صحافة عبريّة
أجمع المحللون وصنّاع القرار في «تل أبيب» على أنّ إيران مرّغت أنف الولايات المتحدّة عندما اعتقلت عدداً من الجنود الأميركيين، لأسبوع الماضي، وعبّرت «إسرائيل» عن منسوب مرتفع من القلق والخشية في أعقاب نشر صورة البحارة الأميركيين رافعي الأيدي وراكعين، أمام جنود البحرية الإيرانية في الخليج. واحتلت صور الإذلال، كما سمّاها الإعلام العبري، الصفحات الأولى للصحف، وكانت هي المادّة الرئيسة في النشرات الإخبارية لقنوات التلفزيون، التي أسهبت في التغطية الخبرية وفي التعليق عليها.
عناوين الصفحات الأولى للصحف العبرية توزعت بين الإذلال، وصور إذلال الأميركيين، والإهانة في إيران، والودّ على الطريقة الإيرانية، مع تحذير من الدلالات السيئة للحادثة، وعلو كعب الإيرانيين في المنطقة. وعينة الإعلام العبري، الذي طغت كلمة الإذلال على عناوينه الرئيسة، مع إبراز صورة البحارة راكعين.
صحيفة «يديعوت أحرونوت»، طغت كلمة «الإذلال» على عنوانها الرئيس، كغيرها من الصحف العبرية، وأيضاً مع إبراز صورة البحارة الأميركيين راكعين.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه لا شيء قادراً على محو صورة الإذلال التي لحقت بالبحرية الأميركية وبصورة واشنطن في المنطقة، صحيح أنّ الحادثة بلا دلالات عسكرية، لكنها حبلى بالدلالات السياسية، التي يجب على «إسرائيل» أن تقف أمامها ملياً، قالت الصحيفة.
ومن مواكبة الإعلام «الإسرائيلي» وتغطيته «حادثة الإذلال» يمكن القول والفصل أيضاً إنّ تل «أبيب» نظرت إلى الحادثة بدلالاتها السياسية وما تشير إليه حيال الآتي في ظل احتدام الصراع في المنطقة بين محورين: تقود الأول إيران من جهة، وتقود الثاني دول الاعتدال ومن ورائها الأميركيون.
ومن وجهة نظر «تل أبيب»، تكشف الحادثة والصورة التي خرجت بها إيرانياً، عن قصد، واقع ثقة الإيرانيين بقدراتهم وثبات موقفهم، كما تكشف حقيقة ميزان المعادلة القائمة في المنطقة بينهم وبين المجتمع الدولي، وبينهم وبين الدول المحيطة بهم، وصولاً إلى «إسرائيل». مضافاً إلى ذلك، إذا كانت إيران تعمد إلى إذلال الولايات المتحدة قبل أيام من قرار رفع العقوبات الدولية عنها، فكيف بها بعد رفعها؟ الحادثة من ناحية «تل أبيب» تعيد التأكيد، من جديد، على وجه الأمور في المنطقة، وتعزّز مكانة إيران وموقعها في مرحلة ما بعد تنفيذ الاتفاق النووي.
وكما يرد على لسان المعلقين «الإسرائيليين»، يد طهران هي العليا في المنطقة، وستكون أشد في مرحلة ما بعد تنفيذ الاتفاق. كما اعتبر الإعلام العبري الحادثة بمثابة رسالة تتجاوز مياه الخليج ولا تقتصر تداعياتها على الأميركيين وتتجاوزهم إلى من هم أصغر منهم في المنطقة: خليجيون وغير خليجيين. رسالة إيران واضحة بدلالاتها: لا تهاون أمام التهديدات ولن تتوانى عن الاقتصاص ممن تسوّل له نفسه الاعتداء علينا.
ومن هنا، فإنّ منسوب القلق المعبّر عنه «إسرائيلياً»، هو تعبير أيضاً وإن بالوكالة، عن قلق دول الخليج، سواء انعكس ذلك في مواقفها وإعلامها أو لم ينعكس. قلق «إسرائيل» هو تعبير عن قلق كل من يقف في وجه إيران في المنطقة. وإذا تعاملت الولايات المتحدة بدبلوماسية مع حادثة إذلال لحقت بها هي، فكيف بها تجاه حادثة إذلال أخرى تجاه أصدقائها في المنطقة؟
علاوة على ذلك، بات على «إسرائيل» أن تسعى أكثر فأكثر نحو تنمية علاقاتها بدول «الاعتدال العربي»، وعدم الاكتفاء بائتلاف المصالح المشتركة مع هذه الدول، وذلك باتجاه خطوات أكثر عملية وأكثر مؤازرة ومساندة بينية، خصوصاً أن المظلة الأميركية لم تعد قادرة، في ظل الموقف المتراجع للولايات المتحدة في المنطقة، عن مدّ مظلتها الحمائية تجاه حلفائها، كما يريد هؤلاء الحلفاء.
وتراجع الولايات المتحدة عن مساندة الأصدقاء، يدفعهم أكثر إلى الإعلان عن تحالفهم بصورة أكثر انكشافاً، وبلا مواربة.
في غضون ذلك، توقف أحد المعلقين «الإسرائيليين» أمام تصريح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لافتاً إلى الشكر الذي صدر عنه على الإذلال الإيراني، ولفت أكثر إلى إشادة كيري بنجاح الدبلوماسية في إيجاد حل لحادثة البحارة، وإلّا لكانت استمرت الأزمة أسابيع. ورأت «يديعوت أحرونوت» أنّ مشكلة الولايات المتحدة تكمن في أنّها تقود من الخلف، وتزيد الأعداء وتضعف الأصدقاء. صورة الملاحين التي أحرجت كل أصدقاء أميركا هي نتاج السياسة الضعيفة للرئيس، باراك أوباما، على حدّ تعبيرها.
الاتحاد الأوروبي سيفرض مزيداً من العقوبات على المستوطنات
ذكر موقع صحيفة «هاآرتس» العبرية، أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ قرارات لفرض مزيد من العقوبات على المستوطنات «الإسرائيلية» من خلال صوغ قرارات تميّز بين «إسرائيل» والأراضي المحتلة عام 1967.
وقال أنه من المقرر ان يشهد اليوم الاثنين استصدار قرار جديد في هذا الشأن في ختام الاجتماع الشهري لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت «هاآرتس» أن القرار المرتقب سيؤكد على الفرق بين «إسرائيل» والمستوطنات وأن هناك تمييز واضح بينهما لا لبس فيه وأن جميع الاتفاقيات المبرمة بين «إسرائيل» والاتحاد الأوروبي لا تشمل جميع الأراضي المحتلة عام 1967.
وأشار إلى أن جميع دول الاتحاد الأوروبي متفقة على هذا القرار الذي يشدد على ضرورة التنفيذ الكامل لكل التشريعات والاتفاقيات المتعلقة بمنتجات المستوطنات، واتخاذ خطوات عملية لإنقاذ حل الدولتين وخلق وقائع جديدة على الأرض تضمن ذلك.
كما سيدعم الاتحاد الأوروبي بحسب نصّ القرار المرتقب مشروع القرار الفرنسي لإنشاء فريق دعم دولي لتعزيز عملية السلام بين الجانبين «الإسرائيلي» والفلسطيني وعقد مؤتمر دولي للسلام باعتباره وسيلة لاستئناف المفاوضات بدعم عربي وإقليمي.
وسيرحب القرار الأوروبي المرتقب بحسب «هاآرتس» بالتقدم في مجريات التحقيق بجريمة إحراق عائلة دوابشة، ودعوة «إسرائيل» إلى ملاحقة العنف الذي يمارسه المستوطنون ضدّ الفلسطينيين، علاوة على دعوة الجانبين «الإسرائيلي» والفلسطيني إلى وقف استخدام العنف.
الجيش «الإسرائيلي» يبحث عن نقاط ضعفه
كشفت صحيفة «هاآرتس» العبرية، النقاب عن قيام قادة ألوية الجيش في الضفة الغربية، بزيارات لأسرى فلسطينيين داخل السجون «الإسرائيلية»، ممن تتهمهم «إسرائيل» بالمشاركة بتنفيذ عمليات ضد الجيش ومستوطنيه خلال الهبّة الشعبية، في محاولة لقراءة طريقة تفكيرهم ودوافعهم.
وذكرت الصحيفة أنّ عشرات الأسرى ممّن نفّذوا عمليات فردية فوجئوا خلال الشهر الأخير بزوار غرباء داخل السجن، وهم قادة ألوية الجيش في الضفة، إذ جلسوا معهم واستمعوا منهم عن دوافعهم لتنفيذ العمليات، ولماذا اختاروا أماكن بعينها وكيف رأوا الاستعدادات العسكرية في المكان المستهدف.