الجيش العراقي يحرر منطقة البو سودة في الرمادي
العلم العراقي يغرس في الأرض أو يعود مرفرفاً على أعلى المباني، رمز لتقدم القوات العراقية في محافظة الأنبار وعزم هذه القوات على دحر مسلحي جماعة داعش من كامل جغرافية المحافظة وسائر المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.
فبعد تحريرها الرمادي، وفي مقابل هذه الانتصارات والزخم المعنوي الذي يدفع باتجاه تحرير المناطق كافة والقضاء على داعش في العراق، تتوالى تحركات أخرى مضادة لتأجيج الخلافات الطائفية والعشائرية في مناطق كديالى شمال العاصمة بغداد ومنطقة البصرة، متذرعة بحوادث وقعت في المقدادية قيل إنها استهدفت سكاناً من الطائفية السنية في المنطقة.
ووضع البعض في السياق نفسه تحركات رئيس مجلس النواب العراقي السابق أسامة النجيفي وأخيه أثيل النجيفي لمنع مشاركة أية قوة من بغداد أو الحشد الشعبي عبر البوابة الطائفية، حتى أن الأخير اعتبر أن مشاركة الحشد أخطر من وجود داعش في الموصل.
وتأتي هذه التحركات متزامنة مع تصعيد وسائل إعلام سعودية واماراتية وأثارتها اللغط والتشويش أمام الحشد الشعبي ودوره، وذلك بالتزامن مع تصعيد مسؤولي منطقة كردستان الحديث عن الانفصال، لا سيما مع مواصلة الأكراد حفر الخندق الذي يعتبروه حدود كردستان المقبلة.
ميدانياً، أعلن قائد الفرقة الثامنة بالجيش العراقي العميد الركن مجيد الفتلاوي، تحرير منطقة البو سودة من سيطرة جماعة «داعش» الإرهابية شرق مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار.
وأفاد موقع «السومرية نيوز» أن الفتلاوي قال: «إن قطعات الفرقة الثامنة نفذت، اليوم، عملية عسكرية في منطقة البو سودة شرق الرمادي»، مشيراً إلى أن تلك «القطعات تمكنت من تحرير المنطقة ورفع العلم العراقي فوق أحد مبانيها». وأضاف: «أن العملية أسفرت عن مقتل 10 عناصر من داعش وتدمير عجلة تحمل سلاح أحادية».
وكان الفتلاوي أعلن تحرير منطقة السورة شرق الرمادي من سيطرة «داعش» بالكامل، مؤكداً مقتل خمسة عناصر من الجماعة الإرهابية وتدمير عجلة عسكرية مفخخة خلال عمليات التحرير.
وفي السياق، أعلن محافظ صلاح الدين، رائد الجبوري، مساء أول من أمس، أنه تم تحرير منطقة تل كصيبة شرق تكريت من مسلحي داعش الذين سيطروا عليها لفترة قصيرة.
وقال الجبوري إن «القوات الأمنية والحشد الشعبي ألحقوا بمقاتلي داعش خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، وتم قتل العشرات منهم، بينهم عرب وأجانب».
وأشاد المحافظ «بدور القوات الأمنية المتمثلة بقيادة عمليات صلاح الدين والشرطة المحلية والحشد الشعبي في صدهم للعصابات الإرهابية ودحرهم بالكامل».
فيما أعلن جبار المعموري، القيادي في الحشد الشعبي، في وقت سابق، إحباط هجوم واسع شنه داعش على منطقة تل كصيبة، مشيراً الى أن القوات الأمنية مدعومة بالحشد الشعبي كبدت التنظيم خسائر فادحة.
قالت الشرطة ومصادر قبلية في بلدة العلم القريبة، إن هجمات نفذت في الصباح الباكر أدت إلى مقتل قائد الشرطة وحارسه، إضافة إلى 9 مقاتلين من فصائل مختلفة.
من جهة أخرى، أرسلت الحكومة العراقية فرقة مدرعة من الجيش وقوات من الشرطة إلى مدينة البصرة النفطية الجنوبية لنزع سلاح السكان وسط نزاع عنيف بين العشائر في المنطقة.
وتقع أكبر الشركات النفطية الحكومية في مدينة البصرة التي تبعد عن مناطق يسيطر عليها تنظيم «داعش» في شمال وغرب البلاد، لكن القتال في المنطقة أجبر الحكومة في بغداد على إرسال قوات إلى المحافظة الجنوبية.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة جبار الساعدي إن «هذه العملية تستهدف مناطق شمال البصرة والتي تشهد الكثير من النزاعات العشائرية وستتضمن أيضاً أحياء داخل مدينة البصرة مستقبلاً».
وذكر الساعدي أن قوات الأمن دخلت خلال الليل بالدبابات والأسلحة الآلية الثقيلة إلى حي الحسين الشمالي وهو بؤرة للقتال العشائري ويعرف أيضاً باسم الحيانية. وأضاف أن القوات بدأت بدعم من طائرات الهليكوبتر العسكرية مداهمة منازل ومصادرة أسلحة.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد دعا خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الأربعاء الماضي في البصرة، دعا قوات الأمن إلى الضرب بيد من حديد على «العصابات التي تعيث بأمن البصرة وفرض هيبة الدولة وتحقيق الأمن المجتمعي للمواطن البصري».
وذكرت مصادر أمنية أن قوات الأمن اعتقلت نحو 30 شخصاً في اتهامات جنائية وصادرت أسلحة آلية وقذائف مورتر وقذائف صاروخية وبنادق وكميات كبيرة من الذخيرة.
من جانبه دان المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني الجمعة الماضي التفجيرات التي استهدفت مساجد للسنة في بلدة المقدادية بشرق العراق.