طربيه: صاحب هندسات حمت البلد من السقوط النقدي

«فرض نفسه كرقم صعب»، بهذه العبارة وصف رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب رئيس اللجنة التنفيذية في اتحاد المصارف العربية الدكتور جوزيف طربيه، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة «صاحب الهندسات المالية المبتكرة التي حمت لبنان من السقوط المالي والنقدي والاقتصادي، في وقت هزّت العالم كوارث مالية طالت ارتداداتها بلدان عظمى واقتصادات كبرى»، مذكّراً بأنه «العين الساهرة على حفظ الاستقرار المالي والمحافظة على ثروة لبنان واللبنانيين المقيمين وغير المقيمين»، من دون أن يغفل أنه «يجمع بين خصوصيات لبنان واقتصاده وبين الالتزام الصارم بالمعايير والمواصفات الدولية والتحديث والتطوير المؤسساتي والبشري، ما استحق تكريمه ومنحَه العديد من الجوائز محلياً وإقليمياً ودولياً».


كلام طربيه جاء في العشاء التكريمي الذي أقامه على شرف الحاكم سلامة لمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس مصرف لبنان، مساء أول من امس في فندق «فينيسيا إنتركونتيننتال» بيروت وشاركت فيه شخصيات مصرفية ومالية.

وقال طربيه في المناسبة: «نحتفل اليوم بذكرى مرور خمسين سنة على ولادة مصرف لبنان الذي باشر أعماله في أول نيسان 1964، وتعاقب على حاكمية المصرف أفضل رجالات لبنان ممّن كان لهم الدور الكبير في صنع الحياة الوطنية منذ الاستقلال، ما يستدعي استذكار جليل أعمالهم، من فيليب تقلا أحد أبرز الوجوه السياسية في عصره، إلى الياس سركيس الذي وصل إلى رئاسة الجمهورية بفعل كفاءته واستقامته، إلى إدمون نعيم الذي قاد مصرف لبنان في أحلك ظروف الحرب الأهلية وأصبح صاحب القرار المالي في البلاد بعد انقسام الحكم بين حكومتين، إلى الشيخ ميشال بشارة الخوري إبن باني استقلال لبنان الحديث وأب الميثاق الوطني.

وأخيراً وليس آخراً، رياض سلامة الحاكم منذ أكثر من عشرين سنة لمصرف لبنان، صاحب الهندسات المالية المبتكرة التي حمت لبنان من السقوط المالي والنقدي والاقتصادي، في وقت هزّت العالم كوارث مالية طالت ارتداداتها بلدان عظمى واقتصادات كبرى. هو العين الساهرة على حفظ الاستقرار المالي والمحافظة على ثروة لبنان واللبنانيين المقيمين وغير المقيمين، عن طريق المحافظة على الثقة الداخلية والخارجية بالقطاع المصرفي التي أوصلت الودائع الى ما يزيد عن ثلاثة أضعاف الناتج المحلي.

غني عن القول إنّ القطاع المصرفي اللبناني لم يعرف استقراراً تاماً بعيداً من الاهتزازات، إلا منذ تسلم رياض سلامة الحاكمية التي حصّنها بحكمته، ونجح خلال ثلاث ولايات متتالية في تكريس نموذج خاص للسلطة النقدية، يجمع بين خصوصيات لبنان واقتصاده وبين الالتزام الصارم بالمعايير والمواصفات الدولية والتحديث والتطوير المؤسساتي والبشري، وهذا ما استحق تكريمه ومنحَه العديد من الجوائز محلياً وإقليمياً ودولياً.

ومن الثابت انّ القطاع المصرفي يستمدّ جزءاً من قوته وصلابته من الأنظمة التي وضعها مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف، إضافة الى الحوار المفتوح والدائم مع جمعية المصارف في لبنان. فهذا التعاون الدائم بين السلطات والقطاع المصرفي أنتج قطاعاً مصرفياً متيناً يتمتع بهيكلية متوازنة، ويرتكز على قاعدة موارد مالية متنوّعة ومتينة، إضافة الى الموارد البشرية الكفوءة. مصرف لبنان اليوم مؤسسة وطنية كبرى تمارس الدور الذي رُسم لها بمسؤولية، وتشكل منارة للبنان ومرساة لاستقراره المالي وتالياً الأمني والسياسي والاجتماعي، بفضل حاكم المصرف المركزي الذي فرض نفسه كرقم صعب في معادلة هي الأخرى أشدّ صعوبة، فاستحق بجدارة التكريم المتكرّر. فهنيئاً لمصرف لبنان بعيده الخمسين، وشكراً لحاكمه لقيادته الناجحة لهذه المؤسسة».

بعد ذلك، سلّم طربيه درعاً تقديرية للحاكم سلامة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى