعلق بالتعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة، أوضح صالحي أن هذا التعاون الآن في وضع جيد ولو تمكنا من إزالة جدار عدم الثقة وأن تحكم الوكالة بالإنصاف ومن دون تحيز، يمكننا الوصول إلى النتائج المتوخاة، واختتم: «ليس لنا مشكلة جادة وهنالك الآن 5 قضايا نبحثها مع الوكالة».