دو فريج ممثلاً سلام: خسرنا ما يكفي من الطاقات الشابة فلنحافظ على ما تبقّى

افتتح وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج، ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام، مؤتمر «الإدارة العامة والاندماج الوطني شراكة وتحديث» الذي نظمته الرابطة المارونية أمس ويختتم اليوم، بالمشاركة مع مؤسسة كونراد أديناور، في جامعة الحكمة ـ فرن الشباك.

بعد النشيد الوطني ونشيد الرابطة، قدم الزميل جوزف قصيفي للمؤتمر لافتاً إلى أنّ «الإدارة العامة في لبنان هي على ترهل وتراجع وتعاني شللاً وشغورا وفساداً»، معتبراً أنّ «الدولة أغرقت في البيروقراطية وسيست إدارتها إلى حدّ تعطيل الدور وشل الفاعلية وأنهكتها المحسوبية فكادت تجهز عليها».

ورأى أنّ الإدارة هي «أحوج ما تكون إلى ورشة تعيد صوغها وفق معايير الحداثة والكفاية وهو ما تحرص الرابطة المارونية على طرحه في هذا المؤتمر».

ثم تحدث رئيس الرابطة المارونية النقيب سمير أبي اللمع، فرأى «أنّ من الضروري اليوم إنتاج طبقة إدارية جديدة واعية لأهمية المحافظة على التعايش والتفاهم بين اللبنانيين وجاهزة لتطوير مؤسسات الدولة، بعيداً من مصالحها الآنية والخاصة». وقال: «نحن في حاجة اليوم، إلى تعيين مختصين في الإدارات العامة، يقومون بوضع المقترحات العملية على طاولة القرار السياسي، فاحترام الإنماء المتوازن والتساوي في فتح المجالات للكفايات من كل الطوائف».

وأكد أنّ «صدور قانون انتخاب عادل يعكس إلى أي حدّ تستطيع الطوائف والمذاهب في لبنان أن تعيش معاً، من دون الوقوع في تجربة الهيمنة».

واعتبر عضو المجلس التنفيذي ومقرِّر لجنة شؤون الموظفين والإدارات العامة في الرابطة ابراهيم جبور أنّ «الإدارة في لبنان تحتاج إلى التطوير، والتجديد في القوانين الناظمة لعملها وهذا لا يكون إلا برفع يد السلطة السياسية عنها، وترك الأمر لمجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي لتقوم هيئات الرقابة كافة بالدور المناط بها قانونا اختيار المرشحين للوظيفة العامة بعد امتحانات ملزمة بنتائجها وفي تطبيق مبدأي المساءلة والمحاسبة، وتحديد معايير جديدة لسلسلة رتب ورواتب توفر لهؤلاء العيش الكريم والضمانات الاجتماعية والصحية التي تحصنهم ضدّ الإغراءات والضغوط».

ولفت رئيس جامعة الحكمة الأب خليل شلفون إلى «أنّ مهمة الجامعة هي تقوية ثقافة علمية وطنية تهيئ الشباب للاشتراك الواعي في القرارات الوطنية والانخراط في وظائف القطاع العام بذهنية جديدة وتطلعات بعيدة».

وتحدث مدير برنامج حكم القانون في الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مؤسسة «كونراد أديناور بيتر ريميله» عن «متاهة بيروقراطية تؤدي إلى تعقيد معاملات سهلة في الأساس»، ملاحظاً أنّ «الإدارة العامة اللبنانية تسعى إلى توظيف وظائف أكثر مما تسعى إلى توفير الخدمات العامة بخلفية تنظيمية تضمن الفاعلية والاتقان».

وطلب رئيس مؤسسة «لابورا» الأب طوني خضرا من كل المسؤولين الروحيين والسياسيين أن يكون موضوع الإدارة العامة وانخراط اللبنانيين جميعا في وظائف الدولة أولية في سياساتهم ومشاريعهم، والتعاون معاً من الباب الواسع في فتح أبواب مؤسساتنا التربوية وغيرها لمساعدة الأجيال وتوجيهها وتحفيزها على أهمية دور وسائل الإعلام المحوري في التوجيه والإعلان عن الوظائف لكلّ اللبنانيين».

وأشار دو فريج إلى «أنّ التعقيدات البيروقراطية فكانت حافزاً لنا لإطلاق مشروع تبسيط الإجراءات الإدارية سعياً إلى ردم الهوّة بين الإدارة والمواطن».

وأكد أنّ «الشراكة لا تقوم فقط بين القطاعين العام والخاص، بل أيضاً بين مؤسسات القطاع العام في ما بينها، وقد عانى لبنان ما عاناه من سوء التنسيق بين الإدارات».

وختم: «آن الأوان كي نقارب مواضيعنا الوطنية الحساسة بمنطق جديد. فالأجيال الشابة ما عادت تستهويها الشعارات القديمة، وما عادت تجد نفسها معنية بالصراعات السياسية والشخصية التي ترتدي زوراً ثوب الطائفة وهي في حقيقتها نكايات ومحاصصة. خسرنا ما يكفي من الطاقات الشابة، وعلينا واجب الحفاظ على ما تبقى منها لدينا تمهيداً لاستعادة ما خسرناه منها. فجيل الشباب يحتاج إلى القليل من الكلام والكثير من العمل».

واعتبر الرئيس حسين الحسيني، في مداخلته، «أنّ التجربة اللبنانية، مهما تكن مصاعبها وإخفاقاتها، تجربة غنية، جديرة بالاعتبار». وقال: «هذه التجربة قد أوضحت آفاق نجاحها في مبدأ محدّد، أعني مبدأ الانسجام بين الدين والدولة، وفي فكرة محددة، أعني فكرة الدولة المدنية لا الدولة الطائفية أو الدولة الدينية أو الدولة العلمانية. ففي هذه الفكرة المدنية يكون الاعتراف بالدولة وبسيادة قانونها المدني، في حدود الاعتراف بوجود الجماعات وقوانين أحوالها الشخصية، وهذا الاعتراف وذاك هو في حدود الاعتراف بوجود الأفراد وحقوقهم الإنسانية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى