صباحات

وصلت جماعات الرياض السورية إلى الحائط المسدود. فما طلع عليها الصباح في جنيف، وإن ذهبت فقدت آخر أكاذيبها وأعلنت أنها تتحمّل خراب سورية لقبولها بما كان ممكناً قبوله منذ أربع سنوات. وإن رفضت صارت خارج المعادلة وسار القطار من دونها، وصار السؤال ماذا جنيتم لأنفسكم وعلى سورية. بئس أشباه الرجال ولا رجال. أن تكون عبداً فتلك نصف مصيبة، أما أن تكون عبداً لعبد فتلك مصيبة كاملة.

تقول الخطوط البيانية لمدّة صمود المواقع التي يسيطر عليها المسلّحون في سورية، إن الموقع بمئة مقاتل كان يقاتل أسبوعاً قبل السقوط. وموقع المقاتلين الألف كان يقاتل شهراً. وموقع الآلاف الثلاثة كان يقاتل شهرين. وبعد ثلاثة أشهر من القتال المتواصل والسقوط المتتابع، جاء سقوط سلمى يقول إن موقع الآلاف الثلاثة صار ينهار بيومين. ما يعني قرب الانهيار الشامل لبنية المسلّحين… فتلك إشارات لا تغيب عن المتابعين… الأميركي أوّل القارئين.

جميل مشهد الخليج عشيّة تطبيق التفاهم بين الغرب وإيران، وجنود المارينز أسرى يعتذر سادتهم عن خرق المياه الإقليمية الإيرانية، ويعترفون بأحقية ما قامت به إيران. وجميل مشهد قادة إيران لا يأبهون لحسابات المصالح المستعجلة ليقبلوا مساومة على المبادئ الثابتة.

فليعزفوا ما شاؤوا لحن مضايا، فالعرس في سلمى رصاص ودماء، والشمس تحت الغيم تختبئ حتى يحين ظهورها تنشقّ السماء. أمطروا كلاماً بعد السموم ما نضبت والأرض خصب وماء. آن أوان الحصاد للشام وجاء الموعد لتلبس البياض شهباء. هي مواسم الغلال وافرة لا تقولوا شئنا… فإن الله شاء.

في أحيان كثيرة، انضمام سيئ إلى تأييد خيار جيد يصيبه بالسوء. بينما لا يجعل انضمام الجيدين إلى خيار سيّئ الخيار جيداً.

القضاء عندهم كآلهة التمر. متى أعجبتهم قراراته يعبدونه ومتى أزعجتهم يأكلونه… ليست قضيتهم عقوبة أو سماحة.

يقترب الجيش من جدار النهاية، فيقترب الاحتفال من نقطة البداية.